الخميس 09 يناير 2025 م - 9 رجب 1446 هـ
أخبار عاجلة

خسرنا اللقب لكن استعدنا هوية منتخبنا وعلينا البناء عليه للمرحلة القادمة

خسرنا اللقب لكن استعدنا هوية منتخبنا وعلينا البناء عليه للمرحلة القادمة
الاثنين - 06 يناير 2025 07:23 م
40

بعد خسارة لقب خليجي 26

ظروف متشابهة حرمتنا لقبي 25 و 26 ولا بد من دراسة متأنية لمعرفة الأسباب الجذرية لذلك

المشيفري ينفجر فـي الكويت .. وثاني الرشيدي يؤكد نجوميته .. وعصام يستعيد ثقته فـي التهديف

متابعة ـ صالح البارحي :

انفض السامر وانتهى كأس الخليج ... حمل البحرين الكأس الثانية في تاريخه، وعاد منتخبنا بالمركز الثاني للمرة الرابعة في تاريخه، وبين هذا وذاك محطات متعددة ساهمت في تتويج البحرين وخسارة منتخبنا للقب الثالث الذي كان قريبا من خزائن الاتحاد العماني لكرة القدم، قبل أن يخطف البحرين اللقب في دقيقتين فقط، بعد أن كان حملا وديعا فيما قبل الهدفين ليست له أي بوادر للعودة بنتيجة اللقاء، منتخبنا لم يستفد من تقدمه بهدف مبكر برأسية عبدالرحمن المشيفري، ولم يبحث عن إضافة هدف ثاني لقتل المباراة ومضاعفة الضغط على البحرين، بل أراد أن يهتم بالشأن الدفاعي أكثر من البحث عن معانقة شباك البحرين للمرة الثانية، وهذا ما سهل مهمة الفريق المنافس للعودة للمباراة في الوقت المناسب وبطريقة قاتلة وفي وقت صعب ليحرمنا ونحن (الأحق) باللقب ويتجه إلى المنامة التي عاشت ليالي فرح صاخبة لم تكن لتظهر هناك لولا بعض الأخطاء التي ارتكبت مع مرور دقائق المباراة، وهي التي كانت كفيلة بأن يعيش (مرهون) ورفاقه فرحة أخرى بعد التتويج الأول في الدوحة بخليجي 24 ...

أخطاء فنية

من الصعب جدا أن نتجاوز ما حصل في المباراة النهائية من أخطاء فنية تسببت في خسارتنا للقب، ومن الصعب جدا أن نحمل طرفا على الآخر أسباب الخسارة، إلا أن الأمر الواضح هو أن تدخل الكابتن رشيد جابر لم يكن سليما وكافيا للحفاظ على هدف التقدم، بل كانت نقطة التحول في اللقاء هي خروج المدافع أحمد الخميسي الذي تحمل عبئا كبيرا في الذود عن مرمى منتخبنا بكل ثقة واقتدار، وشكل ثنائيا متفاهما مع المسلمي، حيث كان من الأفضل الزج بخالد البريكي بدلا من الخميسي فقط وبقاء ثاني الرشيدي في مركز الظهير الأيمن كما بدأ المباراة، وفي هذه الحالة سيبقى الفريق على شكله ومنظومته التي وضعت المنتخب البحريني في وضع عصيب ولم يستطع الوصول لمرمى الرشيدي وقبلها كان منتخبنا مسيطرا على ارجاء الملعب وانطلاقات عبدالرحمن المشيفري وعصام الصبحي وجميل اليحمدي وضعت البحرين تحت ضغط متواصل لم يستطع معه التقدم أكثر نحو مرمى منتخبنا بل استسلم لتطلعات الأحمر العماني والتزم أماكنه أطول وقت ممكن، وبعدها حدث التحول بالتدخل من دراجان في الوقت الذي حدده وهو اللعب بهجوم مكثف خاصة في الدقائق الأخيرة من المباراة.

