جاء المهرجان السُّلطاني لسباق الخيل الذي تفضَّل حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ وشمله برعايته السَّامية الكريمة بمدينة العاديات بولاية السيب لِيمثلَ احتفاء بمكوِّن رئيسي من مكوِّنات الهُوِيَّة العُمانية، وتشجيعًا للحفاظ على موروث أصيل تشتهر به سلطنة عُمان منذ القِدم حيث إنَّ الفروسية، وعلاوة على أنها واحدة من الرياضات المتوارثة التي تميز بها تاريخنا العُماني، فإنَّها أيضًا قيمة عُمانية أضفت العديد من السِّمات على الشخصية العُمانية.
فللفروسية دَوْر كبير في تنمية أركان الشخصية العُمانية التي تتَّسم بالوفاء والاعتزاز بالنفس والتاريخ مع تطلع للمستقبل يترجمه العُماني بالعمل والعطاء والإخلاص لِيأتيَ الاهتمام السَّامي من لدُن جلالة السُّلطان المُعظَّم ـ أيَّده الله ـ برياضة الفروسية عبر إقامة الميادين التي تمارس فيها هذه الرياضة وتنظيم الفعاليات والسباقات ليعملَ على التأكيد على هذه القيم النبيلة.
ولعلَّ ما تضمَّنته أشواط المهرجان الخمسة التي خُصِّصت للخيول العربية الأصيلة من روح التحدي التي تحلَّى بها الفرسان خصوصًا الشوط الخامس الذي تنافَس فيه الفرسان لنيل شرف التتويج بكأس جلالةِ السُّلطان المٌعظَّم لسباق الخيل تأكيد على الحفاظ على هذا الموروث الأصيل وتناقله بين الأجيال ليزدادَ هذا التأكيد بالمهارات التي عبَّر عنها الفرسان خلال عروض رياضات الفروسية ومهاراتها الاستعراضية، ومجموعة الفنون العُمانية المرتبطة بالخيل التي تخللت أشواط السباق بمصاحبة المقطوعات الموسيقية المتنوِّعة.
المحرر