متابعة ـ عبدالله الشريقي:
استضافت سلطنة عمان ممثلةً بهيئة الطيران المدني اليوم الاجتماع الوزاري رفيع المستوى لأمن الطيران المدني الذي تنظمه منظمة الطيران المدني الدولي (ICAO) بالتزامن مع أسبوع الأمن لمنظمة الطيران المدني الدولي2024 في مركز عمان للمؤتمرات والمعارض.
هدف الاجتماع الذي شارك فيه 800 من الوزراء والمسؤولين الحكوميين، ورؤساء هيئات الطيران المدني، والمنظمات الدولية والإقليمية، وخبراء ومختصين في شركات الطيران، والمطارات، والشركات المتخصصة في الأمن إلى إقرار "إعلان مسقط" بشأن أمن الطيران والآمن الإلكتروني في مجال الطيران، الذي يركز على أبرز القضايا الأمنية في الطيران، مثل الأمن الإلكتروني وحماية البنية الأساسية الحيوية للطيران. حيث يعد هذا الإعلان خطوةً مهمة في تحديد أولويات أمن الطيران على المستوى العالمي، وذلك استعدادًا للدورة الثانية والأربعين للجمعية العمومية للإيكاو المقررة في سبتمبر من العام المقبل.
وسلط الاجتماع الضوء على عددٍ من الموضوعات المهمة، منها، (أمن الطيران في ظل الأزمات العالمية) حيث تم مناقشة تأثير الأزمات مثل جائحة COVID-19 على إجراءات الأمن في المطارات وكيفية تكامل التدابير الصحية مع الإجراءات الأمنية، و(الأمن السيبراني) لحماية الأنظمة التقنية للطيران من الهجمات الإلكترونية ووضع معايير دولية للتصدي لهذه التهديدات. و(التعاون الاستخباراتي) بهدف تعزيز تبادل المعلومات بين الدول بشأن التهديدات الأمنية عبر إنشاء مراكز إقليمية ودولية لتنسيق الجهود. إضافةً إلى (الابتكار في تقنيات الأمن) حيث تم تسليط الضوء على دور الذكاء الاصطناعي والتحليل البيومتري في تحسين كفاءة أنظمة الأمن في المطارات والطائرات.
وقال معالي المهندس سعيد بن حمود المعولي وزير النقل والاتصالات وتقنية المعلومات رئيس مجلس إدارة هيئة الطيران المدني: أن حكومة سلطنة عمان تولي اهتمامًا كبيرًا بقطاع الطيران المدني ضمن رؤية عمان 2040 لتطوير قطاع النقل واللوجستيات وجعله من مصادر الدخل القومي. مشيرًا إلى النسبة التي حققتها سلطنة عمان في مؤشر الامتثال لمتطلبات السلامة الجوية لمنظمة الإيكاو، حيث حققت نسبة 96% وحلت المركز الخامس عالميًا في هذا المجال بعد أن كانت في المركز 134 قبل ثلاث سنوات.
بدوره أكد معالي سالفاتوري سياكسيتانو رئيس مجلس إدارة منظمة الطيران المدني الدولي خلال كلمته في الاجتماع على ضرورة مواصلة الابتكار والتطور لمواجهة التهديدات القائمة والناشئة، والالتزام بتعزيز أمن الطيران والأمن السيبراني، والتعاون العالمي في حماية البنية الأساسية الحيوية.
من ناحيته أكد معالي خوان كارلوس سالازار، الأمين العام لمنظمة الطيران المدني الدولي، أن هذا الأسبوع وقرار اعتماد إعلان مسقط يُعدان نقطة تحول مهمة في مسيرة أمن الطيران.
واضاف أكدت الدول الأعضاء في المنظمة التزامها القوي والمستمر بضمان أمن وسلامة الطيران المدني على مستوى العالم. وأضاف معاليه أن التعاون الدولي يعد ركيزة أساسية في مواجهة التهديدات الأمنية المتزايدة، مشدداً على أهمية الاستمرار في تعزيز أمن الطيران واستدامته في السنوات القادمة.
الجدير بالذكر أن الاجتماع الوزاري شكل منصة استراتيجية مهمة لمناقشة التحديات والفرص التي يواجهها قطاع الطيران المدني عالميًا. حيث يعد فرصةً ذهبية لسلطنة عمان لتسليط الضوء على إنجازاتها في مجال أمن الطيران، خاصةً في مجال التدريب والتأهيل، بفضل الخبرات العمانية المعتمدة من الإيكاو". كما أنه سيساهم في تعزيز مكانتها كشريك دولي في تعزيز أمن الطيران المدني ودعمه على المستوى العالمي.
علما أن مشروع إعلان مسقط بشأن أمن الطيران والأمن الإلكتروني أقر بأن أمن الطيران والأمن الإلكتروني يكتسيان أهمية حاسمة بالنسبة للتنمية المستدامة للنقل الجوي ويتعين إيلاؤهما الأولية وتوفير الموارد اللازمة لهما؛ ونشدّد على ضرورة المحافظة على اليقظة، لأن عدم وقوع حوادث خطيرة في أمن الطيران أو الأمن الإلكتروني لا يعني انخفاض مستوى المخاطر.
