مع احتفال سلطنة عُمان بمناسبة الـ(11) من يناير يوم تولِّي حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ مقاليد الحُكم في البلاد، جاء الحرص السَّامي من لدُن جلالة العاهل المُفدَّى على تحديد مراحل المرحلة القادمة من النَّهضة المُتجدِّدة والَّتي تأتي مدفوعةً بالعديد ممَّا تحقَّق من إنجازات وبتطلُّع نَحْوَ المزيد تدعمُه رؤية ثاقبة من جلالة القائد.
وقد أكَّد الخِطاب السَّامي لجلالة السُّلطان المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ والَّذي تفضَّل وألقاهُ في هذه المناسبةِ على العديدِ من الإنجازاتِ الَّتي تحقَّقتْ خلال الأعـوامِ الخمسةِ المـاضية، حيثُ تحقَّقتْ أهداف هذه المرحلة من عُمرِ النَّهضة المُتجدِّدة ولامسَ المواطنون التَّحسُّنَ المستمرَّ في العديدِ من المـؤشّراتِ الوطنيَّةِ والدّوليَّة والعديد من المشاريع التَّنمويَّة والخدميَّة مع التَّأكيد على المُضي قُدُمًا نَحْوَ المزيد من تحقيق أولويَّات رؤية (عُمان 2040).
وتأتي في مقدِّمة هذه الأولويَّات تلك المتعلِّقة بالمُجتمع المعتزِّ بهُوِيَّته المبتكر والمنافس عالَميًّا، حيث تعمل المرحلة القادمة على تعزيز ارتباط العُماني بهُوِيَّته والَّتي يترجمها اصطفاف العُمانيِّين عَبْرَ العصور مِثلَما يؤكِّد النُّطق السَّامي «على بصيرةٍ مصدرُها العقيدةُ السَّمحةُ، نابذينَ كُلَّ تعصُّبٍ رافضينَ كُلَّ استقطابٍ يُجزِّئُ الأُمَّةَ ويَفُتُّ في عَضُدِها مَتمسِّكينَ بكُلِّ ما يجمعُهُم على الحقِّ مُبادرينَ للخيرِ وثَّـابِـينَ لبناءِ وطنِهم وأمَّتِهم» مع التَّأكيد على أنَّ البلاد حافظتْ على كَيْنُونَتِها كدَولةٍ مستقلَّةٍ ذاتِ سِيادةٍ عَبْرَ العصور وقد تعاقبتْ عَلَيْها أنماطُ حُكمٍ عديدةٍ أدَّى كُلٌّ مِنْها دَوْرَهُ الحضاريّ وأمانتَــهُ التَّاريخيَّةَ وليتمَّ الإعلان في هذا الصَّدد على أن يكُونَ يومُ العشرينَ من نوفمبر من كُلِّ عامٍ يومًا وطنيًّا لسلطنةِ عُمان وهو اليومُ الَّذي تشرَّفتْ فيه الأُسرةُ البوسعيديَّة بخدمةِ هذا الوطنِ العزيز منذُ العامِ 1744م.
كما ستشهدُ المرحلةُ القادمة ستشهد المُضي قُدُمًا تطويرَ البيئةِ الاستثماريَّةِ والتجاريَّةِ وتقديمَ المزيدِ من التَّسهيلاتِ اللازمة والحوافزِ التَّنافسيَّة والبيئةِ الدَّاعمةِ للاستثمار بما يسهلُ ممارسةَ الأعمالِ التجاريَّةِ لضمانِ تنويعِ الاقتصادِ الوطنيِ وتحقيقِ نموٍّ مستدام مع التوسُّعِ في خدمات البنيةِ الأساسيَّةِ والمرافقِ الصِّحيَّةِ والتَّعليميَّةِ وتطويرِ المُدنِ المتكاملةِ والمشاريـعِ الاستثماريَّـةِ الكبرى ومواصلةِ منحِ المحافظاتِ المزيدَ من الصلاحيَّاتِ والدَّعمِ في مختلفِ القِطاعاتِ لِتصبحَ مراكزَ اقتصاديَّةً تقُودُ النُّموَّ الاقتصاديّ بالبلادِ.
ولا شكَّ أنَّ تأكيدَ جلالةِ السُّلطان المُعظَّم ـ أبقاه الله ـ على إدراكَ حجمِ التَّحدِّياتِ المحليَّةِ والعالَميَّة والمعرفة بخريطةِ الصِّراعاتِ والمصالحِ في العالَم وفهمِ طبيعتِها وحدودِ تأثيرِها يشكِّل عامل طمأنينة في تعزيز القدرة على التَّعاملِ معها كفرصٍ مواتيةٍ لتبنِّي سياساتٍ فاعلةٍ لإرساءِ السَّلامِ وتنميةِ الاقتصادِ وتعميقِ الشَّراكاتِ الاستراتيجيَّةِ القائمةِ على التَّعاونِ والتَّكاملِ الاقتصاديِ وليتمَّ التَّأكيد على النَّهج العُماني على مرِّ العصور بالدَّعوة الموجَّهة لكافَّة دوَلِ العالَم للتَّضافرِ من أجلِ «بناءِ عَالَمٍ تسودُهُ قِيَمُ الإنسانيَّةِ والعدالةِ، تُحترَمُ فيهِ مُقدَّساتُ كُـلِّ أُمَّةٍ وهُويَّتُها ودينُها ومعتقداتُها وأخلاقُها، وكرامةُ الإنسانِ فيه مُصانةٌ وحقوقُهُ مكفولةٌ في عالَمٍ ينشأُ شبابُه في توازنٍ وانسجامٍ بَيْنَ أساسهِ الروحيِ ومتطلّباتِهِ المـاديـّةِ».
هيثم العايدي
كاتب صحفي مصري