الجمعة 27 ديسمبر 2024 م - 25 جمادى الآخرة 1446 هـ

رأي الوطن : زيارة تاريخية ومكاسب مرتجاة

الأربعاء - 27 نوفمبر 2024 04:42 م

رأي الوطن

50

تؤكِّدُ زيارةُ «دَولة» الَّتي يَقُومُ بها حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ إلى جمهوريَّةِ تركيا الصَّديقة الَّتي تبدأُ اليوم الخميس تلبيةً للدَّعوةِ الكريمةِ المُوَجَّهةِ إلى جلالتِه من فخامةِ الرَّئيس رجب طيِّب أردوغان رئيسِ جمهوريَّةِ تركيا، على حرصِ جلالتِه على توطيدِ العلاقاتِ الدبلوماسيَّةِ الطيِّبة القائمةِ مع الدّوَلِ الصَّديقةِ والشَّقيقة بعلاقاتٍ اقتصاديَّةٍ واعدة توَحِّدُ المصالحَ، وتُعظِّمُ الاستفادةَ عَبْرَ الحرصِ على تعزيزِ مجالاتِ التَّعاونِ ذاتِ الاهتمامِ المشترك بما يُسهمُ في تحقيقِ التَّطلُّعاتِ والطُّموحاتِ الشَّعبيَّة، ومن هذا المنطلقِ تـأتي زيارةُ جلالتِه لتركيا بمسعَى الارتقاءِ بالعلاقاتِ العُمانيَّةِ التركيَّة نَحْوَ آفاقٍ أرحبَ، حيثُ سيبحثُ جلالتُه ـ أيَّدهُ اللهُ ـ مع فخامةِ الرَّئيس التُّركي كُلَّ ما مِنْ شأنِه تطويرُ أوْجُهِ التَّعاونِ القائمةِ بَيْنَ البلدَيْنِ الصَّديقَيْنِ في مختلفِ المجالات.

تحملُ الزِّيارةُ السَّامية توَجُّهًا نَحْوَ تحقيقِ المزيدِ مِنَ الإنجازاتِ في العلاقاتِ الثنائيَّة والتَّعاونِ التِّجاري والاستثماري والثَّقافي والأكاديمي بَيْنَ البلدَيْنِ الصَّديقَيْنِ، حيث تأتي في سياقِ الزِّياراتِ التَّاريخيَّة بكُلِّ المقاييس. فهِيَ أوَّلُ زيارةٍ رسميَّة بهذا المستوى من جانبِ سلطنةِ عُمانَ في التَّاريخِ الحديثِ للعلاقاتِ بَيْنَ السَّلطنةِ وجمهوريَّة تركيا، إضافةً إلى أنَّها تتزامنُ معَ احتفاءِ البلدَيْنِ بالذِّكرَى الـ(50) لإقامةِ العلاقاتِ الدبلوماسيَّة بَيْنَهما، والَّتي بدأتْ في الـ(18) من يونيو 1973م، كما أنَّها تُعبِّرُ عن رغبةِ القائدَيْنِ جلالةِ السُّلطانِ المُعظَّم، وفخامةِ الرِّئيسِ التُّركي في تعزيزِ مَسيرةِ التَّعاونِ المُثمِر بَيْنَ البلدَيْنِ الصَّديقَيْنِ، ما يُشكِّلُ حرصًا على دعمِ المصالحِ المشتركةِ في مختلفِ المجالاتِ ودفعِها وتوسيعِ آفاقِها.

