فـي أيام الوطن المجيدة
مهمة وطنية بحتة .. صراع قوي .. تكافؤ الفرص .. وجماهير الأحمر على الموعد
متابعة ـ صالح البارحي:
بعد أن احتفلت أمس بلادنا الحبيبة بالعيد الوطني الرابع والخمسين المَجيد.. وبعد أن شهدت كافة أرجاء سلطنة عُمان أفراحًا عارمة بهذا اليوم العظيم في تاريخ وطننا الحبيب.. عاد أبناء عُمان مجددًا للبحث عن فرحة وطنية أخرى ولكن هذه المرة من ساحة مُجمَّع السُّلطان قابوس الرياضي ببوشر.. حيث مواجهة عربية مفصلية تجمع منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم مع شقيقه المنتخب العراقي ضمن الجولة السادسة لتصفيات كأس العالم 2026م.. وهي المباراة التي ستفتح للأحمر آفاقًا جديدة نحو البقاء بين كبار العالم والتمسك بالأمل الذي طال انتظاره.. وبات على مقربة من ذلك إن خدم نفسه أولًا وخصوصًا في لقاء اليوم وأن تسانده نتائج الجولات القادمة بإذن الله تعالى.
الثامنة مساء.. موعد انطلاق صافرة بداية طاحنة بين (أبطالنا) و(أسود الرافدين).. في مشهد تكرر أكثر من مرة على ساحة (ملعب الفرح).. وكانت الغلبة فيها للأحمر العُماني في مرات كثيرة.. اليوم لا صوت يعلو فوق صوت (الانتصار) لكلا الطرفين.. فالتعادل أشبه بالخسارة لكليهما خصوصًا وأن هناك منافسًا شرسًا وهم (النشامى) الذين ينتظرون نتيجة اليوم بفارغ الصبر حتى يفتحوا لأنفسهم مساحة أفضل عن الوضع الحالي.. النقاط الثلاث بمثابة كنز ثمين لا يقدر بثمن.. والتفريط فيها يعني العودة لحسابات جدًّا معقدة في قادم الأيام ومن الممكن أن لا تقف في صفنا لفترة أطول.. وهذا أمر لا نتمنى مشاهدته اليوم، بل على العكس نتمنى أن نرى (مسيرات) فرح جديدة تعيشها الجماهير العُمانية المتحفزة لهذه اللحظة بكل ترقب وانتظار.
مهمة وطنية
مباراة اليوم أمام العراق هي مهمة وطنية بحتة، وهي مهمة لا تقبل القسمة على اثنين، حيث الجميع ينتظر فرحة فوز في توقيت مهم للغاية، توقيت وظروف إيجابية ليس لها مثيل، فالمنتخب في نشوة الانتصار على فلسطين مساء الخميس الماضي، وهو الفوز الذي أعاد الكثير من الأمل في أن يكون الأحمر منافسًا على البطاقة الثانية المؤهلة للمونديال بشكل مباشر، خصوصًا بعد تعادل العراق منافسنا اليوم والأردن الذي سنستضيفه في مسقط بالعام القادم إن شاء الله تعالى.
ودائمًا عندما نتحدث عن الوطن، فإننا نعرج على كافة الأطياف التي ستساند نجاح هذه المهمة، حيث نبدؤها باللاعبين الذي يجب أن يتناسوا الظروف المحيطة باللقاء وأن يقدموا ملحمة وطنية متكاملة الأطراف، وأن يكونوا في الموعد ويقاتلوا في أرضية الميدان من أول دقيقة وحتى آخر ثانية من عمر المباراة، وهم على ذلك قادرون بإذن الله تعالى، في المقابل هناك مهمة كبيرة أخرى تقع على عاتق الجماهير العُمانية التي يجب عليها التعامل مع المباراة بحذر شديد ودعم اللاعبين بشكل متوازن وفي الوقت المناسب لكل حالة، فالتأثير الجماهيري سواء كان سلبيًّا أو إيجابيًّا له بالغ الأثر في نفسيات اللاعبين، ولا أتمنى أن أشاهد ذلك المشهد الذي شاهدته في مدرجات الملعب بين شوطي مباراة فلسطين، حيث ذلك الخروج الغريب للجماهير العُمانية من الملعب والتفرغ لتلك النعرات الغريبة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والتي كانت تحمل الكثير من التهكم على الأداء في الشوط الأول، فيجب علينا التكاتف والتعاضد مهما مرت على المباراة من ظروف وتقلبات، فالهدف يأتي في ثوانٍ، ونتائج المباريات لا يحكمها المستوى بل تحكمها الأهداف وهذا ما حدث في لقاء فلسطين الأخير.
