فـي أقوى مفاجآت كأس آسيا
الأنظار شاخصة نحو المواجهة المرتقبة بين السعودية وكوريا الجنوبية فـي ثمن النهائي
رسالة الدوحة ـ صالح البارحي:
أكد منتخب طاجيكستان أنَّه الحصان الأسود لنهائيات كأس أمم آسيا المقامة حاليًّا في الدوحة، ليضرب مثالًا حيًّا للفريق المجتهد والواثق من خطواته مقارنة بقلة خبرته الميدانية في هذه البطولة التي تضم كبار آسيا، ويؤكد أنَّ صعوده من المجموعة الأولى لدور الـ16 لم يأتِ بمحض الصدفة، وإنَّما جاء بعطاء متمكن ورغبة في تسجيل تاريخ كروي لهذا البلد للمرَّة الأولى في تاريخه، فبالأمس القريب ضرب بثقة الكبار وتمكن من إخراج منتخب الإمارات الذي يضم عددًا من النجوم والخبرة الكبيرة التي يتمتع بها الفريق الأبيض بالبطولة، ناهيك عن رغبة الإمارات في تسجيل إنجاز جديد خصوصًا بعد وصوله إلى المربع الذهبي للبطولة على مدار النسختين الأخيرتين، حيث جاءت ركلات الترجيح بمثابة البوابة الرئيسية للمنتخب الطاجيكي للصعود لدور الثمانية فيإنجاز مثير للفريق المجتهد.
فيما غادر منتخب الإمارات من الباب الضيق رفقة غضب جماهيري كبير لهذا الإقصاء تناولته وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الرياضي وعدد من الشخصيات الرياضية بالإمارات، وبدأت الملامح في هذا السخط تنسب السقوط الحزين للأبيض بسبب المدرب الذي لم يأبه بمطالبات الوسط الرياضي وأصر على آرائه في نهاية المطاف والتي كلفت الإمارات خروجًا صعبًا لتعود جماهيره الكبيرة أدراجها إلى أبوظبي بخفي حنين وأمام فريق بلا تاريخ.
أمَّا أستراليا فلم يحتج إلى الكثير من العمل في مباريات افتتاح دَوْر الـ16 بعد أن أقصى إندونيسيا برباعية نظيفة كشفت رغبة الكانجارو الأسترالي بمسيره نحو اللقب، فيما أظهر إندونيسيا مستوى ضعيفًا للغاية أسهم في خروجه بعد أن وجد نفسه فجأة في هذا الدور بسقوط منتخبنا أمام قرغيزستان بالتعادل في جولة الحسم.
أقوى المواجهات
ستكون الأنظار شاخصة نحو المواجهة القوية بين السعودية وكوريا الجنوبية اليوم على استاد المدينة التعليمية، في قمة مباريات ثمن نهائي كأس آسيا لكرة القدم المقامة حاليًّا في قطر، وإذا كانت كوريا الجنوبية تحاشت مواجهة اليابان في هذا الدَّور بعد أن انتزعت منها ماليزيا التعادل في الرمق الأخير 3-3، فإنَّها في المقابل ستواجه منتخبًا لا يقلُّ شأنًا وهو السعودية حاملة اللقب ثلاث مرات آخرها في 1996. ويلهث المنتخب الكوري الجنوبي إلى وضع حد لصيام دام (64 عامًا) لم يحرز فيه اللقب.
ويقف التاريخ إلى جانب «الأخضر» في البطولة القارية حيث سبق أن واجه «محاربو تايجوك» أربع مرات، ففاز مرتين بينها مرة في نهائي عام 1988 عندما توِّجت السعودية باللقب القاري بركلات الترجيح وفي نصف نهائي عام 2000، وتعادلًا مرتين أيضًا، في المقابل تفوق منتخب كوريا الجنوبية في المواجهات بين المنتخبين على العموم، حيث فاز سبع مرات مقابل 6 لصالح الصقور الخضر، فيما حسم التعادل ست مواجهات.
