رسالة الكويت ـ من صالح البارحي :
قدم منتخبنا الوطني واحدة من أجمل مبارياته في خليجي 26، وأعاد الأمل إلى جماهيره ومحبيه بالتواجد في المربع الذهبي للمرة السابعة في تاريخه، وعاشت جماهيره ليلة استثنائية في سوق المباركية أطربت معها جماهير الكويت أولا وجماهير خليجي 26 ثانيا، وذلك بعد أن تجاوز مطب شقيقه المنتخب القطري في الجولة الثانية لمنافسات المجموعة الأولى بخليجي 26 ، حيث تكفل عصام الصبحي بتسجيل هدفي منتخبنا في شباك العنابي ليرفع الأحمر رصيده إلى (4) نقاط في صدارة المجموعة في انتظار مواجهتنا الأخيرة أمام الإمارات في ختام منافسات الدور الأول، والتي ستحدد الفريقين المتأهلين من المجموعة للمربع الذهبي بإذن الله تعالى، مباراة أمس الأول التي جرت على استاد جابر المبارك بنادي صليبيخات جاءت جيدة للغاية باستثناء بعض اللحظات العصيبة التي تسببت فيها تبديلات المدرب الدفاعية ، والتي أعطت أفضلية للمنتخب القطري في الأوقات الصعبة من عمر المباراة ، حيث تكفلت دفاعاتنا ومن خلفهم إبراهيم المخيني والقائم الايمن لمرمى الأحمر بصدها حتى صافرة النهاية ، ليعود بريق الأحمر المنتظر في التوقيت المناسب، وبات عليه العمل على تجاوز عقبة الإمارات مساء غد الجمعة في أهم مباراة على الإطلاق نظرا لخسارة الأبيض أمام الكويت في مشهد دراماتيكي باستاد جابر الدولي.
صفحة وانطوت
بعد فوز منتخبنا على نظيره القطري 2/1 وفوز الكويت على الإمارات بذات النتيجة، أصبح الوضع في المجموعة على صفيح ساخن، وأصبحت حظوظ كل المنتخبات قائمة في التأهل للمربع الذهبي ، ففي حالة فوز الإمارات على منتخبنا – لا قدر الله – وفوز قطر على الكويت ، فإن الحسبة ستحضر لحسم التأهل بين الفرق الأربعة، وهذا امر لا نتمناه إطلاقا، وعلينا أن نطوي صفحة مباراة قطر وننساها بما فيها من تفاصيل كادت تفقدنا النقاط الثلاث، وعلينا التركيز التام على مباراتنا المتبقية في المجموعة أمام الامارات مساء الغد بإذن الله تعالى، فالابتعاد عن الدخول في حسابات بات مطلبا رئيسيا، لان ذلك قد لا يرأف بحالنا وقد يحرمنا بأن نكون احد اضلاع المربع الذهبي في نهاية المطاف.
يدرك الجميع بمن فينا اللاعبون والجهازان الفني والإداري بأننا نمتلك فرصتين للصعود سواء الفوز أو التعادل إلا أن هذا سلاح ذو حدين قد يكون التركيز عليه أمرا ليس بالجيد ، حيث يضيع تركيز اللاعبين مع مرور الوقت وقد نخسر الفرصتين في وقت قاتل وندخل في حسابات معقدة تلوح في الأفق ، وبإعتقادي أن هذا الامر لا يخفى على المدرب واللاعبين والمسؤولين على حد سواء بقدر ما هو حافز لتقديم مباراة تليق بسمعة الفريق وتتحول إلى ضغط مضاعف على الامارات الذي ليس لديه بديل سوى الفوز حتى يشارك في سيناريو الحسبة المعقدة بنهاية المطاف.
عودة محمودة
ما قدمه منتخبنا في مباراته امام قطر هو بمثابة العودة المحمودة العواقب ، فقبل أن نتحدث عن عودة الفريق لمستواه الطبيعي واداؤه الممتع غير المعقد ، فإننا يجب أن نعرج على عودة عصام الصبحي للتهديف وفي التوقيت المناسب ، خاصة وأنه المهاجم الوحيد الصريح في القائمة الحالية ، وأجدني سعيد بعودة الجانبين في مباراة قطر ، الامر الذي انعكس إيجابيا على عطاءات الفريق ورفع الروح المعنوية للاعبين والجماهير التي أصبحت تتزايد يوما بعد يوم بانتظار لحظة الحسم امام الامارات ، نعم هناك بعض الأخطاء التي ارتكبها الجهاز الفني في التبديلات وتغيير دفة الأمر بصورة واضحة لمصلحة العنابي القطري في وقت عصيب، إلا أن بسالة الخميسي ورفاقه كانت كافية بأن تحبط تطلعات المنتخب القطري وجماهيره.
