الاثنين 23 ديسمبر 2024 م - 21 جمادى الآخرة 1446 هـ
أخبار عاجلة

رأي الوطن : جهود تنموية تحتاج لتعاون وثيق

الأحد - 22 ديسمبر 2024 06:35 م

رأي الوطن

10

تؤدِّي اللامركزيَّة الإداريَّة وإعطاء المُحافَظات دَوْرًا حيَويًّا في تحقيق التَّنمية المتوازنة والشَّاملة، حيث تُمكِّن المُحافَظات منِ استثمار مواردها وإمكاناتها وفقًا لأولويَّاتها المحليَّة، ممَّا يخلقُ بيئةً داعمة للنُّموِّ الاقتصادي والاجتماعي المستدام. وتُعَدُّ اللامركزيَّة في سلطنة عُمان إحدى الرَّكائز الأساسيَّة لِتَحقيقِ رؤية «عُمان 2040»، الَّتي تهدف إلى بناء مُجتمع متنوِّع ومستدام، يعتمد على التَّكامل بَيْنَ المناطق والتَّوزيع العادل للفرصِ والموارد، ويأتي تدشين المنصَّة التَّفاعليَّة لمؤشِّر تنافسيَّة المُحافَظات خطوةً مبتكرة تُعزِّز التَّوَجُّه نَحْوَ تطبيق اللامركزيَّة، وتُلبِّي التَّوجيهات السَّامية لحضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ، حيثُ تُمثِّل المنصَّة أداةً استراتيجيَّة لدعمِ وتسريعِ اتِّخاذ القرارات التَّنمويَّة، فضلًا عن متابعة النَّتائج المُحقَّقة من خلال تنفيذ برنامج تنمية المُحافَظات. تُعَدُّ تلك المنصَّة التَّفاعليَّة أحَد أهمِّ الحلول الرَّقميَّة المُتطوِّرة الَّتي توفِّر قاعدةَ بياناتٍ شاملةً حَوْلَ التَّنمية المحليَّة في جميع المُحافَظات، ممَّا يُتيح تحليل واقع التَّنمية وفقَ محاورَ مُحدَّدة تشمل مختلف الجوانب الاقتصاديَّة والاجتماعيَّة والبيئيَّة. ومن خلال تصميمها التَّفاعلي، تُمكِّن المنصَّة من مقارنة الأداء بَيْنَ المُحافَظات وتحديد الفجوات التَّنمويَّة الَّتي تحتاج إلى معالجة، بالإضافة إلى إبراز الإيجابيَّات والسلبيَّات عَبْرَ تقارير وخرائط تفاعليَّة مُصمَّمة بعناية. هذا النَّهج يُعزِّز من قدرة المُحافَظات على تحسين أدائها التَّنافسي واستقطاب الاستثمارات الَّتي تُسهم في تحقيق النُّموِّ المستدام، كما يعكسُ تدشينُ المنصَّة رؤية سلطنة عُمان الطَّموحة لِتَحقيقِ التَّنمية المتوازنة، حيث يُشكِّل مؤشِّر تنافسيَّة المُحافَظات أداةً رئيسة لدعمِ جهودِ التَّنمية الشَّاملة.

ويهدفُ المؤشِّر إلى توجيهِ الاستثمارات نَحْوَ المشروعات ذات الأولويَّة، مع توفير صورةٍ شاملة عن الأداء التَّنموي لكُلِّ مُحافَظة استنادًا إلى مجموعةٍ من الرَّكائز والمعايير الَّتي تغطِّي مختلف الجوانب التَّنمويَّة. كما يدعمُ المؤشِّر جهودَ السَّلطنة لِتَحقيقِ التَّكامل بَيْنَ أبعاد التَّنمية المكانيَّة والقِطاعيَّة، ما يُعزِّز منِ استغلالِ المُقوِّمات الاقتصاديَّة والجغرافيَّة والسِّياحيَّة الفريدة لكُلِّ مُحافَظة، ويدفعُ نَحْوَ تحقيقِ التَّنوُّع الاقتصادي المنشود في إطار رؤية «عُمان 2040»، فقد تمَّ تخصيص (4) ملايين ريال عُماني لكُلِّ مُحافَظة سنويًّا ضِمْن الخطَّة الخمسيَّة العاشرة، ممَّا أسْهَم في تنفيذ أكثر من (600) مشروع بَيْنَ عامَي 2021 و2023. هذه المشروعات شملت تطوير الأنشطة الاقتصاديَّة، وتعزيز البنية الأساسيَّة، وخلْقَ فرصِ عملٍ جديدة، وهو ما انعكسَ إيجابًا على تحسين مستوى المعيشة وتعزيز التَّنافسيَّة المحليَّة، إضافةً إلى ذلك أسْهَم الإنفاق الإنمائي من خلال الميزانيَّة العامَّة للدَّولة في دعمِ الأنشطة الاقتصاديَّة والبنية الأساسيَّة في كافَّة المُحافَظات، مع التَّركيز على مشروعاتٍ تنمويَّة شاملة تشمل قِطاعات الطُّرق والمطارات والزِّراعة والصحَّة والتَّعليم.

إنَّ نجاحَ هذه الجهود التَّنمويَّة يتطلبُ تعاونًا وثيقًا بَيْنَ الجهات الحكوميَّة المختلفة. وقد تمَّ تشكيلُ لجانٍ إشرافيَّة وفنيَّة بمشاركةِ وزارةِ الاقتصاد وعددٍ من الوزارات والجهات المعنيَّة لضمانِ تحقيقِ الأهداف المرسومة، حيث يُعزِّز هذا النَّهجُ المؤسَّسي من قدرة السَّلطنة على متابعةِ تنفيذِ البرامج التَّنمويَّة وفق معايير أداء دقيقة، ممَّا يضْمَن تحقيقَ التَّوازنِ التَّنموي بَيْنَ جميع المُحافَظات، ويُمثِّل خطوةً نَوعيَّة نَحْوَ تعزيز اللامركزيَّة كأداةٍ لِتَحقيقِ التَّنمية المتوازنة والشَّاملة، تجسِّد رؤية القيادة الحكيمة في بناء اقتصاد متنوِّع ومستدام يضع الإنسان في قلبِ العمليَّة التَّنمويَّة.. وبفضلِ هذه المبادرات، تمضي سلطنة عُمان بثباتٍ نَحْوَ مستقبلٍ واعد تُصبح فيه كُلُّ مُحافَظة رافدًا قويًّا لدعمِ مَسيرةِ النُّمو الشَّامل وتحقيقِ تطلُّعات رؤية «عُمان 2040».