-إدراج شخصيات عمانية نهضت باللغة العربية ضمن برنامج اليونسكو -تطبيق منصات إلكترونية وبرامج تدريبية لتطوير أداء معلمي اللغة العربية - تدشين منصتي (كتبي) و(سلاسل قصصية) لدعم تعلم الطلبة
مسقط ـ « الوطن»:
تشارك سلطنة عمان ممثلة بوزارة التربية والتعليم دول العالم الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية تحت شعار "اللغة العربية والذكاء الاصطناعي" بالتعاون مع عدد من المؤسسات الأكاديمية والحكومية التي تُعنى باللغة العربيةوذلك من خلال إقامة الندوات والكثير من المناشط والفعاليات للنهوض والاعتزاز بها، بالإضافة إلى أن علاقة اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم بالمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) ومراكزها ومعاهدها الاقليمية والعربية والإسلامية تتيح لها تبادل الخبرات وبناء القدرات في مجال علوم اللغة العربية وتعلمها
التوأمة
وقد نظمت اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم ممثلةً بدائرة المدارس المنتسبة لليونسكو وأندية الشباب وبرامج اليونسكو ـ عبر تقنية الاتصال المرئي الحفل الختامي لبرنامج التوأمة بين المدارس العُمانية المنتسبة لليونسكو ونظيراتها من مدارس سلطنة بروناي دار السلام والذي يهدف الى تعزيز اللغة العربية لدى الطلبة المشاركين في مجال الثقافة والتحدث بها إلى جانب نجاح سلطنةِ عمانَ في إدراجِ أحمد بن ماجد المّلاح العُماني ضمن برنامج اليونسكو للذكرى المئوية أو الخمسينية للأحداث التاريخية المهمة والشخصيات المؤثرة عالمياً وبذلك يخلد اسم مّلاح عُمان وشاعرها الكبير في قائمة مبدعي العالم، وقبله الخليل بن أحمد الفراهيدي عالم اللغة الأول، التي كان لإسهاماته الأثر الأكبر في مجال النهوض باللغة العربية؛ويعد شاعر عُمان الكبير أبو مسلم البهلاني من الشخصيات العُمانية المؤثرة عالميًا، فهو صحفي ولغوي وشاعر وفقيه، وله من الممكنات التي قادت اللغة العربية إلى آفاق أرحب وأوسع كذلك يأتي إدراج الخط العربي كملف مشترك مع (15) دولة عربية أخرى في 14 من ديسمبر من العام 2021 على هامش الاجتماع السادس عشر للجنة الدولية الحكومية لصون التراث الثقافي غير المادي بهدف إبراز أهمية اللغة ودور اللغة العربية في التطور الحضاري للمجتمعات الإنسانية
التحول الرقمي
تبذل وزارة التربية والتعليم جهودًا جبارة في مجال تعليم اللغة العربية وتعلمها انطلاقًا من تنمية كفاءات معلمي اللغة العربية، وترسيخها في نفوس الطلبة كونها إرثا دينيا وهوية لغوية وثقافية كمشاركة سلطنة عمان في الدراسة الدولية لقياس مهارات القراءة PIRLS26 تأكيدا لاهتمام الوزارة في رفع مستوى أداء طلبة السلطنة في مهارات القراءة وفهم المقروء ومهارات التفكير العليا، وذلك من خلال الجهود المبذولة في هذا المجال من خلال المشاغل والدورات التدريبية والزيارات الميدانية للحقل التربوي، وتبنّي منصات إلكترونية تسعى لتحقيق التحول الرقمي؛ استعدادا للمشاركة في الدراسة الدولية PIRLS26 وقد تم تطبيق أحد هذه المنصات في عدد من المدارس في جميع محافظات السلطنة تجريبيًا، وكان لها أثر في تشجيع الطلبة على القراءة الإلكترونية كونها أحد خطوات التحول الرقمي في مشروع رقمنة المناهج الدراسية، وسيتم تطبيق المنصة الأخرى بدءا من الفصل الدراسي القادم.
برامج نوعية
أولت الوزارة ممثلة بالمعهد التخصصي للتدريب المهني للمعلمين اهتمامًا خاصًا بمعلمي اللغة العربية، من خلال تنفيذه عددًا من البرامج تعمل على مواكبة التقدم وتطوير مهارات المعلمين في الأداء، منها: "برنامج اللغة العربية للحلقة الأولى(1-4)"، الذي يركز على جميع المهارات اللغوية وتدريس اللغة العربية وفق أساليب وإستراتيجيات التدريس الحديثة، و"برنامج خبراء اللغة العربية(5-12)"، الذي يقوم على تغطية احتياجات المعلمين في تدريس مهارات اللغة العربية بطريقة عصرية، وكذلك "برنامج صعوبات التعلم" الذي يستهدف معلمات صعوبات التعلم المستجدات في البرنامج؛ لتمكينهن من الكفايات اللازمة لمعلم صعوبات التعلم من حيث التشخيص وتقييم الطلبة في اللغة العربية ووضع خطط تعليمية فردية ومواءمة آليات التقييم والمتابعة في الغرف الصفية؛ وذلك بهدف دعم الطلبة في البيئات التعليمية المختلفة وتكييف التعلم بما يتناسب مع حاجاتهم وقدراتهم الفعلية، ويستهدف هذا البرنامج كذلك معلمات صعوبات التعلم في الحلقتين الأولى والثانية من الصف الثاني الأساسي إلى الصف السادس.
