الخميس 09 يناير 2025 م - 9 رجب 1446 هـ
أخبار عاجلة

صلة الرحم إحدى الدعائم الأساسية بين أفراد هذه الأمة «5»

الأربعاء - 08 يناير 2025 04:27 م


.. ولكن العمل الذي يقربنا إلى الله ويجعل بين الارحام المحبة والمودة والتواصل يقول لا يوجد وقت وبعض من ناس لا يتصدق إلى رحمه بصدقة فمنهم من رحمه في أمسِّ الحاجة إلى هذه الصدقة وتجده يتصدق على فقراء آخرين والأولى رحمه الذين يجب أن يتصدق عليهم ثم الآخرين.

فلا بد أن يكون التواصل الدائم والحب بين الارحام ونوسع القلوب بين الارحام، فقاطع الرحم لا يلتزم على الوفاء والمؤاخاة، وقاطع الرحم في حقد وحسد وغيبة ونميمة، وقاطع الرحم يحس بقطيعة الرحم ولكنه ينتقص ويحتقر الارحام، وقاطع الرحم مهما وصل من مناصب ووظائف فلا يقبل له عمل، وقاطع الرحم يكون في همٍّ وحزنٍ وكدرٍ، والعديد من الأحوال أن يكون عليها قاطع الرحم، يقول أبو هريرة ـ رضي الله عنه:(أُحرِّجُ على كلِّ قاطعِ رحمٍ لَمَا قام من عندنا)، وكان ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ جالسًا في حلقةٍ بعدَ الصبح فقال:(أُنْشِدُ الله قاطعَ رحمٍ لَمَا قام عنَّا فإنّا نريدُ أن ندعوَ ربَّنا؛ وإنّ أبوابَ السماء مُرتَجَةٌ ـ أي: مغلقة ـ دونَ قاطِع الرّحم).

فلا بد أن يكون التواصل الدائم والحب بين الارحام ونوسع القلوب بين الارحام فمن بينه وبين رحمه زعل وانقطع فترة طويلة فيسارع في زيارته والتواصل معه ويسامحه ويعفو عنه، قال الله تعالى:(فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ)، ومن تأليف القلوب بين الارحام يقدم له هدية ويشرح صدره ويدعو الله أن يجمعهم الحب والود وتأليف القلوب ومسح كل الترسبات السابقة التي في القلوب، يقول ـ جلّ من قائل:(يَوْمَ لاَ يَنفَعُ مَالٌ وَلاَ بَنُونَ إِلاَّ مَنْ أَتَى ?للَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) (الشعراء 88 ـ 89)، وبرحمة الله وفضله يسر الله النعمة لأهل الجنة وأزل ما في القلوب من الكدر والحقد والزعل والغل وجعلهم على الحب والإخاء قال الله تعالى عن أهل الجنة:(وَنَزَعْنَا مَا فِى صُدُورِهِم مّنْ غِلّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَـبِلِينَ) (الحجر ـ 47).

فسارع أخي.. بارك فيك وكنت أنت السباق بالخير إذا عرض عنك أخوك وكن أنت الأخير، فعَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) قَالَ:(لَا يَحِلُّ لِرَجُلٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ يَلْتَقِيَانِ فَيُعْرِضُ هَذَا وَيُعْرِضُ هَذَا وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلَامِ). فنجاهد النفس والشيطان على تنظيف وإصلاح القلوب بين المتخاصمين والمنقطعين عن بعضهم ونبعد عنا الحسد والضغينة والحقد والزعل والانقطاع فترة طويلة ونعاهد الله من هذه اللحظة أن نبدأ بالمصالحة والتواصل مع بعضنا دائمًا ونعيش في أحلى حياة في الدنيا التي سوف ترفرف عليها المحبة والرحمة والسلام بين الارحام حتى يتقبل الله أعمالنا وتشملنا النفحات الربانية وبرحمة من الله يجمعنا ان شاء الله جمعيا في جنان الخلد.

إعداد ـ مبارك بن عبدالله العامري

  كاتب عماني