وتصدر المنتخب السعودي مجموعته بـرصيد 7 نقاط، حيث فاز على عُمان في الرمق الأخير 2-1 وقرغيزستان 2-0، ثم تعادل أمام تايلند سلبًا، محرزًا 4 أهداف، بالمقابل استقبل هدفًا وحيدًا في الدَّور الأول. لكن كتيبة المدرب الإيطالي روبرتو مانشيني لم تقدم عروضًا جيدة وعانى الفريق من الفعالية، لا سيما في خط الهجوم حيث اكتفى بأربعة أهداف من أصل 57 تسديدة باتجاه المرمى، ويأمل الأخضر بتجاوز عقبة الدَّوْر ثمن النهائي بعد فشله في الوصول إلى ربع النهائي، حيث خسر أمام منتخب اليابان بهدف نظيف في النسخة السابقة في الإمارات عام 2019. وما زال الجمهور السعودي ينتظر تألق سالم الدوسري الذي لم يسجل أو يصنع أي هدف في الدَّور الأول.
سنبذل قصارى جهدنا
أكد الإيطالي روبرتو مانشيني، المدير الفني للمنتخب السعودي لكرة القدم أنَّ فريقه سيبذل قصارى جهده من أجل الفوز على كوريا الجنوبية وبلوغ دور الثمانية بكأس آسيا 2023، جاء ذلك في المؤتمر الصحفي الذي عقده مانشيني أمس للحديث عن المواجهة المرتقبة بين المنتخب السعودي ونظيره الكوري الجنوبي اليوم على استاد المدينة التعليمية، وقال مانشيني إن الأخضر استعد لهذه المباراة مثل أي مباراة أخرى، معربًا عن سعادته بمواجهة منتخب قوي يضم العديد من اللاعبين المحترفين في أوروبا، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أنَّ المنتخب السعودي تحسن كثيرًا عن الشهر الماضي وهو ما يبشر بمباراة قوية.
وأثنى مانشيني على الدعم الجماهيري الكبير للمنتخب خلال مبارياته في كأس آسيا، قائلًا إنَّه سعيد جدًّا لأنَّ لديه 12 لاعبًا في أرض الملعب بفضل هذا الدعم الكبير من الجمهور، والذي سيكون له دور حاسم وكبير في المباراة.
وعن مواجهة كوريا الجنوبية لفت مانشيني إلى أنَّ المنتخب الكوري أحد أفضل المنتخبات في آسيا، لكن اهتزاز شباكهم كثيرًا يعني أنَّ لدى المنتخب السعودي الفرصة المميزة للتسجيل إن هاجم دفاعاتهم، وردًّا على سؤال بشأن عدم حصول المنتخب السعودي على الراحة الكافية في حال التأهل للدور القادم، قال مانشيني إنَّ هذا من المبكر الحديث عنه لأنَّ تركيزه حاليًّا على المباراة القادمة.
