بيروت ـ وكالات: بدأ سريان وقف إطلاق النار في لبنان حيّز التنفيذ فجر أمس، ليمهد الاتفاق إنهاء الصراع بعد ما يقرب من 14 شهرًا من القتال عبر الحدود بين لبنان وإسرائيل، الذي أودى بحياة الآلاف منذ اندلاعه بسبب الحرب في قطاع غزَّة منذ العام الماضي. ويدعو الاتفاق إلى وقف مبدئي للقتال لمدة شهرين ويطالب خلاله حزب الله بإنهاء وجوده المسلح في جنوب لبنان، في الوقت الذي تعود فيه القوات الإسرائيلية إلى جانبها من الحدود. ومن المقرر أن تقوم لجنة دولية بقيادة الولايات المتحدة بمراقبة الالتزام بالاتفاق.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قد أعلن مساء أمس الأول، أن لبنان والكيان الإسرائيلي وافقا على وقف إطلاق النار، مؤكدًا أن إسرائيل ستسحب قواتها تدريجيًّا على مدى 60 يومًا، مع سيطرة الجيش اللبناني على الأراضي القريبة من الحدود مع إسرائيل. وقبل ساعات من دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، شنَّت إسرائيل موجة عنيفة من الضربات في بيروت وضاحيتها الجنوبية أدَّت إلى استشهاد ما لا يقل عن 24 شخصًا، كما هزت غارة جوية أخرى العاصمة بيروت بعد وقت قصير من إعلان وقف إطلاق النار. من جانبه قال رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري أن الشَّعب اللبناني أبطل مفاعيل العدوان الإسرائيلي.
وأضاف بري في كلمة متلفزة: «نطوي لحظة تاريخية كانت الأخطر على لبنان هددت شَعبه وتاريخه، وأظهرت الحرب وجه لبنان الحقيقي في التلاحم والوحدة الوطنية»، وطالب بري بالإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية.
وشكر رئيس مجلس النواب اللبناني «كل من أسهم في وقف إطلاق النار» وأشار إلى أننا «نطوي لحظة تاريخية كانت الأخطر على لبنان هددت شَعبه وتاريخه»، وناشد برّي «كل الطوائف والقوى السياسية للحفاظ على لبنان أكثر قوة ووحدة». وأفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) أن العدوان الإسرائيلي على لبنان أدى إلى استشهاد أكثر من 240 طفلًا وإصابة حوالي 1400 آخرين، معربًا عن أمله في انتهاء الحرب بعد إعلان وقف إطلاق النار لمدة شهرين.