الأربعاء 08 يناير 2025 م - 8 رجب 1446 هـ
أخبار عاجلة

رأي الوطن : مشروعات تعزز جودة الرِّعاية الصحية

الأحد - 05 يناير 2025 06:35 م

رأي الوطن

30


شهدَ اجتماع مجلس الوزراء الأخير، برئاسة حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ، الإعلان عن مبادرات صحيَّة نَوْعيَّة تعكسُ الرُّؤية السَّامية لتطوير القِطاع الصحِّي بما يخدم الإنسان والمُجتمع العُماني، ومن أبرز هذه المشروعات البرنامج الوطني للجينوم والبيانات البَشَريَّة (الجينوم العُماني)، الَّذي يُعَدُّ علامة فارقة في مَسيرة الرِّعاية الصحِّيَّة والبحث العلمي، ويُجسِّد التزام الحكومة بتحقيقِ مستهدفات رؤية «عُمان 2040»، إضافةً إلى ذلك يُشكِّل البرنامج الوطني نموذجًا للتَّوَجُّه نَحْوَ الطِّب الدَّقيق طفرة نَوْعيَّة في التَّشخيص والعلاج، حيث يُدمج بَيْنَ البيانات الجينوميَّة والبيانات السَّريريَّة والاجتماعيَّة لتقديمِ رعايةٍ صحيَّة مخصَّصة لكُلِّ فرد، هذا النَّهج لا يُعزِّز الوقاية والعلاج فقط، بل يُشجِّع المُجتمع على تَبنِّي أنماط حياة صحيَّة تستند إلى المعرفة الجينيَّة، ما يُسهم في بناء مُجتمع صحِّي ومتعافٍ.

يُمثِّل (الجينوم العُماني) خطوةً رائدة نَحْوَ تحسين جودة الرِّعاية الصحِّيَّة في سلطنة عُمان عَبْرَ إنشاء قاعدة بيانات جينوميَّة وطنيَّة للمُجتمع العُماني، حيث يُعَدُّ هذا البرنامج إحدى ركائز الأمن القومي، حيث يُسهم في تعزيز القدرة على تشخيص الأمراض الوراثيَّة بدقَّة وتطوير علاجات متخصِّصة تتماشى مع التَّركيبة الجينيَّة للمُجتمع، ولا يقتصرُ أثَر البرنامج على المجال الصحِّي فحسب، بل يمتدُّ لِيشملَ تطوير البحث العلمي في الأمراض الوراثيَّة النَّادرة والشَّائعة مِثل السكَّري وأمراض القلب وأورام الثَّدي. كما يُتيح الفرصة للتَّنبُّؤ بالأمراض الوراثيَّة والتَّعامل معها مبكرًا، ممَّا يُقلِّل الأعباء الاقتصاديَّة والاجتماعيَّة النَّاتجة عن تلك الأمراض، ويُحسِّن جودة حياة الأفراد من خلال تقديم برامج فحص وقائيَّة شاملة. إلى جانب برنامج الجينوم، أقرَّتِ الحكومة مبادرات صحيَّة أخرى تُعبِّر عن التزامها بتطوير القِطاع الصحِّي بشكلٍ متكامل. من أبرز هذه المبادرات، البرنامج الوطني للفحص المبكر عن السَّرطان الأكثر شيوعًا بَيْنَ النِّساء، الَّذي يتضمَّن إنشاء سبعِ وحداتٍ مخصَّصة للكشفِ المبكر تغطِّي جميع محافظات السَّلطنة. ويُمثِّل هذا البرنامج أداةً فعَّالة لحماية الأُسر من الأمراض السرطانيَّة من خلال الكشفِ المبكر باستخدام تقنيَّات الذَّكاء الاصطناعي والتقنيَّات الطبيَّة الحديثة، كما أعلنتِ الحكومةُ عنِ استحداثِ منشأةِ النَّظائر المُشعَّة النَّوويَّة والصَّيدليَّة النَّوويَّة، الَّتي ستُعزِّز قدرة السَّلطنة على تشخيص وعلاج مرضَى السَّرطان، فضلًا عن كونها أداةً بحثيَّة وتعليميَّة مُهمَّة. بالإضافة إلى ذلك، سيتمُّ إنشاء مركز وطني لطبِّ وجراحة العيون مزوَّد بأحدَثِ التقنيَّات التَّشخيصيَّة لتلبيةِ الطَّلب المتزايد على خدمات طبِّ العيون في البلاد، ممَّا يعكسُ حرصَ الحكومة على توفير رعاية متكاملة وشاملة. تُبرز هذه المشروعات التزام سلطنة عُمان بتطوير البحث العلمي وتعزيز الابتكار، إذ يُسهم «الجينوم العُماني» في دفع عجلة الاقتصاد المعرفي عَبْرَ دعمِ الصِّناعات الجينيَّة والتكنولوجيا الحيويَّة. ويفتحُ البرنامج آفاقًا جديدة لتطويرِ الكوادر الوطنيَّة في مجالات الجينوم والمعلوماتيَّة الحيويَّة، ويُعزِّز مكانة سلطنة عُمان كوجهةٍ إقليميَّة للبحث العلمي والتَّجارب السريريَّة، كما تعكس هذه المبادرات الصحِّيَّة رؤية حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق ـ حفظه الله ورعاه ـ في تحقيق التَّنمية المستدامة وتوفير حياة كريمة للمواطنين. فهي لا تُعزِّز العدالة الصحِّيَّة والتغطيَّة الشَّاملة فقط، بل تُعَدُّ حجر الأساس لبناءِ منظومةٍ صحيَّة حديثة تدعم التَّنمية الاقتصاديَّة والاجتماعيَّة. ومع عزم الحكومة على تنفيذِ هذه المشروعات الطَّموحة، تَمضي السَّلطنة بثباتٍ نَحْوَ مستقبَلٍ صحِّي مُشرق، يُعزِّز جودة الحياة ويضعُ عُمان في مصافِّ الدوَل الرَّائدة في تقديم الرِّعاية الصحِّيَّة والبحث العلمي. هذه الجهود تأتي تأكيدًا للالتزام بتحقيق أهدافِ رؤية «عُمان 2040»، الَّتي تُركِّز على الإنسان كمحورٍ للتَّنمية المستدامة.