كتب ـ يوسف بن سعيد المنذري:
تعَد الصورة في حاضرنا من أهم وسائل التعبير الإبداعية والملهمة والتي تختزل محتويات متنوعة وتعكس عوالم مليئة بالإبداع مرت بخطوات متقنة حيث التقاطها قد يكون في جزء من الثانية لكن الوقوف لاقتناصها يكلف أحيانًا أيام من الترقب والانتظار، وتبقى كواليس التحمل والتعب وتحدي الصعاب دوافع لمزيد من العطاء، ويبقى الشغف أساسًا لترجمة الأفكار المتفردة في ظل التطور التقني الذي اختصر للمصور الجهد وأضاف بدائل متعددة في تحسين الجودة ليجتمع الإبداع بالتقنية ويشكلان امتزاجًا فائقًا رقميًّا حديثًا.
وهنا نسلط الضوء على العدسة التي أبدعت وتميزت بأنامل ابن ولاية صــــور المصوِّر مازن بن عبدالله الفارسي الذي قاده شغفه نحو تصوير الطبيعة والبورتريه وحياة الناس مستمدا أفكاره من واقع حياة المجتمع وتفاصيلها المفعمة حيث تجذبه العادات والتقاليد التي يجسدها الناس في المناسبات.
وحول تجربته التي بدأت من هواية ثم تدرج من خلالها لمستوى متميز قال الفارسي: التصوير يشكل لي جزءًا مهمًّا للاستفادة من أوقات فراغي وتمكين مهاراتي، حيث أدركت بأن مهارات التصوير تكتسب من التجارب، وأسعى لتصويب عدستي لحياة الناس فكل تجربة جديدة تخلق لي تحديًا جديدًا لتوثيق اللحظة إلى ذكرى خالدة عبر استخدام أساليب وتقنيات متعددة، كما أعدُّها لحظات لا تعوض برفقة عشاق الضوء نتبادل من خلالها الأفكار والخبرات وأهم المستجدات التي تطرأ في عالم الضوء. وأوضح: الرؤية الفنية أعدُّها أساسًا لكل عمل والتي تعزز أفكاري نحو التنويع الإبداعي ومفاهيم الإلهام التي توقد مساراتي نحو رصد أهم الأحداث بواقع فني وليس مجرد توثيق، فالتوثيق العابر أصبح متاحًا للجميع حتى من خلال الأجهزة النقالة لكن التميز ينبع من التركيز على الجودة وتمكين الصورة وتعزيزها بعناصر القوة ووضوح المحتوى بالنسبة للمتلقي ليكون جاذبًا وفق الرسالة التي يود المصور إيصالها وتشكِّل له صدى فنيًّا ذات طابع مميز ممزوجا بين الجودة وعناصر الإبداع. وقد شارك (الفارسي) في العديد من المعارض الفنية المحلية والدولية، كما شارك في توثيق الفعاليات والتي أسهمت في رفع معدل خبراته والتعريف بمدى قدراته على توثيق الأحداث وإنتاج الأعمال التصويرية بما يتناسب مع رؤيته.