مواجهة فريق قوي
أعرب يورجن كلينسمان مدرب كوريا الجنوبية، عن «احترامه» لمنتخب السعودية، لكنه أبدى ثقته بتأهل فريقه إلى ربع نهائي كأس آسيا. وقال كلينسمان: «سنواجه منتخبًا قويًّا في ثمن النهائي، ونريد أن نفوز لبلوغ ربع النهائي. وأضاف: «لعبنا أمام السعودية في مدينة نيوكاسل قبل 5 أشهر، ولكن لمباراة اليوم أهمية خاصة ومختلفة». وتابع: «لم أحاول أن أتفادى مواجهة اليابان، ارتكبنا خطأً في المباراة الأخيرة وتلقينا هدفًا. ابتسمت لأنَّني توقعت هذا الخطأ، عوقبنا في المباراة بسبب أخطاء غير متوقعة. وفي كل مباراة نلعب من أجل الفوز وإدارتنا لمبارياتنا في البطولة تُعَد ناجحة». وزاد: «نكنّ كل الاحترام للمنتخب السعودي، لديهم مدرب مميّز واجهته كثيرًا وأعرفه، طابع المباريات الإقصائية مختلف تمامًا ونحن متحمسون للمواجهة». كلينسمان أعرب عن «تشوّقه لبدء مرحلة خروج المغلوب»، وزاد: «نتأهب لمواجهة منتخب قوي مثل السعودية، ومتأكد من أنَّ الملعب سيكون مليئًا بالجمهور، نتطلّع إلى هذه المباريات». سُئل كلينسمان عن إشارته للإعلاميين الكوريين بتمديد حجوزات فنادقهم في قطر حتى المباراة النهائية، فأجاب: «إذا خسرت المباراة فبإمكانهم العودة وإلغاء حجوزاتهم، ولكن أنا أثق بفريقي وأدرك أنَّني أمتلك فريقًا رائعًا ولاعبين مميزين وواثق بتأهل فريقي، كما أكنّ للمنتخب السعودي كل الاحترام». وأضاف مبتسمًا: «الخيار يعود لكل شخص بتمديد حجزه، لو كانت إجابتي لهم مختلفة، فهذا ربما يُفهم خطأ وأن هناك مخاوف أو روحًا انهزامية».
بيتار: أحلامنا وصلت عنان السماء
قال بيتار سيجرت مدرب منتخب طاجيكستان إنَّ أحلام الفريق وصلت إلى عنان السماء، إثر تأهله إلى الدَّور ربع النهائي عقب فوزه على الإمارات بفارق ركلات الترجيح 5-3 بعد تعادل الفريقين 1-1.
«الجميع شاهد أنَّ مباراة اليوم كانت رائعة للغاية، منتخب الإمارات لعب بطريقة مميزة وقدموا الأداء الذي يعكس مدى قوتهم، لكننا اجتهدنا وحاولنا أن نبعث الفخر في نفوس الجماهير وهذا ما حصل في النهاية». هنالك الكثير من التفاصيل الفنية التي يمكن سردها عن اللقاء، بعد أن استقبلنا هدفًا في وقت قاتل، شعر اللاعبون بالإحباط الشديد، لكننا استطعنا النهوض على أقدامنا مرة أخرى، وكان لدينا رباطة جأش وانتصرنا في نهاية الأمر، أحلامنا الآن وصلت عنان السماء، لا يمكن وصف مشاعرنا التي لا حدود لها، أنا فخور للغاية باللاعبين الذين جعلوا الشَّعب الطاجيكي يتوحد خلف الفريق الوطني، إنَّها فرحة أمة بأكلمها ونريد مواصلة المزيد من المسيرة العظيمة.
توقعناها مباراة صعبة
قال باولو بينتو مدرب منتخب الامارات عن خروج فريقه من البطولة: كانت هذه المواجهة كما توقعناها صعبة للغاية ضد أحد المنتخبات المنظمة وتحديدًا في الجانب الهجومي، لقد صعَّبوا من مهمتنا في الشوط الثاني من المباراة ونجحوا في تسيير الدقائق حتى الوصول إلى ركلات الجزاء، في الشوط الأول امتلكنا زمام المبادرة منذ البداية، لكن إصابة عبدالله رمضان كانت مؤثر على خططنا، احتجنا لبعض الوقت في التأقلم على المخطط الجديد لشكل الفريق، ثم حاولنا تعويض ذلك بالعديد من التغييرات ولم ننجح في نهاية المطاف. وواصل بينتو حديثه: كانت نتيجة مخيّبة، لكننا حريصون على التحسين في الاستحقاقات المقبلة، أمامنا مهمة خوض منافسات تصفيات كأس العالم، ونتطلع لأن نكون أكثر حيوية ونغير الصورة التي ظهرنا بها في هذه البطولة، منحت كأس آسيا الفرصة لبعض اللاعبين الجدد في اللعب بقميص المنتخب، لدينا بعض الأسماء الواعدة التي يمكن البناء عليها في المستقبل وتشكيل فريق جديد وقوي للمشاركات القادمة».