لا أجدني أجيد التجاهل ، ولا استطيع المكابرة على الخطأ ، فقد ارتكب المدرب أخطاء كثيرة كادت تكلفنا نتيجة المباراة في النهاية ، خاصة في ظل التبديلات الدفاعية الواضحة ما اعطى المنتخب القطري فرصة لالتقاط الانفاس والتوجه للهجوم المباشر على مرمى المخيني وكاد يتحقق لها ما أراد ولو بالتعادل على أقل تقدير ، فالمدرب أخرج كل أسلحته الهجومية والتي كانت بمثابة القلق الدائم والصداع المزمن للعنابي ، وترك المجال مفتوحا للدفاعات القطرية بالتقدم ، حيث اخرج المنذر العلوي وعصام الصبحي وعبدالرحمن المشيفري وهما الثلاثي المزعج لقطر ، في حين لم يقدم معتز صالح أي إضافة بل بالعكس تماما كان نقطة ضعف واضحة في المكان الذي لعب به ، وقراره بدخول عبدالله فواز ثم إخراجه بعد عدة دقائق هذا امر له عواقب كثيرة على اللاعب وتأثير نفسي غير مستحب ، ويجب على الجهاز الإداري المرافق للمنتخب انهاء ما خلفه هذا القرار من المدرب في نفسية اللاعب الذي خرج غاضبا ومتأثرا ، وكان من الأولى بالمدرب أن يدفع بلاعب مشاكس في الامام لإزعاج الدفاعات القطرية أو أن يبقي بالمشيفري وإخراج المنذر فقط ، لكنه فضل التراجع الغير مبرر رغم أفضلية منتخبنا في الامام وقدرته على تسجيل اهداف أخرى تصعب مهمة العنابي في العودة ، وبات عليه الاستفادة من هذا الدرس قبل مواجهة الامارات وعدم اتخاذ قرارات غريبة مثل ما حدث في لقاء قطر.
إجماع
ما أعجبني في تصريحات نجوم منتخبنا بعد نهاية مباراة الأحمر أمام قطر هو التأكيد على أن مباراة العنابي تم طي صفحتها بعد صافرة النهاية ، وبأن التركيز اصبح منصبا بشكل مباشر على مباراة الامارات الحاسمة ، وهذا في حد ذاته امر مميز للغاية بأن يكون التركيز الذهني للاعبينا للمباراة القادمة يصل إلى الدرجة الكاملة ، وبأن الفوز هو المطمع الرئيسي بعيدا عن اللعب بفرصتي الفوز أو التعادل للتأهل للمربع الذهبي .
عودة سريعة
عاد الأحمر للتدريبات استعدادا لمواجهة الامارات الحاسمة مساء الغد ، وذلك بعد أن خاض في تمام الساعة السادسة مساء أمس حصة تدريبية على ساحة ملعب خيطان إنقسمت إلى جزأين رئيسيين ، حيث اشتملت على فترة استشفاء كامل للاعبين الذين شاركوا في المباراة امام قطر ، ثم تطبيق بعض الجمل التكتيكية التي يراها المدرب مناسبة لجمح طموح الامارات الذي سيدخل المباراة بفرصة الفوز فقط للتأهل ، ناهيك عن معالجة بعض الأخطاء التي وقع فيها لاعبونا في المباراتين الماضيتين التين خاضهما الأحمر امام الكويت 1/1 وأمام قطر 2/1 ، والتركيز على نقاط القوة والضعف بالنسبة للابيض الاماراتي .
الوهيبي يتصل بالبعثة
بعد نهاية المباراة مباشرة، تواصل سالم بن سعيد الوهيبي رئيس الاتحاد العماني لكرة القدم مع رئيس البعثة محسن المسروري مهنئا له بمناسبة فوز الأحمر على قطر وطالبا منه نقل تهانيه للاعبين والجهازين الفني والإداري ، علما بأن الوهيبي على متابعة دائمة مع البعثة منذ وصولها الكويت، مشيدا في ذات الوقت بالأداء الرجولي الذي قدمه اللاعبون مقدما شكره للجماهير الوفية التي ساندت الأحمر في المباراة الهامة، مشددا على أهمية التركيز على مباراة الامارات الحاسمة بإذن الله تعالى.
جابر : لاعبونا بذلوا جهدا كبيرا والفوز فتح لنا باب المنافسة
قال مدرب منتخبنا في المؤتمر الصحفي بعد المباراة : «الحمدلله على الفوز كنا محتاجين هذا الفوز ولعبنا مع منتخب بطل آسيا ويمتلك عناصر مميزة ، لاعبونا بذلوا جهدا كبيرا على الرغم من تأخرنا منذ بداية المباراة وتحقيق ٣ نقاط تبقي حظوظنا في المجموعة للتأهل إلى الدور المقبل ، وأضاف : «تراجعنا في الشوط الثاني بعد الضغط الهجومي من المنتخب القطري واستطعنا من التعامل مع ذلك من خلال التغييرات موضحًا إن عصام الصبحي لاعب يمتلك إمكانيات جيدة وهو لاعب سريع ومتحرك ويمتلك الثقة في نفسه و يواصل اللعب على نفس المستوى ونحن نقوم كجهاز فني وإداري بتحفيز كافة اللاعبين».
غارسيا : لم نكن محظوظين
من جانبه قال المدرب الإسباني لويس غارسيا مدرب المنتخب القطري: «في الشوط الأول لم نستطع الحفاظ على مستوانا على الرغم من تقدمنا في النتيجة منذ بداية الشوط وفي الشوط الثاني كنا أقرب للتعادل ولكن لم نكن محظوظين في الفرص التي أتيحت لنا وراض كل الرضا عن مستوى لاعبينا في المباراة مضيفًا إن كرة القدم مباراة اليوم كانت صعبة وكنا متقدمين وسجلنا هدفا وكان علينا أن نحسن مستوانا في الشوط الثاني».