رشيد جابر بدلا من أن يقوم بهذا الاجراء، اخرج احمد الخميسي ودفع بملهم السنيدي اللاعب الواعد إلا أنه أعاد جميل اليحمدي إلى مركز الظهير الأيمن وهو أمر استغربه الجميع في ظل وجود ملهم السنيدي بأرضية الملعب وهذا مركزه الأساسي، وأعاد ثاني الرشيدي اقلب الدفاع بجانب المسلمي، بهذا التغيير حرك رشيد ثلاثة مراكز دفعة واحدة، حيث توقف عمل جميل اليحمدي الهجومي تماما بإعادته لمركز الظهير، وملهم لم يتمكن من العمل بشكل جيد في المركز الذي وضعه فيه لا هجوميا ولا دفاعيا فأصبحت الجبهة اليمنى ثغرة واضحة المعالم لا تحتاج إلى مكبر صورة للتدخل في إعادة الأمور إلى نصابها، وأعاد ثاني إلى قلب الدفاع فضعفت الجهة اليمنى دفاعيا بعد أن كان ثاني مترصدا وبقوة لكل تحركات مرهون ورفاقه، فلم يتجرأ أي أحد منهم على التقدم بتلك الصورة الغريبة التي ظهرت بعد هذه التغييرات، الأمر الذي وجد معه دراجان كل صفات الأفضلية للتوجه لمرمى فايز الرشيدي وهو ما تحقق في لعبتين سريعتين الأولى عند الدقيقة (78) عن طريق محمد مرهون وتم احتساب ركلة جزاء أعادت البحرين للمباراة، وبعدها بدقيقتين ومن ذات اللاعب الذي سرح ومرح بعد أن توغل بمنطقة الجزاء ولعب كرة عرضية ارتطمت في قدم المسلمي ودخلت الشباك هدفا ثانيا رغم وجود أكثر من 6 لاعبين أمامه ... لتتحول الكفة تماما إلى البحرين وغياب تام لمنتخبنا ليتحول اللقب في غمضة عين إلى المنامة بدلا من مسقط في مشهد حزين وغريب للغاية ..

محاولات رشيد اللحاق بالمباراة جاءت عشوائية وغير صائبة، فأخرج عبدالله فواز وأدخل زاهر الاغبري ثم خروج ملهم الذي لم يكمل إلا قليلا من الوقت في تأكيد واضح على خطئه الذي ارتكبه – رشيد – ويدخل بدلا منه عبدالسلام الشكيلي بحثا عن هدف التعادل، ويصاب فايز الرشيدي ويدخل إبراهيم الراجحي بدلا منه، ولكن بلا جديد .. فيعانق البحرين اللقب في غمضة عين ليحرمنا من اللقب الثاني بل ويتساوى مع الأحمر في ذات العدد .

خسرنا لقب ولكن !!

خسرنا لقب نعم، وهذا هو ديدن كرة القدم، عندما تخطئ تعاقب، وهذا العقاب كان خسارتنا للقب خليجي 26، ولكن ما يبقى علينا الآن المحافظة على هذا المستوى الذي ظهر به الأحمر في البطولة، والبناء عليه للأفضل، فما تبقى من مباريات حاسمة في تصفيات كأس العالم 2026 بإمكانها انصافنا على اقل تقدير ووضعنا ضمن المنافسة على الملحق، ندرك تماما بأن التأهل المباشر اصبح صعبا وانحصر بين كوريا الجنوبية والعراق ثم الأردن، إلا أن هذا لا يعني أن نستسلم بل علينا أن نقاتل لتحقيق هذا الحلم والامل حتى النهاية، فأمامنا مباريات صعبة ومصيرية خلال شهري مارس بملاقاة كوريا الجنوبية والكويت خارج الديار، ثم ملاقاة الأردن في مسقط وبعدها فلسطين خارج الديار، الوضع الحالي يقول بأننا ندخل أصعب مرحلة في التصفيات بملاقاة الفرق التي تلينا في الترتيب خارج السلطنة، وطموحها نفس طموحنا وهو اللحاق بالملحق والتمسك بفرصة التأهل للمونديال، لذا بات علينا الاستفادة من الدورس التي قدمها لنا كأس الخليج وعلينا العمل على كيفية معالجة الأخطاء التي حدثت وحرمتنا من اللقب، وقبلها الاستعداد الجيد لهذه المرحلة الهامة جدا وبالطريقة المناسبة التي تمنحنا تحقيق الحلم في ظل المستوى التصاعدي للأحمر، وللأمانة الذي شاهد منتخبنا في مباريات التصفيات يدرك تماما بأن هناك تغييرا جذريا في عطاءات اللاعبين الذين عادوا لمستوياتهم المعهودة وأكدوا للجميع بأن الكرة العمانية تمرض ولا تموت .عودة الثقة

