كثر الحديث خلال الفترة الماضية عن منظومة إجادة وهي منظومة حديثة بدأت الحكومة العمل بها منذ عام تقريبا، إلا أنها وكأي تجربة جديدة واجهت العديد من الانتقادات، ومع ذلك مضت قدما في تنفيذ مسارها الزمني وفق برنامج محدد وضعت له نسب سنوية وصولا إلى العلامة الكاملة، التي سيتحقق من خلالها عدالة التقييم والتقدير الذي يستحقه الموظف وكذلك المؤسسة التي يعمل فيها، نظير الجهد الذي يبذل في تقديم الخدمة او في الابتكار وتطوير قدرات ومهارات أو استحداث طرق وأساليب تجود من طبيعة العمل الذي يزاول. ما قدمه القائمون على اجادة وهي المنظومة التي تشرف عليها وزارة العمل من معلومات وبيانات ومؤشرات خلال اللقاء السنوي مع وسائل الإعلام المحلية والفاعلين على شبكات التواصل الاجتماعي، يؤكد على ان هناك جهداً بذل خلال العام استحدث فيه العديد من الأدوات والممكنات التي تساعد متخذي القرار في انتهاج الأساليب الصحيحة لتأمين منظومة اجادة اكثر تطورا وحداثة.
فما بين الأمس واليوم هناك تغيرات حدثت في ادوات التقييم سواء على مستوى الوحده او الموظف، كما ان هناك أرقاماً يصل بعضها إلى عشرات الملايين تمثل كمية المعلومات التي تتعامل معها المنظومة، مما يدل ذلك على حراك قادم سيغير النظرة الى طبيعة العمل في معظم الاجهزة خاصة الخدمية منها نحو جودة الاداء وسرعة وسهولة الاجراء، نعم هناك مخاوف وايضا مطالب لدى البعض بان لا يرتبط نظام الترقيات بالإجادة، وان يكون لذلك مسار منفصل حتى لا يؤثر التدخل البشري في ذلك، إلا ان حسب الادوات التي ستستخدمها المنظومة وكذلك تحقيقا لعدالة من يستحق الترقية عن غيره، خلافا لما كان يحدث في السابق بالتساوي بين من يعمل ويجتهد وذلك الذي لا حراك له لاشك سيكون للمنظومة اثرها الايجابي خلال فترة التطبيق المرحلي.
هناك أمر آخر ربما سيدعم نجاح المنظومة وهي عملية التحفيز للإجادة والجودة والابتكار، من خلال الإعلان عن تخصيص ثلاثة ملايين ريال عماني سنويا، والتي يتوقع لها أن توجد تنافسا بين الوحدات من ناحية وكذلك الموظفين الذي تشملهم هذه المنظومة، المخاوف التي أبداها البعض من عدم النجاح مبنية على الآلية التي كانت تستخدم طوال السنوات الماضية، إلا أن الجهود التي تبذل للتغيير من خلال الممارسة في تطبيق المنظومة ستعالج تلك المخاوف وليكن لدينا نظرة تفاؤل ونظرة ايجابية اتجاه ذلك التغيير.
طالب بن سيف الضباري