الأربعاء 05 فبراير 2025 م - 6 شعبان 1446 هـ
أخبار عاجلة

صلة الرحم إحدى الدعائم الأساسية بين أفراد هذه الأمة «3»

الأربعاء - 25 ديسمبر 2024 06:00 م
10

أخي المسلم.. قف لحظة مع نفسك:هل كنت المعين والمجيب لأرحامك في قضاء حوائجهم ومن انفاق لهم من المال في حالةٍ أمسَّ الحاجة إليك؟.. هل سارعت وبادرت بصلة رحمك والعفو عنه وفي مرضهم.. هل زرتهم وخففت عنهم ودعوت الله لهم بالصحة والعافية.. هل تتواصل معهم دائمًا أم على فترات متباعدة كثيرًا؟، كيف حبك وتقديرك وانشراح القلب وصفوة النفس مع ارحامك؟.

فلنبادر ونصحح ما وقع فيه من تقصير وخطأ في حق أرحامنا (وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّـهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ)(الشورى ـ 24).

وبرحمة من الله وفضله وشكره فرض الله على عبادة صلة الرحم التي جعل الله سبحانه وتعالى لها منزلة عظيمة، قال الله تعالى:(مَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) (الحشر ـ 7).

وقد وضّح الله في العديد من الآيات القرآنية حقوق العباد على بعضهم ليعيشوا في حياة تملؤها المحبة والسلام والايمان والأمان تغشاها رحمة الله في كل زمان ومكان وتندفع عنهم المآسي والاحوال والاحزان ويتحقق معهم الود والألفة والتعاون والتناصر على دين الله ومحبة الله في صلة الرحم، عن ابن عباس - رضي الله عنهما ـ قال: قال رسولُ الله (صلى الله عليه وسلم):(إن اللهَ ليُعمِّر بالقوم الديارَ، ويُثمِّرُ لهم الأموال، وما نظرَ إليهم منذ خلقَهم بُغضًا لهم)، قيل: وكيف ذاك يا رسول الله؟ قال:(بصِلَتهم أرحامهم)(رواه الحاكم والطبراني.

إن ديننا الإسلام دين الرحمة والمودة بين البشر، وقد وجهنا عن عظمة صلة الرحم وبركتها بين الارحام، وحذرنا أشد الحذر عن قطيعة الرحم التي تؤدي بين الارحام إلى اكتساب الذنوب والمعاصي وتفكك أواصر العوائل بين الارحام والاقارب وتمسكها عن بعضها البعض وتدخل قطيعة الرحم بين القلوب الحسد والحقد والبغضاء والعداوة، قال تعالى:(الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ)(البقرة ـ 271)، وحديث أبي هريرةَ ـ رضي الله عنه: (أن رجُلاً أَتَى النبيَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال: يا رسولَ اللهِ، إن لي قرابةً أصِلُهم ويقطعونَني، وأُحسِنُ إليهم ويُسِييؤُن إليَّ، وأَحلُمُ عنهم ويجْهلون عليَّ، فقال له النبيُّ ـ صلى الله عليه وسلم: لئِن كانَ كما تقولُ فكأنَّما تُسِفُّهُم المَلَّ – أي: كأنما تطعمهم الرَّمادَ الحارَّ- ولا يزال مَعَك من اللهِ ظهيرٌ عليهم – أي: مُعينٌ لك عليهم - ما دمتَ على ذلك(.

فابشرْ بحسنِ العاقبةِ، وجميلِ الخاتمةِ، يا مَنْ وصلتَ مَنْ قطَعَكَ، وأحسنت إلى من أساءَ إليك، قال الله تعالى:(ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ).

إعداد ـ مبارك بن عبدالله العامري

 كاتب عماني