لعل أبرز ما حققه منتخبنا في خليجي 26 أكثر بكثير من وصافة البطولة، وتأتي عودة الثقة للاعبين هي اكبر مكاسب البطولة، حيث مر الفريق بمرحلة صعبة للغاية في الفترة الماضية بعد أن خسر أمام الأردن برباعية نظيفة وخسارة أمام العراق بهدف نظيف في مسقط بتصفيات المونديال، هاتان الخسارتان وضعتا اللاعبين تحت ضغط كبير، خاصة وأن المستوى الفني لم يكن حاضرا في المباراتين وكان الأحمر غائبا عن الميدان لاسباب أغلبها فنية بحتة، ولكن اليوم بعد أن عاد الفريق واللاعبون لمستواهم الحقيقي والمشهد الفعلي للفريق الأحمر فإن الوضع تغير تماما ويجب أن ننظر للمرحلة القادمة بأنها مرحلة حصاد ما زرعناه في الكويت، وبأنه تأكيد على ما قدمه الفريق بخليجي 26 ، وباعتقادي أنه متى ما وثقنا في قدراتنا وبنينا على ما قدمه الفريق هناك سيكون لنا شأن آخر، ولكن خروج اللاعبين من تلك الازمة والمآزق المتوالية مع أداء سلبي يعد هو أهم المكاسب التي يجب أن نضعها في المقدمة وأن نحاول مضاعفتها بالطريقة المثلى قبل انطلاق ما تبقى من تصفيات المونديال .

كسر عقدة السعودية

من مكاسب هذه البطولة، أن منتخبنا تمكن من كسر عقدة السعودية، حيث تمكن من تخطيه وفي ظروف عصيبة بالمربع الذهبي 2/‏1 وهذا يعد الفوز الأول لمنتخبنا على السعودية بفريقها الأول المكتمل الصفوف وبداخل الميدان في بطولة رسمية، نعم كسبنا لقب خليجي 19 على حساب السعودية لكن كان ذلك بركلات الترجيح، وكسبنا السعودية في بطولات خليجي سابقة لكن مشاركتها كانت بالصف الثاني، وكذلك في مباريات ودية مع المنتخب الأول، وباعتقادي أن هذا الفوز سيكون له تأثير كبير على نفوس لاعبينا وسيبعد الرهبة والخوف عنهم عندما يواجهون مرة أخرى الأخضر وبأي مسابقة كانت، خاصة وأن الفريق تجاوز السعودية بعشرة لاعبين فقط وهو أمر إيجابي آخر في طريقة التعامل مع النقص بشكل جيد .

قدرات فنية عالية

خسرنا اللقب لكن استعدنا هوية منتخبنا وعلينا البناء عليه للمرحلة القادمة
خسرنا اللقب لكن استعدنا هوية منتخبنا وعلينا البناء عليه للمرحلة القادمة

سجل عبدالرحمن المشيفري لاعب منتخبنا اسمه بأحرف من ذهب في هذه البطولة، وكشف عن قدرات فنية عالية يمتلكها اللاعب، فقدم بطولة رائعة للغاية، وساهم في وصول منتخبنا للمباراة النهائية وكان سببا رئيسيا في التأهل للدور الثاني بجانب إبراهيم المخيني بلقاء الامارات، وحتى في النهائي أكد على نجوميته وتقدم لمنتخبنا بهدف نظيف لولا ما حدث في المباراة بعد ذلك، وأصبح اللاعب حديث الوسط الرياضي الخليجي رفقة ثاني الرشيدي بهدف التعاقد معهما خليجيا .

عصام الصبحي هو الآخر خرج من دائرة الإحباط والانتقاد، وقدم بطولة استثنائية بتسجيله (3) أهداف هامة وحاسمة في شباك قطر والكويت، وكان ينافس على لقب هداف البطولة ولا أعلم كيف سحبت منه رغم أن مرهون سجل هدفه الثاني بأقدام محمد المسلمي وهو أمر غريب، وبات على الصبحي أن يواصل العمل لتطوير نفسه بشكل افضل فقدراته في الالتحامات باتت مميزة للغاية، وأصبح قناصا مميزا في الفرص التي تأتيه على عكس ما كان عليه سابقا .

خسرنا اللقب لكن استعدنا هوية منتخبنا وعلينا البناء عليه للمرحلة القادمة
خسرنا اللقب لكن استعدنا هوية منتخبنا وعلينا البناء عليه للمرحلة القادمة
خسرنا اللقب لكن استعدنا هوية منتخبنا وعلينا البناء عليه للمرحلة القادمة
خسرنا اللقب لكن استعدنا هوية منتخبنا وعلينا البناء عليه للمرحلة القادمة
خسرنا اللقب لكن استعدنا هوية منتخبنا وعلينا البناء عليه للمرحلة القادمة