في عام 2012م التقيت صديقًا من اليمن الشقيق في دورة تدريبية عقدت في دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة؛ فأخبرني ذلك الزميل عن دورة تدريبية جيدة كانت ستقام في شهر أكتوبر من ذلك العام في أبوظبي تقدِّمها مدربة كويتية شابة تدعى ليلى كايزن بعنوان: (قانون التوافق الذبذبي)، وهو مفهوم مهمٌّ ينتشر في عدة علوم من بينها: الفيزياء وعلم النفس والتنمية الذاتية.
يرتبط هذا القانون بفكرة أن كل شيء في الكون يهتز أو يتذبذب، وأن التوافق بين هذه الاهتزازات يمكن أن يؤدي إلى نتائج إيجابية، ومن بين فوائده الرئيسية مساعدة الناس على تحديد أهدافهم وتركيز انتباههم وتفكيرهم فيما يسعون لتحقيقه ومراقبة أفكارهم ومشاعرهم في جميع الأوقات.
أطنب الصديق محمد ناجي في ذكر فوائد البرنامج، واتصل بي هاتفيًّا قبل إقامة الدورة فسافرت بالطائرة من صلالة إلى أبو ظبي، فإذا بشابة في العشرينيات من عمرها تتحرك بخفّة على منصة تدريب في قاعة فندقية مكتظة بالحضور. كانت مدة الدورة 10 ساعات موزعة على يومين، تجاوز المبلغ الذي استثمرته لحضور تلك الدورة بين تذاكر سفر ورسوم الدورة ونفقات الإقامة 500 ريال عماني.
كانت الفائدة التي خرجت بها من البرنامج فارقة في حياتي. ومن بين المهارات التي اكتسبتها؛ مراقبة ما يصدر عن عقلي من أفكار وما ينشط في وجداني من مشاعر وأحاسيس؛ لأّنها تتحول إلى موجات ذبذبيّة من الطاقة التي تتحد وتتناظر مع ما يماثلها في الكون فتجذبها إليَّ، وهذا ما يوافق حديث الرسول (صلى الله عليه وسلم):(تفاءلوا بالخير تجدوه)، فوفقًا لهذا القانون فإنَّ كل شيء يتحرك ذبذبيًّا فيصدر موجات من الطاقة تحمل رسالة الإنسان إلى الله وإلى الكون، فعلى كل إنسان يريد أن يوجّه دفة حياته بطريقة إيجابية أن يكون يقظًا وواعيًا بأفكاره ومشاعره؛ حتى يحافظ على نقاء وإيجابية ذبذباته؛ لأن قانون الجذب يستجيب لنشاطك الذبذبي.
تعلَّمت في تلك الدورة الكثير من المبادئ والتطبيقات التي لا تزال مفيدة وفعالة في حياتي، تعلمت أهمية كتابة أهدافي بلغة واضحة وسلسة وعملية، وأن تكون واقعية ومحددة بزمن معيَّن، ثم توجيه بوصلة حياتي إلى الشعور بمعيَّة الله والارتباط بنوره في جميع الأوقات، والتماس توجيهه وتوفيقه لتحقيق أهدافي.
صرت أستحضر في عقلي رسالتي وغاياتي وأهدافي في الحياة وأجعلها في بؤرة انتباهي وتركيزي واهتمامي في جميع أوقاتي وأحوالي.
أدركت أهمية الابتعاد عن الأشخاص السلبيين والمتطيرين والمتشائمين الذين تلتقط أسماعهم وأبصارهم الجوانب السلبية في الحياة.
تعلمت أن أراقب مشاعري باستمرار وأجعلها داعمة وإيجابيّة وأتفاءل بالخير دائمًا، مهما واجهتني من تحديات، فما عند الله خير وأبقى حتى وإن لم أدركه.
اكتسبت حسن الظن بالله سبحانه وتعالى دائمًا في جميع ظروفي وأحوالي، فهو عند ظن عبده به، والإكثار من الدعاء، وأن أعيش دائمًا في معية الله سبحانه وتعالى.
تعلمت أن أراقب مسالك الطاقة حول جسمي وخصوصًا (شاكرًا) الضفيرة الشمسية التي تتموضع ما بين القفص الصدري وإلى الأعلى قليلًا من السرة، وتُدعى عند بعض الباحثين العقل المعوي، فهي تختزن المشاعر والخبرات الانفعالية، وعندما نتعهدها بالتنظيف من خلال العبادة وذكر الله والتفكير والتأمل والتنفس والرياضة؛ فإنها تتحرر وتسمح بمرور الطاقة الإيجابية بسلاسة وانسيابية وينعكس ذلك على صحة الشخص العقلية والروحية والنفسية والعضوية وفي أعماله ومهنته. ومن خلال دراستي وممارستي وخبراتي لهذا القانون الرائع؛ أستطيع القول بأن قانون التوافق الذبذبي هو مجموعة قناعات وأدوات ومهارات وممارسات ترتقي بالوعي الذاتي للشخص والمجتمع لتحقيق التناغم الفكري والوجداني بين ما نريد تحقيقه وضبط تفكيرنا ومشاعرنا على موجات إيجابية من الاهتزاز الذبذبي الذي يجذب النتائج الإيجابية إلى حياتنا.
دـ أحمد بن علي المعشني
رئيس أكاديمية النجاح للتنمية البشرية