مسقط ـ « الوطن»:
قال معالي محمد بن نخيرة الظاهري سفير دولة الإمارات في سلطنة عُمان بمناسبة احتفالات سلطنة عُمان بالعيد الوطني الـ54 المَجيد: تأتي هذه الذكرى العطرة وقد تنامت العلاقات بين البلدين الشقيقين، ووصلت إلى مستويات متقدمة من التعاون والتنسيق في كافة المستويات، إذ يدل على ذلك التنامي في الزيارات المتبادلة لمسؤولي البلدين، والوفود المختلفة التي حطت رحالها في كل من سلطنة عُمان والإمارات العربية المتحدة، حيث تعمل بكل إخلاص من أجل الارتقاء بمستوى العلاقات المشتركة إلى مستويات أرحب ومجالات أوسع، من السياسي للثقافي، مرورًا بالاقتصادي والمجتمعي.
وأضاف معاليه: لعلَّ أبرز وأهم حدث شهدته مَسيرة العلاقات الطيبة بين البلدين خلال العام الجاري، هو زيارة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ إلى دولة الإمارات، والتي تكللت بإعلان عدد من مذكّرات التفاهم والاتفاقيات التي تهدف إلى تعزيز التعاون والانتقال به إلى آفاق أرحب بما يحقق مزيدًا من الخير والازدهار لعلاقات البلدين حاضرًا ومستقبلًا. وقال الظاهري: سبق زيارة جلالته زيارة أخرى لصاحب السُّمو الشيخ محمد بن زايد، رئيس الدولة ـ حفظه الله ـ والتي أظهرت بوضوح التقارب بين الأشقاء في البلدين، حيث حظي خلال الزيارة باستقبال حافل واستثنائي على المستويين الرسمي والشعبي، عكست ما يأمله العُمانيون والإماراتيون من الزيارة، والتي نتج عنها توقيع اتفاقيات تعاون ومذكّرات تفاهم بين البلدين بلغت 16 اتفاقية ومذكّرة تفاهم شملت جميع المجالات الحيوية التي تهم البلدين وبما يعزز التعاون المشترك بينهما، مما يجسد مساعي دولة الإمارات وعزمها الأكيد على تعزيز علاقاتها مع سلطنة عُمان، واستثمار ما بين البلدين من روابط تاريخية وأخوية لدفع مجالات التعاون التنموية إلى فضاءات أرحب من التعاون البناء، على المستويات الاستثمارية الاقتصادية والاستراتيجية السياسية، بما يحقق مصالح البلدين العليا في سياق من المحبة والإخاء والاحترام المتبادل وتقدير مواقف وجهود وأدوار كل منهما على المستويين الدولي والإقليمي. وتبرهن العلاقات بين سلطنة عُمان ودولة الإمارات مدى الاهتمام الكبير الذي توليه قيادتا البلدين للمستقبل والرهان عليه، ومنذ عقود كان الاهتمام بالمستقبل ركيزة ذلك الاهتمام، وبحكمة ووعي القيادتين بطبيعة وخصوصية العلاقة بين سلطنة عُمان والإمارات العربية المتحدة. وتعي كل من سلطنة عُمان ودولة الإمارات قيمتهما بالنسبة للمنطقة والعالم، ولذلك تحرصان على أن ترتقي مستويات الشراكة بينهما إلى حد الكمال، مدفوعتين بتلاحم وترابط شَعبي فريد، شكل رافعة مجتمعية صلبة ومناعة حصينة لنهوض وتماسك العلاقات بين الدولتين، وحفظ الأخوة والمحبة التي تجمعهما على مر التاريخ. واختتم سفير دولة الإمارات حديثه بأن العلاقات العُمانية الإماراتية تمثل نموذجًا ناجحًا للعلاقات الثنائية بين الدول المجاورة، حيث تسعى القيادة في البلدين إلى تعزيز التعاون لما فيه مصلحة الشَّعبين والمنطقة بأسرها، في ظلال من المَحبة والإخاء والاحترام المتبادل.