دمشق ـ «الوطن »:
صدر حديثًا عن دار (دفاتر الاختلاف) في مدينة مكناس بالمغرب، كتابان جديدان للشاعر والروائي المغربي نور الدين محقق، الأول كِتاب شعري بعنوان (إشراقات مراكش الحمراء) والثاني رواية حملت عنوان (أوراق كاتب في باريس). ويأتي هذا في خضم اهتمام الأديب محقق بالأفق الثقافي الكوني وعلاقته الموغلة في تشكيل الرؤى الجمالية الحاملة للقيم الإنسانية الراقية من خلال الكتابة الأدبية المرتبطة بالفكر سواء على مستوى الشعر أو على مستوى النثر.
ويمثِّل كِتاب (إشراقات مراتكش الحمراء) لحظة شعرية تعبِّر عن امتزاج الذات بالأمكنة في لحظات زمانية مُوحية بالسحر، سحر مراكش، وعن توحد بين المكان والزمان في بوتقة شعرية واحدة تدل على الصفاء الروحي وعلى قوة الكلمات في التعبير الشعري وفي القبض على اللحظات المنفلتة باستمرار، وعن قدرة السفر إلى المدن في خلق أجواء شعرية بامتياز تدفع بالشاعر إلى الكتابة عنها وفق حدس شعري شفاف يجمع بين الغنائية العميقة والفكر التأملي الفلسفي في كنه المكان وجاذبيته.
فيما تجمع رواية (أوراق كاتب في باريس) بين فن السيرة الذاتية من جهة وبين فن الرحلة من جهة أخرى، ويمكن اعتبار هذه السيرة الرحلية الروائية امتدادًا بشكل من الأشكال لروايته السابقة حول مدينة باريس والتي حملت عنوان (إنها باريس يا عزيزتي) والتي صدرت عام 2012 ولاقت اهتماماً ملحوظاً في حينها، لكنها تختلف عنها من حيث الصياغة الفنية ومن حيث نوعية الأحداث الموجودة فيها. ذلك أن هذه السيرة الرحلية الروائية وهي تُكتب بصيغة السيرة الذاتية عبر عملية توظيف ضمير المتكلم، تسعى لخلق إيهام فني يدفع بالقارئ إلى اعتبار أن سارد هذه الرواية هو الكاتب الواقعي لها، وأنه لا يعدو أن يكون قد جعل من الوقائع التي عاشها بالفعل وقائع روائية بامتياز. إنها نفس اللعبة السردية التي نجد صداها عند كبار الكتاب العالميين مثل أرنست همنجواي وهنري ميللر وبول أوستر وغيرهم.
