الخميس 09 يناير 2025 م - 9 رجب 1446 هـ
أخبار عاجلة

رحاب : هذا إنجازي : شاب بدأ مشروعه بـ10 ريالات فقط

رحاب : هذا إنجازي : شاب بدأ مشروعه بـ10 ريالات فقط
الاثنين - 06 يناير 2025 03:47 م

د ـ أحمد بن علي المعشني

100


بدأ الشاب سالم هبيس رحلته في عالم التجارة برأس مال بسيط لا يتجاوز 10 ريالات عُمانية، كانت أولى خطواته عبارة عن شراء دكان صغير في منطقة أجدوروت في جبل القمر بشراكة مع زميليه، كان المحل خاليًا من البضائع باستثناء بعض الملابس ولعب الأطفال التي كانت على الرفوف، وهو ما دفع الشبان إلى التفكير بسرعة في كيفية تحقيق الربح، فقاموا ببيع ما وجدوه في المحل مقابل 100 ريال عُماني، وتقاسموا الأرباح بينهم.

لكن سالم كان لديه طموح أكبر من مجرد بيع بضائع بسيطة. فقد بدأ يفكر بذكاء في كيفية تحويل مبلغ الـ(30) ريالًا عُمانيًّا التي كانت حصته من الأرباح إلى مشروع يدرُّ عليه دخلًا مستمرًّا، وقرر أن يتحلى بالشجاعة ويخاطر، فبدلًا من انتظار وظيفة في أحد المكاتب أو الشركات، قرر أن يسلك طريق التجارة، ولم يكن لديه ما يكفي من المال، لكن كان لديه عزيمة وإصرار كبيران.

فكَّر سالم في الذهاب إلى دبي لشراء بضائع صغيرة يمكنه بيعها في السوق المحلي، ولم يكن لديه المال الكافي، لكنه كان يحصل على مصروف جيب بسيط من والديه بشكل غير منتظم، ورغم هذا قرر أن يستغل تلك الأموال في مغامرته الجديدة، وقام سالم بسفره إلى دبي عبر حافلة النقل من صلالة، ووصل إلى هناك بأمل كبير، استخدم مبلغ الـ(30) ريالًا عُمانيًّا الذي كان معه، بالإضافة إلى مصروف الجيب الذي جمعه، لشراء بعض الملابس وبعض الأدوات البسيطة التي كانت في متناول اليد، وعاد بها إلى صلالة في نفس الحافلة.

وبالفعل، بعد أن عاد سالم إلى صلالة، قام ببيع البضائع التي اشتراها من دبي وحقق ربحًا جيدًا منها، لم يكن هذا الربح مجرد مكسب مادي، بل كان له أيضًا دافعًا كبيرًا لمواصلة رحلته التجارية، فكَّر سالم في تكرار التجربة مرة أخرى، فاستمر في شراء بضائع من دبي وبيعها، مع إضافة بعض المصروفات الشخصية التي كان يحصل عليها، ثم قام بتوسيع تجارته بشكل تدريجي.

لم يمضِ وقت طويل حتى قرَّر سالم فتح محل خاص به في منطقة عوقد الشمالية، كان المحل مخصصًا للبيع بالجملة، وبدأ يبيع البضائع بأسعار تنافسية، قرر أيضًا توظيف عامل واحد لمساعدته في مناولة البضائع، ورفعها في الشاحنات الصغيرة التي كانت تستخدم في نقل البضائع، توسعت تجارة سالم بشكل ملحوظ بعد أن أضاف إليها بيع أنابيب الغاز، حيث أصبح المحل مركزًا متنوعًا لبيع العديد من السلع التي يحتاجها الناس بشكل يومي.

خلال عام واحد فقط، استطاع سالم أن يحقق أرباحًا جيدة تمكنه من شراء شاحنة صغيرة لنقل بضائعه من الميناء إلى المحل، مما جعله أكثر استقلالية في تسيير أعماله. وكان الدخل الشهري الذي يحققه من تجارة الجملة لا يقل عن 600 ريال عُماني شهريًّا، وهو ما دفعه للاستمرار في هذا المسار التجاري.

ومع مرور الوقت، شعر سالم أن النجاح الذي حققه ليس مجرد صدفة، بل هو نتاج عمل جاد واستثمار للأوقات والمجهودات، فقرر أن يطور تجارته بشكل أكبر، ويقوم بتنوعها لتشمل مجالات أخرى مثل الملابس الجاهزة والمواد الغذائية، وواصل في بناء شبكة من العلاقات مع الموردين والعملاء، واستمر في تطوير مهاراته في إدارة الأعمال.

بحلول نهاية العامين، كان سالم قد أصبح من رجال الأعمال الناجحين في مجاله، وأثبت أن الإرادة القوية والطموح يمكن أن تقود الإنسان من مرحلة البداية إلى صناعة الفارق.

د. أحمد بن علي المعشني

رئيس أكاديمية النجاح للتنمية البشرية