مناهج تعليمية
وتعمل الوزارة ممثلة بالمديرية العامة لتطوير المناهج على تطوير مستوى أداء الطلبة في مهارات اللغة العربية، من خلال بناء مناهج تعليمية مطورة تتواكب ومتغيرات المرحلة وتتلاءم مع خصائص عمر الطالب ليكون رفيقه وأنيسه في رحلته العلمية المليئة بالمغامرات والتشويق بتقديم نصوص علمية وأدبية منتقاة بعناية كبيرة تمثلت في نصوص (شعرية، وقصصية، وسير ذاتية وغيرية ومسرحيات ومذكرات ويوميات، ونصوص إقناعية وإيعازية وتفسيرية وغيرها..) التي راعت المستوى المعرفي واللغوي والخصوصية الثقافية للمجتمع لأجل تنويع خبرات الطالب وإكسابه مهارات التفكير الناقد والإبداع والتواصل اللغوي وغيرها من المهارات، ومن جهة أخرى اعتنت مناهج اللغة العربية المطوّرة بتكامل المهارات اللغوية الأربع: (استماع وتحدث وقراءة وكتابة) سواء في المحور الواحد أو الوحدة التعليمية؛ فما يتعلمه الطالب من نمط في القراءة سيتدرب على محاكاته أو إنتاج نص آخر في التعبير. وإذا كان النص القرائي مرتكزًا على الوصف مثلا، جاء نص الاستماع ليتناسب ونمط الوصف، وكذا في أنشطة التحدث وبقية المهارات اللغوية في ذلك المحور؛ وبهذا استطاع الطالب أن يكتسب المهارة وينتجها في الوقت ذاته.
مبادرات تفاعلية
تبنت الوزارة عددًا من المشاريع والمبادرات لدعم تعلم الطلبة في اللغة العربية والقراءة الحرة، منها: مبادرة تطبيق مجموعات قصصية متدرجة ومصنفة تصنيفاً علمياً؛ وذلك لتحسين مستويات الطلبة في مهارتي القراءة والكتابة بأسلوب شائق وجاذب عن طريق سلسلة من قصص الخيال والواقع بما يسمح بتطوير مهارات اللغة ومفرداتها، وبما يحقق المخرجات الواردة في وثيقة معايير اللغة العربية للصفوف (1-4)، إذ تنفّذ تلك القصص تحت إشراف معلمات المجال الأول استهدفت فيها مشرفات ومعلمات المجال الأول بمدارس السلطنة.
منصة كتبي
ومبادرة التطبيق التجريبي لمنصة (كتبي)، وهي منصة رقمية تفاعلية للقراءة المتدرجة، تمكّن الطلبة من القراءة وفق مستوياتهم القرائية، في بيئة رقمية تفاعلية شائقة، متضمنة مجموعة واسعة من القصص والكتب، وفي جو تطبيقي مرن، يعطي الطالب الحرية في التفاعل والقراءة واختيار القصص والكتب المناسبة لميوله وحاجاته، وتُطبّق المنصة حاليا على عينة تجريبية من طلبة الصفين الثالث والرابع في المدارس الحكومية بسلطنة عمان، ويشارك مختصو مناهج اللغة العربية بهذه المديرية في فرق عمل وبرامج معنيّة بتطوير مهارات اللغة العربية، و المشاركة في عدد من الملتقيات والندوات التربوية العلمية، وإدارة برنامج (التأهيل اللغوي) المطبق حاليا لصعوبات التعلم، والاشتراك في برنامج تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها لمعلمي وطلبة سلطنة بروناي دار السلام.
سلاسل قصصية
ومن هذه المبادرات أيضًا بناء سلاسل قصصية للمطالعة الحرة والإثرائية لطلبة الحلقة الأولى، وقد تحقق من خلال هذا المشروع مجموعة من الأهداف أهمها بناء وصقل مواهب وقدرات المعلمين والمعلمات من الحقل التربوي في كتابة قصص للأطفال؛ فأصبح لدينا كادر مؤهل لكتابة قصص الأطفال، وفق معايير أدب الطفل، تنمية قدرات وخبرات معلمين ومعلمات من الحقل التربوي في رسم قصص الأطفال، وقد أتاحت التجربة في رسم قصص (سلسة المنار) لهؤلاء المعلمين والمعلمات فرصة المشاركة في المسابقات العالمية في مجال الرسم في أدب الطفل، وأنتهت الوزارة كذلك من طباعة مجموعة (الفنار القصصية) لطلبة الحلقة الثانية وتتألف مما يقارب ستين قصة موزعة بين اثني عشر كتابا تم إخراجها بشكل شائق وجذاب، وهي لا تقل أهمية وقيمة وجمالاً وجاذبية من قصص (سلسلة المنار).