إنَّ هذه الزِّيارةَ تُمثِّلُ ـ بما لا يدعُ مجالًا للشَّك ـ مستقبلَ العلاقاتِ بَيْنَ البلدَيْنِ، حيثُ ستُشكِّلُ جلسةُ المباحثاتِ الثنائيَّة الَّتي ستجمعُ بَيْنَ جلالتِه ـ أبقاهُ اللهُ ـ وفخامةِ الرِّئيس التُّركي بدايةً لمرحلةٍ جديدةٍ ومميّزة للعلاقاتِ الثنائيَّة، وستضعُ الأُسُسَ القويَّة لبناءِ علاقاتٍ استراتيجيَّة بَيْنَ البلدَيْنِ، بما يخدمُ مصالحَهما المشتركة ويَعُودُ بالنَّفعِ على الشَّعبَيْنِ العُماني والتُّركي، ويُعزِّزُ دَوْرَ البلدَيْنِ في السَّاحتَيْنِ الإقليميَّةِ والدّوليَّة، كما ستشهدُ الزِّيارةُ التَّوقيعَ على عددٍ من الاتفاقيَّاتِ ومذكّراتِ التَّفاهم لِتَعزيزِ التَّعاونِ بَيْنَ سلطنةِ عُمان وجمهوريَّةِ تركيا الصَّديقة في العديدِ من مجالاتِ التَّعاونِ الثنائيَّة بما فيها المجالاتُ السِّياسيَّة والدبلوماسيَّة، والتَّعاونُ الاقتصادي والتِّجاري والمالي والاستثماري، والتَّعاونُ العسكري والتَّصنيعُ الدِّفاعي، والنَّقلُ والاتِّصالات والطَّاقةُ وإدارةُ الطوارئ، والثَّقافةُ والتَّعليمُ العالي والبحثُ العلمي، ومجالاتُ الإعلامِ ووكالاتِ الأنباء، إضافةً إلى مجالاتِ الصحَّةِ والعلومِ الطبيَّة، والعملِ وتنميةِ المؤسَّساتِ الصَّغيرةِ والمُتَوَسِّطة. ويبقَى على القِطاعِ الخاصِّ في البلدَيْنِ الصَّديقَيْنِ تعظيمُ الاستفادةِ من رغبةِ القيادتَيْنِ، والعملُ على تبادلِ الاستثمارات، وإيجادُ شراكاتٍ متنوِّعة لرفْدِ الاقتصاد، فهناك العديدُ من القِطاعاتِ التجاريَّةِ والاقتصاديَّة الَّتي تتوافرُ فيها فرصٌ للتَّعاونِ المشترك بَيْنَ شركاتِ القِطاعَيْنِ العامِّ والخاصِّ في سلطنةِ عُمانَ وجمهوريَّةِ تركيا، ومِنْها على سبيلِ المِثالِ القِطاعِ اللوجستي، كما توجدُ إمكاناتٌ كبيرة لتطويرِ قِطاعِ السِّياحةِ بَيْنَ البلدَيْنِ، فضلًا عن إمكانِ تعزيزِ التَّعاونِ الثنائي في مجالاتِ التَّصنيع، خصوصًا الصِّناعاتِ التَّحويليَّة مِثلَ تصنيعِ المُنتَجاتِ الغذائيَّة، والمُنتَجاتِ البلاستيكيَّة، وغيرها من الصِّناعات، كذلك الحال في قِطاعِ الطَّاقة، وفي قِطاعِ البناءِ والتَّشييد، حيث تُعَدُّ الشَّركاتُ التركيَّة مِن بَيْنِ الشَّركاتِ الرَّائدةِ في هذا المجال، وهناك فرصٌ للتَّعاونِ في المشروعاتِ العقاريَّةِ الكُبرى، والخاصَّة بالموانئِ والمطاراتِ والمستشفيات، وفرصُ نُموٍّ في قِطاعِ الزِّراعةِ وصناعةِ الأغذية، حيثُ يُمكِنُ للشَّركاتِ التُّركيَّة الاستفادةُ من الإمكاناتِ الزِّراعيَّة في السَّلطنةِ، وتوسيعُ نطاقِ التَّعاون في إنتاجِ وتوزيعِ المُنتَجاتِ الزِّراعيَّة والغذائيَّة.