الخميس 09 يناير 2025 م - 9 رجب 1446 هـ
أخبار عاجلة

دورة الخليج العربي: شكرا دولة الكويت

دورة الخليج العربي: شكرا دولة الكويت
الأربعاء - 08 يناير 2025 06:13 م

خميس بن عبيد القطيطي

50


عِندَما انطلقتْ دَوْرة الخليج العربي لكُرةِ القَدَم عام 1970م رسَم المؤسِّسون الأوائل رؤية رياضيَّة اجتماعيَّة ثقافيَّة خليجيَّة مشتركة عبَّرت عن وحدة التَّاريخ والمصير المشترك، وأكَّدتْ على التَّضامن الخليجي الَّذي عزَّزته رافِعةً من القِيَم العُليا تجسَّدتْ من خلال تلك البطولة الرِّياضيَّة، فكانتْ شاهدةً على مَسيرة المَحبَّة والأُلفة ولَمِّ الشَّملِ والتَّقارب والتَّكامل الخليجي. وقد سارَ على نهجِها أبناء الخليج جيلًا بعد جيلٍ، مُدرِكين أهميَّة الحفاظ على تلك القِيَم والمعاني السَّامية الَّتي جمعتْ شعوب الخليج وثَّقتْها روابط أخويَّة وعوامل مشتركة من عادات وتقاليد وأنماط حياة مشتركة شكَّلتها الجغرافيا الخليجيَّة، فازدادتِ الرَّوابط والعلاقات الخليجيَّة قوَّةً وصلابة. لذا فقَدْ جسَّدتْ دَوْرة الخليج حالةً خليجيَّة واحدة عنوانها وحدة الهدف والمصير. ورغم حدوثِ بعض الأحداث البَيْنيَّة، إلَّا أنَّ الخليج سرعانَ ما يَعُودُ إلى طبيعتِه الصَّافية والتَّأكيد على أهميَّة اللّحمة بَيْنَ شعوبه. ومن هُنَا فقَدْ حرصَ أبناء الخليج على استمراريَّة تلك البطولة الخليجيَّة؛ لِمَا لها من مقاصد خيِّرة نبيلة سارتْ إلى الأمام بفعلِ النيَّات السَّليمة على الصَّعيد الشَّعبي والرَّسمي الخليجي. ورُبَّما لم يدركْ بعض الأشقَّاء فيما بعد ما تعنيه دَوْرة الخليج العربي لكُرةِ القَدَم من معانٍ وقِيَم سامية كانتْ وستظلُّ هي حجر الأساس لهذه البطولة الخليجيَّة. ونظرًا لأنَّ الأساسَ متينٌ وصادق والجذورَ صُلبةٌ تَعُودُ دَوْرة الخليج العربي دائمًا لِتكرِّسَ تلك المعاني والقِيَم النَّبيلة. فلله درُّ دَولة الكويت الَّتي ترجمتْ تلك المبادئ والقِيَم في دَوْرة «خليجي 26» كأبرزِ بطولةٍ أعادتْ إلى الذَّاكرة الدَّوْرات الأُولى الَّتي جسَّدتِ المعاني الحقيقيَّة للبطولة، وهكذا عِندَما تصدق النيَّات يتحقَّق النَّجاح بكُلِّ معنى الكلمة ولله الحمد.. فهنيئًا للكويت ذلك النَّجاح الباهر في التَّنظيم وعودة الرُّوح المعنويَّة والقِيَم الجميلة الَّتي تأسَّستْ عَلَيْها دَوْرة الخليج العربي لكُرةِ القَدَم.

نقول: شكرًا دَولة الكويت على ما قدَّمتموه في هذه البطولة من تنظيمِ مبدع وحفاوةٍ بالغة، واستقبالٍ كريم.. فمَنْ زارَ الكويت في هذه المناسبة الخليجيَّة لمسَ تلك السِّمات الطيِّبة الَّتي أضفاها الشَّعب الكويتي للبطولة، وهذا ـ بلا شكٍّ ـ توفيقٌ من الله عِندَما تخلصُ النيَّات للأشقَّاء. نَعم لقَدْ عِشنا أجواءً جميلة، لقَدْ كانتِ الكويت تضعُ أكفَّ الرَّاحةِ لضيوفِها، وهُمْ ـ بلا شكٍّ ـ في بلادهم وبَيْنَ أهلِهم. لقَدْ كرَّستِ الكويت حالةً خليجيَّة جميلة عنوانها «الجَمالُ والمَحبَّةُ والأخوَّة ولَمُّ الشَّمل الخليجي» أثقلتْ كاهلَ مَن يأتي بعدَها. كما نُبارك لمُنتخَب البحرين الشَّقيق فوزه المستحقَّ بالبطولة، ونُبارك لمُنتخَبنا الوطني العُماني وصافة البطولة وعودة الرُّوح وعودته إلى سابقِ عهدِه؛ بفضلِ هذه البطولة الخليجيَّة. ونسألُ الله أن يُعزِّزَ قوَّة العلاقات الأخويَّة الخليجيَّة بَيْنَ جميع شعوب المنطقة، وأن تكُونَ دَوْراتُ الخليجِ الَّتي تأسَّستْ على هذه المعاني نبراسًا للعلاقات الخليجيَّة، وتحافظَ على رونقها وقِيَمها، وتترجمَ أهدافها السَّامية على أرض الواقع بَيْنَ الأشقَّاء في دوَل الخليج العربي، والله وليُّ التَّوفيق.

خميس بن عبيد القطيطي

[email protected]