الجمعة 27 ديسمبر 2024 م - 25 جمادى الآخرة 1446 هـ

وكالة أونروا وتعاظم المهمات والواجبات الأممية

وكالة أونروا وتعاظم المهمات والواجبات الأممية
الأربعاء - 25 ديسمبر 2024 03:28 م

علي بدوان

20

فشلتْ دَولة الاحتلال «الإسرائيلي»، ومعها الولايات المُتَّحدة في تفكيك الوكالة، فوكالة أونروا تحمل قرار وجودها واستمرارها من الجمعيَّة العامَّة الرَّقم (302) لعام 1949، ولا يُمكِن إنهاؤها دُونَ تحقيقِ هدفِها، وهو تطبيق قرار حقِّ العودة الرَّقم (194) وعِندَها فقط تنتهي مُهِمَّتها.

ومع مِحنة فلسطينيي سوريا ولبنان الأخيرة، المترافِقة، مع المِحنة الكُبرى في غزَّة وعموم القِطاع، أطلقتْ وكالة الأونروا «نداءً عاجلًا تمَّت تسميته نداء (أزمة لبنان) بقِيمة (27.3) مليون دولار أميركي للاستجابة خلال تسعين يومًا القادمة للاحتياجات الملحَّة لِمَا يصلُ إلى عشرة آلاف شخص يبحثون عن اللُّجوء في الملاجئ الَّتي تُديرها الأونروا في لبنان وما يصلُ إلى (5000) لاجئ فلسطيني الَّذين اندفعوا إلى لبنان سنوات الأزمة في سوريا وما زالوا». أمَّا نداءات غزَّة، فما زالتْ تغلي في ظلِّ استمرار حرب الإبادة ضدَّ شَعبنا على أرض القِطاع، وهي حرب غير مسبوقة بكُلِّ المقاييس والمعايير، وتتمُّ أمام المُجتمع الدّولي بالصَّوت والصُّورة. فغزَّة تحتاج لِمَا هو أكثر بكثير من نداء طوارئ من الأُمم المُتَّحدة ووكالة أونروا، بل تحتاج لتحرُّك عاجلٍ من قِبل كُلِّ المُجتمع الدّولي من أجْلِ شَعبنا المُحاصَر والواقع تحت نار الاحتلال والفاقة والمجاعة وأحوال الطَّقس الصَّعبة الَّتي لا يتحمَّلها البَشَر. إنَّ النِّداء الَّذي وجَّهته الأونروا لدوَل العالَم (وخصوصًا المانحة) يَجِبُ أن يشملَ جميع المتضرِّرين بسببِ النُّزوح والتَّهجير مع الحرب على لبنان، حيث إنَّ الـعشرة آلاف شخص الَّتي تحدَّثتْ عَنْها الأونروا هُمْ حصرًا الموجودون في مراكز الإيواء التَّابعة للوكالة من الفلسطينيِّين واللبنانيِّين والسوريِّين وهناك عشرات الآلاف من النَّازحين من الفلسطينيِّين تحديدًا قدِ اتَّخذوا أماكنَ أُخرى للنُّزوح، سواء عِندَ أقاربهم ومعارفهم في مُخيَّمات وتجمُّعات أُخرى لم يلحظهم النِّداء وتركوا لمصيرِهم على الرَّغم من أنَّ مَن يتحمَّل مسؤوليَّاتهم على مستوى الاستشفاء والتَّعليم والإغاثة الطَّارئة هي وكالة الأونروا. ناهيك عن أنَّ أعدادًا كبيرة من اللَّاجئين الفلسطينيِّين قد بقيَتْ في مُخيَّماتها ولم تنزحْ وأوقفتِ الأونروا خدماتها فيها (مُخيَّمات: الميَّة ميَّة، الرشيديَّة، والبص، والبرج الشَّمالي)، كذلك بأمسِّ الحاجة إلى المساعدات الطَّارئة. وعَلَيْه، إنَّ نداء الطَّوارئ الأخير للوكالة بشأن لاجئي فلسطين في لبنان ومَن معَهم من لاجئي فلسطين في سوريا، يَجِبُ أن يرتفعَ في قِيمته الماليَّة لِيغطيَ المطلوب أوَّلًا، ويَجِبُ أن تترافقَ معه المساعدات العينيَّة ثانيًا. إنًّ على جامعة الدوَل العربيَّة، وعموم النِّظام الرَّسمي العربي، التَّحرُّك من أجْلِ الدِّفاع عن بقاء وعمل ودَوْر وكالة أونروا، إلى حين انتفاء أسباب قيامِها بعودة اللَّاجئين وتطبيق القرار (194) الخاصِّ بحقِّ العودة وفقًا لقرارات الأُمم المُتَّحدة (دَوْرات الجمعيَّة العامَّة وجلسات مجلس الأمن خلال عُقود الصِّراع مع الاحتلال).

كما وفي التَّحرُّك من أجْلِ توفير الاستدامة الماليَّة والعَيْنيَّة، ومتبرِّعين جُدُد من عموم دوَل العالَم؛ لدعمِ عمل الوكالة خصوصًا بساحات عملها السَّاخنة في قِطاع غزَّة ولبنان وسوريا. دعم مالي ودعم عَيْني بالمواد الغذائيَّة وكُلّ مُقوِّمات الحياة.

وعلى المستوى السِّياسي والدبلوماسي الفلسطيني الرَّسمي، فإنَّ جامعة الدوَل العربيَّة والسُّلطة الوطنيَّة الفلسطينيَّة لها الباع الكبير الآن في التَّفويض المُتتالي من الجمعيَّة العامَّة لاستمرارِ عملِ الوكالة، وكان التَّفويض الأخير دالًّا على ذلك.

علي بدوان

كاتب فلسطيني

عضو اتحاد الكتاب العرب

دمشق ـ اليرموك

[email protected]