الأربعاء 15 يناير 2025 م - 15 رجب 1446 هـ
أخبار عاجلة

القسَمُ المُصان

القسَمُ المُصان
الأحد - 12 يناير 2025 03:49 م
10


قَسَمٌ من العهدِ القديمِ يصان

أرواحنا لك يا عُمان فداء

ليثير في نفس الشجاع قصيدةً

صدَحت مزمجرةً بها الأصــــداء

فتناثرت كالدرّ فوقَ ربوعها

يشدو بها الشعراءُ والحكماء

فترنّمي أرضَ الغُبْيراء التي

أبناؤها النجباء والعظماء

فَسل الزمان عن العُماني تلقه

مسترسلًا لا يكفه الإيماء

نُقِشت له الصفحات أن سماته

كالغيث طول زمانه معطاء

وهو الهداية للسلام فكيف لا

والقوم فيما بينهم رحماء

كم أطفأوا نارًا تعاظم أمرُها

هم للإخاء الرسل والسفراء

حازوا المكارم أهلها ورجالها

وعن المثالب إنهم غُرَباء

أمَّا البيوت فمُلِّكت لضيوفهم

والجود منهم للأنام سماء

وهمُ همُ كالعيد أبهج صابرًا

بلقائه فاخضرت البيداء

ضمَّت عُمان صغارها وكبارها

فتلملمت بحنانها الأحياء

فتعانقت شطآنها ببهائها

وبعشقها تتوحد الأجزاء

تترقرق الأفلاج دون توقفٍ

والماء عذبٌ والربى غنَّاء

وسهولها الجنَّات فيها أثمرت

دمث الطباع يزينهن حياء

والشمس تشهد والفيافي والندى

عن شأنها لا تكذب الأنباء

والفجر غنَّى والنوارس غرَّدت

والشعب بارك إنهم سعداء

والبدر أمسى ملقيًا مرساته

بخليجها وتراءت الجوزاء

طوبى لأشرعة تجوب بحارها

والرزق في طيَّاتها إثراء

هي دانةٌ مكنونةٌ ببريقها

تتلألأ الأكوان والأرجاء

هي لوحةٌ أعيَت أنامل بارعٍ

إن ينتهي تتجدد الأشياء

مشدوهةٌ كل العيون أمامها

في وصفها يتلعثم الفصحاء

أحضانها مفتوحة لكنها

عند الشدائد صخرةٌ صمَّاء

قُل للجبال الشامخات تطاولي

وتمنعي فلنا عليك لواء

فحصوننا مرصوصة بصخورها

رُدِعت بها الأطماع والأهواء

بمدافعٍ نسفَت نوايا حاقدٍ

مترصدٍ في نفسه الضغناء

قد أسلفت أن لا عزاء لمارقٍ

مهما عتت أو حلَّت الدهماء

ما إن عقدنا العزم فينا شمَّرت

فوق السواعد همةٌ عصماء

شحذت سيوفًا إن ترى وخناجرًا

بتَّارة أغمادها الأعداء

نلقى الذين تربصوا في قعرهم

وعلى يدينا يهزم الغوغاء

تعلو لنا بين العواصف هامة

للمجد فوق جبينها إمضاء

في جحفلٍ شرسٍ توحَّد بأسنا

بزئيرنا يتقهقر الجُبناء

ستخالنا يوم التنادي ماردًا

تهتز تحت مسيره الرمضاء

لا ينحني يمضي ليُقبِلَ صامدًا

وبِعزمه تتبدد الهيجاء

وبكفِّه يهب الحياة مسالمًا

ولمن بغى فبكفه الإخزاء

إنَّا إذا ما اشتد عبسُ وجوهنا

لا تثننا عن نصرنا الظلماء

نهب الدماء بحبها مهراقةً

والأوفياء لأجلها شهداء

آليت أنِّي لا أخون قصائدي

هيهات أن تتبدل الأسماء

اليقظان اليماني

شاعر عماني