الأحد 05 يناير 2025 م - 5 رجب 1446 هـ
أخبار عاجلة

رؤية متجددة بقيادة حكيمة

الأربعاء - 01 يناير 2025 09:00 م
20

تُشيرُ التَّوجيهاتُ السَّاميةُ لحضرةِ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظهُ اللهُ ورعاهُ ـ الَّتي جاءتْ أثناء ترؤُّسِ جلالتِه اجتماعَ مجلسِ الوزراءِ المُوَقَّر، إلى رؤيةٍ شاملةٍ تهدفُ إلى تطويرٍ متكامل لعمليَّةِ التَّنميةِ الشَّاملة الوطنيَّة، حيثُ تُمثِّلُ هذه التَّوجيهاتُ خريطةَ طريقِ لِتَحقيقِ التَّوازنِ بَيْنَ التَّحفيزِ الاقتصادي، وتطويرِ القِطاع الصحِّي، بالإضافةِ إلى معالجةِ القضايا الاجتماعيَّة، بما ينسجمُ مع رؤيةِ «عُمان 2040» لِتَعزيزِ مكانةِ سلطنة عُمان إقليميًّا ودوليًّا، ولِتضعَها على مسارِ التَّنميةِ المُستدامة، من خلالِ التَّركيزِ على التَّحدِّياتِ والفرصِ برؤيةٍ ثاقبةٍ سديدة.

في الجانبِ الاقتصاديِّ، ركَّزتِ التَّوجيهاتُ على تقليلِ الاعتمادِ على الوارداتِ، ودعمِ الصِّناعاتِ المحليَّة، وتعزيزِ المُحتوى المحلِّي والسَّيطرةِ على الميزانِ التِّجاريِّ لصالحِ الاقتصادِ الوطنيِّ، ما يُحفِّزُ النُّموَّ الاقتصاديَّ، ويدعمُ سياساتِ التَّنويعِ، كما دعَتِ التَّوجيهاتُ السَّامية لعاهلِ البلادِ المُفدَّى إلى تهيئةِ بيئةٍ جاذبةٍ للاستثماراتِ المحليَّةِ والأجنبيَّة، مع تعزيزِ التَّكاملِ بَيْنَ القِطاعاتِ لِخلْقِ فرصِ عملٍ وتوطينِ القوى العاملةِ، خصوصًا فئةَ الشَّباب، وهذا التَّوجُهُ يعكسُ نظرةً متبصِّرةً لدَى جلالتِه ـ أبقاهُ اللهُ ـ لانعكاساتهِ الإيجابيَّةِ والطيِّبةِ ودُوْرِه في حلحلةِ الملفَّاتِ الشَّائكةِ كملفِّ الباحثِينَ عن عملٍ وبناءِ بيئةٍ استثماريَّةٍ جاذبة.

أمَّا القِطاعُ الصحِّيُّ، فقَدْ شهدَ اهتمامًا بارزًا، حيثُ وجَّه جلالتُه ـ أيَّدَهُ اللهُ ـ بإطلاقِ البرنامجِ الوطنيِّ للجينومِ العُمانيِّ لِتَعزيزِ البحثِ العلميِّ، وتطويرِ العلاجاتِ المُخصّصة. كذلك الأمْرُ بإنشاءِ مركزٍ وطنيٍّ لطبِّ وجراحةِ العيون، إضافةً إلى إطلاقِ برامجَ للفحصِ المُبكرِ عن السَّرطانِ لِتَحسينِ معدَّلاتِ التَّشخيصِ والعلاج، ما سيسهم ـ دُونَ شَكٍّ ـ في تقليلِ الأعباءِ الصحيَّةِ على المُجتمع، ويقربُ الخدماتِ الصحيَّةَ للمواطنِينَ، وفي البُعدِ الاقتصاديِّ يخدمُ هذا التَّطوُّرُ توَجُّهَ البلادِ نَحْوَ السِّياحةِ الاستشفائيَّةِ وغَيرِ ذلك من المجالات. وفي الجانبِ الاجتماعيِّ، شدَّدَ جلالتُه ـ أعزَّهُ اللهُ ـ على أهميَّةِ دراسةِ الظَّواهرِ الاجتماعيَّةِ والتَّحدِّياتِ السكَّانيَّةِ بعُمقٍ؛ بهدفِ صياغةِ سياساتٍ عمليَّةٍ لِمُواجهةِ التَّأثيراتِ الاجتماعيَّةِ والاقتصاديَّةِ النَّاجمةِ عن هذه التَّحدِّيات، وتجسِّدُ هذه التَّوْجيهاتُ السَّديدةُ التزامَ القيادةِ الحكيمةِ ببناءِ مستقبلٍ مستدامٍ ومُتوازنٍ، يَعتنِي بكُلِّ ما يهمُّ الوطنَ والمواطنَ، فالتَّوْجيهاتُ السَّاميةُ تُمثِّلُ خريطةَ طريقٍ متكاملةً تعكسُ التزامَ جلالةِ السُّلطانِ ـ رعاهُ اللهُ ـ بوضعِ الإنسانِ في قلْبِ عمليَّةِ التَّنميةِ، وتعكسُ رؤيةً طموحةً تضعُ سلطنةَ عُمانَ في مصافِّ الدوَلِ المُتقدِّمة.

المحرر