الاثنين 06 يناير 2025 م - 6 رجب 1446 هـ
أخبار عاجلة

أكرم الطباع فـي غزوة ذات الرقاع «2»

الأربعاء - 01 يناير 2025 04:57 م

.. ومن العجيب في هذه الغزوة ما ذكره ابن إسحاق:(عن جابر بن عبد الله:أن رجلًا من بني محارب، يقال له: غورث وقيل غويرث بالتصغير، قال لقومه من غطفان ومحارب:ألا أقتل لكم محمدًا؟ قالوا: بلى، وكيف تقتله؟ قال: أفتك به. قال: فأقبل إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو جالس، وسيف رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في حجره، فقال: يا محمد، أنظر إلى سيفك هذا؟ قال: نعم، وكان محلى بفضة، فيما قال ابن هشام، قال: فأخذه فاستله، ثم جعل يهزه، ويهم فيكبته الله، ومعنى يكبته الله: أي يذله ويقمعه، ثم قال: يا محمد، أما تخافني؟ قال: لا، وما أخاف منك؟قال: أما تخافني وفي يدي السيف؟ قال: لا، يمنعني الله منك. ثم عمد إلى سيف رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم، فرده عليه، قال: فأنزل الله قوله:(َأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱذكُرُواْ نِعمَتَ ٱللَّهِ عَلَي كُم إِذ هَمَّ قَومٌ أَن يَبسُطُواْ إِلَيكُم أَيدِيَهُم فَكَفَّ أَيدِيَهُم عَنكُم وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَعَلَى ٱللَّهِ فَليَتَوَكَّلِ ٱلمُؤمِنُونَ) (المائدة ـ ١١)، وقيل:أنزلت في عمرو بن جحاش، أخي بني النضير وما هم به، فالله أعلم أي: ذلك كان، ومن العجيب أيضًا في هذه الغزوة ما جاء عن جابر وقصته هو وجمله مع الرسولـ صلى الله عليه وسلم ـ روى ابن إسحاق: عن جابر بن عبد الله، قال:خرجت مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى غزوة ذات الرقاع من نخل، على جمل لي ضعيف، فلما قفل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: جعلت الرفاق تمضي، وجعلت أتخلف، حتى أدركني رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال:مالك يا جابر؟ قال: قلت: يا رسول الله، أبطأ بي جملي هذا، قال: أنخه، قال:فأنخته، وأناخ رسول الله ـ صلى الله عليهوسلم ـ ثم قال: أعطني هذه العصا من يدك، أو اقطع لي عصا من شجرة، قال: ففعلت. قال: فأخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم فنخسه بها نخسات، ثم قال: اركب، فركبت، فخرج، والذي بعثه بالحق، يواهق ناقته مواهقة ـ أي يعارضها في المشي لسرعته.قال: وتحدثت مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال لي: أتبيعني جملك هذا يا جابر؟ قال: قلت: يا رسول الله، بل أهبه لك، قال: لا، ولكن بعنيه، قال: قلت: فسمنيه يا رسول الله، قال: قد أخذته بدرهم، قال: قلت: لا.إذن، تغبنني يا رسول الله! قال: فبدرهمين، قال: قلت: لا. قال: فلم يزل يرفع لي رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في ثمنه حتى بلغ الأوقية. قال: فقلت:

أفقد رضيت يا رسول الله؟ قال: نعم، قلت: فهو لك، قال: قد أخذته. قال:ثم قال: يا جابر، هل تزوجت بعد؟ قال: قلت: نعم يا رسول الله، قال: أثيبا أم بكرا؟ قال: قلت: لا، بل ثيبا، قال: أفلا جارية تلاعبها وتلاعبك! قال:قلت: يا رسول الله، إن أبي أصيب يوم أحد وترك بنات له سبعًا، فنكحتامرأة جامعة، تجمع رؤوسهن، وتقوم عليهن، قال: أصبت إن شاء الله، أما إنا لو قد جئنا صرارًا ـ وصرار: هو موضع على ثلاثة أميال من المدينةـ أمرنا بجزور فنحرت، وأقمنا عليها يومنا ذاك، وسمعت بنا، فنفضت نمارقها ـ والنمارق: جمع نمرقة، وهي الوسادة الصغيرة ـ قال: قلت: والله يا رسول الله ما لنا من نمارق، قال:إنها ستكون، فإذا أنت قدمت فاعمل عملًا كيّسًا. ..).. وللحديث بقية.

محمود عدلي الشريف

 [email protected]