وعلى الجهاز الفني لمنتخبنا الابتعاد عن (التأليف) و(الفلسفة) الفارغة التي شاهدناها في مباراة الأردن والشوط الأول لمباراة فلسطين، والتي أسهمت بشكل مباشر في ظهور الأحمر بذلك الشكل غير المستحب بطبيعة الحال، فالواقع يفرض نفسه، واللاعب المؤثر يبقى مؤثرًا وركنًا أساسيًّا بعيدًا عن ارتكاب مثل تلك الأخطاء الكارثية في قراءة المواجهتين بشكل واضح.
لا مجال
دائمًا نكرر عند الحديث عن مباريات منتخبنا أمرًا معينًا، وهو ظاهرة ضياع الفرص وعدم استغلالها في مرمى الفريق المنافس، وهذا أمر سلبي للغاية قد يحبط تطلعاتنا جميعًا، وهو أمر غير مستحب بطبيعة الحال، وهذا ما استمر عليه لاعبونا في مباراة فلسطين التي كادت أن تطير في غمضة عين لولا الاندفاع القوي للصبحي وتعامل الغساني مع الكرة المرتدة من الحارس، ولا أجدني ألتمس أي جديد في هذا الجانب الذي صاحب الفريق في مناسبات كثيرة سابقة، وحتى في هذه التصفيات شاهدناها أمام العراق في البصرة ثم أمام كوريا الجنوبية في مسقط، وحتى الكويت التي تمكنا فيها من تسجيل رباعية نظيفة شهدت ضياع فرص كذلك، وأكمل على ذلك لقاء فلسطين، وبات على الغساني والصبحي وكل من يوجد في مركز الهجوم أن يعلموا تمامًا بأن مباراة اليوم لا تقبل أي هفوة ولا تقبل أي تعامل سلبي مع الفرص المتوقع أن تكون قليلة أمام العراق الذي يأمل أن يخرج بأقل الخسائر من لقاء اليوم، فلا نتمنى مشاهدة ما حدث في تلك اللقاءات التي أشرنا إليها أعلاه.
في المقابل، شاهدنا أخطاء دفاعية ما زالت مستمرة في منتخبنا ولولا براعة إبراهيم المخيني وقبله أحمد الخميسي لحدث ما لا يحمد عقباه في أمسية الخميس المنصرم، وعلى لاعبينا التركيز والانضباط وعدم لعب الكرات العالية لأسباب معروفة للجميع وهي فارق البنية الجسمانية بين لاعبينا ولاعبي المنتخب العراقي، ومراقبة مفاتيح اللعب التي تكمن في أيمن حسين وابراهيم بايش على وجه التحديد، ولا ننسى بأن خط الدفاع العراقي بطيء وهو مكمن ضعف أسود الرافدين وعلينا الضغط عليه بشكل رئيسي لتحقيق الهدف المنشود من المباراة.
صافرة إماراتية
أسندت لجنة الحكام في الاتحاد الدولي لكرة القدم لطاقم تحكيم إماراتي قيادة مباراة اليوم لمنتخبنا الوطني أمام العراق بقيادة الدولي عمر محمد آل علي ويساعده محمد الحمادي وجاسم آل علي والحكم الرابع سلطان محمد الحمادي، بينما سيكون في غرفة تقنية الفيديو «الفار» الحكم محمد عبيد ويساعده صقر حمدان الزعابي، وسيراقب الحكام القطري جاسم الهيل بينما مراقب المباراة الإندونيسي روني جون سوهاتريل، وسيكون مسؤولًا عن تقنية الفار الأوزبكي شيريل جانالاييف.
أحمر وأبيض
سيرتدي لاعبو منتخبنا في مباراة اليوم الزي المعتاد وهو الأحمر الكامل باستثناء حراس المرمى الذين يرتدون اللون الأسود الكامل كذلك، فيما يرتدي لاعبو العراق اللون الأبيض الكامل وحراس المرمى باللون الأصفر الكامل.
الزدجالي: نسعى للفوز لإهدائه للشعب العماني بمناسبة العيد الوطني
قال حسين الزدجالي إداري منتخبنا الوطني عن مواجهة اليوم: ندخل المباراة بشعار الفوز فقط وتجاوز المنتخب العراقي والدخول في حسبة جديدة والتقدم في جدول الترتيب، كل اللاعبين في جاهزية تامة ويدركون أهمية المباراة خصوصًا وأنها تأتي في أيام وطنية، ونتمنى أن نقدم الفوز هدية للشَّعب العُماني بمناسبة العيد الوطني المَجيد.