يواصلُ حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ عقْدَ تبادُل الزِّيارات وعقْدَ اللِّقاءات مع قادة الدوَل الشَّقيقة والصَّديقة؛ سعيًا لِتَعزيزِ الرَّوابط وصقلها بمصالح متبادلة تُعزِّز العلاقات وتتَّجه بها نَحْوَ آفاقٍ أرحبَ وأشملَ لِتَحقيقِ المزيد من النَّماء والتَّطوُّر والازدهار، ما ينعكس على مصالح الشُّعوب ويُلبِّي طموحاتها وتطلُّعاتها، ويدفعُ الجهود نَحْوَ تحقيقِ التَّنمية الشَّاملة المستدامة، حيثُ يدركُ عاهل البلاد المُفدَّى ـ أعزَّه الله ـ أنَّ التَّنمية الاقتصاديَّة الشَّاملة المستدامة أضحتْ هدفًا أساسًا ورئيسًا لكُلِّ دوَل العالَم، وباتَتِ العلاقاتُ الدبلوماسيَّة مدخلًا مُهمًّا في تعميقِ هذا التَّعاون، وتؤدِّي دَوْرًا مُهمًّا وحيَويًّا في تعزيز المصالح المشتركة في كافَّة المجالات وعلى كافَّة الأصعدة.
وتُمثِّل زيارة فخامة الرَّئيس جواو مانويل لورينسو رئيس جمهوريَّة أنجولا الرَّسميَّة لسلطنة عُمان والَّتي تبدأ اليوم الخميس، نموذجًا للسَّعي السَّامي لتنميةِ العلاقات الاقتصاديَّة والإنمائيَّة مع الدوَل الصَّديقة، خصوصًا في القارَّة الإفريقيَّة الَّتي ترتبط مع سلطنة عُمان بعلاقات تاريخيَّة قويَّة، حيث ستُتيح الزِّيارة مناقشة أوْجُه التَّعاون بَيْنَ البلدَيْنِ الصَّديقَيْنِ والسُّبل الكفيلة لتقويتها تحقيقًا لتطلُّعات الشَّعبَيْنِ والغايات المنشودة في مختلف الجوانب، ما يعكسُ رغبةً من البلدَيْنِ في الدَّفع بهذه العلاقات الواعدة نَحْوَ آفاقٍ جديدة من التَّعاون البنَّاء المُثمر، الَّذي يخدم مصالحهما المشتركة بما يُحقِّق شراكات استراتيجيَّة واعدة ومتينة، تكُونُ خطوةً مُهمَّة ونقلةً نَوْعيَّة في تعزيز الرَّوابط التِّجاريَّة والاقتصاديَّة بما يخدم المصالح المشتركة.
إنَّ زيارةَ فخامةِ رئيس جمهوريَّة أنجولا الرَّسميَّة لسلطنة عُمان تحملُ الكثيرَ من التَّطلُّعات، مِنْها تعزيز التَّعاون الاقتصادي والتِّجارة عَبْرَ استكشاف فرص الاستثمار المشتركة في قِطاعاتٍ مِثل الطَّاقة، والتَّعدين، والزِّراعة، والصِّناعة، إضافةً إلى إمكانِ توقيع اتفاقيَّات أو مذكّرات تفاهم تُعزِّز التَّبادل التِّجاري وتفتحُ الأسواق بَيْنَ البلدَيْنِ، كما ستفتحُ المجال للتَّعاون في مجال الطَّاقة عَبْرَ تبادُلِ الخبرات في مجالات النِّفط والغاز والطَّاقة المُتجدِّدة، ودراسة فرص الاستثمار المشترك في مشروعات الطَّاقة والاستدامة، إلى جانب تطوير العلاقات الثَّقافيَّة والتَّعليميَّة عَبْرَ تعزيزِ التَّبادُل الثَّقافي بَيْنَ البلدَيْنِ لِتَعزيزِ التَّفاهم والتَّقارب بَيْنَ الشَّعبَيْنِ، وتوقيع اتفاقيَّات تعاون في مجال التَّعليم وتبادُل المِنَح الدِّراسيَّة، كذلك ستُسهم الزِّيارة في رفعِ التَّنسيقِ السِّياسي والدّبلوماسي عَبْرَ تبادُل وجهات النَّظر حَوْلَ القضايا الإقليميَّة والدّوليَّة ذات الاهتمام المشترك، وتعزيز التَّعاون في المُنظَّمات الدوليَّة لدعمِ القضايا المشتركة.
كما تُعَدُّ هذه الزِّيارة فرصةً مناسبةً لِنَقلِ العلاقات الثنائيَّة بَيْنَ سلطنة عُمان وأنجولا والَّتي لا تزال في مراحلها الأُولى، نَحْوَ مراحل متقدِّمة، خصوصًا أنَّ العلاقات القائمة بَيْنَ البلدَيْنِ الصَّديقَيْنِ تقوم على أساسٍ متينٍ للتَّعاون الثُّنائي عَبْرَ رؤيةٍ مشتركة قائمة على الاحترام المُتبادل والرَّغبة في تعزيز الشَّراكات الاقتصاديَّة والتَّنمويَّة، فحجمُ التَّبادل التِّجاري بَيْنَ البلدَيْنِ لا يزال محدودًا، إلَّا أنَّ هناك فرصًا كبيرة للتوسُّع في عددٍ من المجالات المشتركة، خصوصًا في ظلِّ وجود العديد من الفرص الاقتصاديَّة الواعدة للاستثمار بَيْنَ السَّلطنة وأنجولا، مِنْها الموارد الطَّبيعيَّة والإمكانات الاقتصاديَّة الَّتي يتمتَّع بها كلا البلدَيْنِ، حيثُ تمتلكُ سلطنة عُمان خبراتٍ كبيرة في إدارة الموارد النِّفطيَّة والطَّاقة المُتجدِّدة، كما يُمكِن للشَّركات العُمانيَّة المشاركة في مشروعات التَّعدين وتطوير البنية الأساسيَّة، كذلك يُعَدُّ مجال الأمنِ الغذائي والسِّياحي من القِطاعات المُهمَّة الَّتي تُتيح فرص التَّعاون بَيْنَ البلدَيْنِ الصَّديقَيْنِ، ولجهة تبادُل الخبرات وتحقيق المنافع المشتركة.