وحث المشروع الدول والإيكاو والمنظمات الدولية والإقليمية وصناعة الطيران والجهات المعنية الأخرى على القيام بما يلي:
تعزيز الجهود الرامية إلى التصدي للتهديدات الجديدة والقائمة ضد الطيران المدني الدولي، بما في ذلك التهديدات من الداخل والهجمات الإلكترونية؛ ودعوة الدول إلى التصديق على كل من "اتفاقية قمع الأفعال غير المشروعة المتعلقة بالطيران المدني الدولي" و"البروتوكول المكمل لاتفاقية قمع الاستيلاء غير المشروع على الطائرات" (بيجين لعام 2010) والتصديق عليهما كوسيلة لردع الهجمات الإلكترونية ضد الطيران المدني والتصدي لها؛ وإعطاء أمن الطيران والأمن الإلكتروني نفس الأهمية الحاسمة والأولوية العالية والدعم المقدم للجوانب الأخرى في الطيران المدني؛ وضمان التنسيق الفعال بين سلامة وأمن الطيران والأمن الإلكتروني للاستفادة من المعرفة المشتركة وتعزيز الجهود؛ وتأمين الموارد الكافية لضمان الاستعانة بالمهنيين المؤهلين والأكفاء لتنظيم وتشغيل وإدارة وصون ومراقبة التنفيذ الفعال للتدابير المتعلقة بأمن الطيران والأمن الإلكتروني؛ بالإضافة إلى اعتماد سياسات وقواعد قياسية ولوائح ومناهج مبتكرة قائمة على تقييم المخاطر وتركز على تحقيق النتائج، بما في ذلك إعداد نظم الإدارة والرقابة الفعالة لتوجيه عملية الإعداد المنسق لتدابير أمن الطيران والأمن الإلكتروني المستدامة؛ وضمان التبادل العاجل للمعلومات للمساعدة في إجراء عمليات تقييم المخاطر التي تنطوي عليها التهديدات التي يتعرض لها الطيران، بما في ذلك التهديدات الإلكترونية وردع تلك التهديدات والتخفيف من حدتها، وتوفير وصون بيئة طيران قادرة على الصمود، والتصدي للوقائع التي تؤثر على الطيران المدني والتعافي منها. وعلى المستوى الفني، ينبغي أن يشمل هذا التبادل للمعلومات جميع الخبراء المعنيين؛ وتوطيد أواصر التعاون لوضع المواد الإرشادية المنسقة والشاملة لأمن الطيران والأمن الإلكتروني؛ وضمان أن تكون التدابير الأمنية فعّالة وفي نفس الوقت تسّهل تدفق الركاب والبضائع؛ وضمان التنفيذ الفعال للقواعد القياسية الصادرة عن الإيكاو والسعي معاً لتحقيق الهدف الطموح لخطة الإيكاو العالمية لأمن الطيران ((GASeP ومجالاتها الستة ذات الأولوية؛ وتحديد المهارات التخصصية اللازمة لتشغيل وإدارة تكنولوجيات أمن الطيران الحالية والناشئة، وتوظيف العاملين وتدريبهم على استخدام هذه التكنولوجيات، مع متابعة الجهود المبذولة لجذب الجيل القادم من المهنيين في مجال الطيران وتعزيز السياسات والمبادرات التي تهدف إلى إثراء التنوع وتحقيق الإنصاف والشمول، بما يضمن سد الفجوة بين الجنسين في قطاع الطيران؛
والإسراع في تنفيذ استراتيجية الإيكاو للأمن الإلكتروني في مجال الطيران وخطة عمل الإيكاو للأمن الإلكتروني، بما يسمح بتنفيذ إطار عالمي قوي ومنسق للأمن الإلكتروني في مجال الطيران؛ والحرص على اتباع أسلوب استباقي في تحديد ومعالجة التهديدات الإلكترونية في مجال الطيران المدني والتشجيع على تنظيم دورات تدريبية ودورات توعية منتظمة في مجال الأمن الإلكتروني للعاملين في مجال الطيران لضمان اكتسابهم المهارات اللازمة؛
وتقديم الدعم بصورة استباقية لمجموعات أمن الطيران الإقليمية التابعة للإيكاو وبرامج التعاون، مثل خطة التنفيذ الإقليمية الشاملة لأمن الطيران والتسهيلات في أفريقيا (AFI SECFAL Plan) والبرنامج التعاوني لأمن الطيران في الشرق الأوسط ((CASP-MID والبرنامج التعاوني لأمن الطيران في آسيا والمحيط الهادئ (CASP-AP)، والتي تعتبر حيوية لمساعدة الدول على تنفيذ القواعد القياسية الصادرة عن الإيكاو وزيادة الكفاءة التشغيلية؛ وإعادة التأكيد على قيمة وأهمية مبادرة "عدم ترك أي بلد وراء الركب" الخاصة بالإيكاو والتي تهدف إلى مساعدة الدول، وذلك من خلال تزويد الدول التي لديها احتياجات محددة بالدعم والتنفيذ بشكل هادف وفعّال لأنشطة التدريب والمساعدة وبناء القدرات في مجال أمن الطيران والأمن الإلكتروني.
