تحتفلُ سلطنةُ عُمانَ في هذه الأيَّامِ المباركة بالعيدِ الوطنيِّ الـ(54) المَجيد، حيثُ تُعبِّرُ هذه المناسبةُ الغالية على قلبِ كُلِّ عُماني عن مراحلَ مُهِمَّةٍ في تاريخِ السَّلطنة، مراحلَ ستظلُّ خالدةً في النُّفوسِ والعُقول، قَبْلَ صفحاتِ التَّاريخ. فالشَّوارعُ المُزدانةُ بالأعلامِ والمَسيراتِ الاحتفاليَّة هُنَا وهناك تُعبِّرُ في الأساسِ عن شعورٍ كامنٍ لدَى كُلِّ مواطنٍ يَحْيَا على هذه الأرضِ الطيِّبة بالانتماءِ والولاءِ لهذا الوطنِ المعطاء، والشُّكرِ والعرفانِ للقيادةِ الحكيمة لحضرةِ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظهُ اللهُ ورعاهُ ـ على ما تُقدِّمُه من رُؤى تُجدِّدُ النَّهضةَ المُباركة، الَّتي أسَّسها المغفورُ له بإذنِ اللهِ تعالى السُّلطانُ قابوس بن سعيد المُعظَّم ـ طيَّب اللهُ ثراه ـ، والَّتي أعادتِ الألَقَ والمكانةَ لعُمانَ.
إنَّ كُلَّ يومٍ تشرقُ فيهِ الشَّمسُ على سلطنةِ عُمانَ يُعَدُّ عيدًا وطنيًّا؛ نظرًا لحالةِ البناءِ المستمرَّة، الَّتي لم تنقطعْ يومًا، فهذه الأرضُ الطيِّبة الَّتي تنعمُ بالأمنِ والأمانِ والاستقرارِ بفضلِ قيادتِه الحكيمة، وإصرارِ أبنائِها على مواصلةِ المنجزاتِ في مسارِ التَّنمية الشَّاملةِ الَّتي رسمَها قائدُ نهضتِها المُتجدِّدةِ جلالةُ السُّلطانِ هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظهُ اللهُ ورعاهُ ـ وَفْقَ رؤيةٍ ثابتةٍ ومُحكمة للمُضيِّ قُدُمًا في مختلفِ المجالاتِ والحفاظِ على ما تَحقَّقَ مِنْ مُكتَسَباتٍ في عهدِ خيرِ السَّلفِ السُّلطانِ قابوس بن سعيد ـ طيَّبَ اللهُ ثراه ـ، فأبناءُ عُمانَ كانوا ولا يزالونَ لَهُمُ الدَّوْرُ الأساسُ فيما تَحقَّقَ من تقدُّمٍ يَشهدُ به العالَمُ أجمعُ.
وبهذِه المناسبةِ الغاليةِ على قُلوبِنا جميعًا نتوَجَّهُ بأسْمَى مَعاني الشُّكرِ والعرفانِ لِمُجدِّدِ نهضةِ عُمانَ قائدِنا المُفدَّى جلالةِ السُّلطانِ هيثم بن طارق ـ أيَّدُه الله ـ حيثُ كانَ حرصُه السَّامي على مواصلةِ كافَّةِ مؤسَّساتِ الدَّولةِ تجويدَ الأعمالِ المنوطةِ بها، وتهيئةَ الظُّروفِ الملائمةِ للارتقاءِ بمستوى الأداءِ على كافَّةِ الأصعدة، ما كانَ لَهُ أثَرٌ عميقٌ خلالَ السَّنواتِ الخمسِ الماضية، حيث أسْهَمَ هذا الحرصُ السَّامي بشكلٍ ملحوظٍ وماثلٍ للعيانِ في تحقيقِ نجاحاتٍ مختلفة في مستهدفاتِ الرُّؤية الوطنيَّة «عُمان 2040»، والَّتي تُشكِّلُ منطلقًا لِتَحقيقِ كافَّةِ الأهدافِ الوطنيَّةِ للوصولِ إلى مستقبلٍ أفضلَ، حيثُ تواصلُ سلطنةُ عُمانَ في ظلِّ القيادةِ الحكيمة لجلالةِ السُّلطانِ مَسيرتَها نَحْوَ مستقبلٍ واعدٍ ومشرقٍ لِتَحقيقِ ما تَصبُو إِلَيْه من تقدُّمٍ ملحوظٍ ونُموٍّ شاملٍ عَبْرَ المزيدِ من الإنجازاتِ الَّتي تُحقِّقُ تطلُّعاتِ كُلِّ مَنْ يَعيشُ على هذه الأرضِ الطيِّبة.
ولعلَّ لُغةَ الأرقامِ لا تكذبُ، حيث تمكَّنتِ السَّلطنةُ مِنْ تحسينِ أدائها الاقتصاديِّ والماليِّ، وخفضِ المديونيَّةِ، وزيادةِ النَّاتجِ المحلِّيِّ الإجمالي؛ حيثُ سجَّلتِ الإيراداتُ العامَّةُ للدَّولة حتَّى نهاية أغسطس 2024م نَحْوَ (8) ملياراتٍ و(106) ملايين ريالٍ عُماني، مرتفعةً بنَحْوِ (183) مليونَ ريالٍ عُماني مقارنةً بتسجيلِ (7) ملياراتٍ و(923) مليونَ ريالٍ عُماني في الفترةِ ذاتِها من عام 2023م، وحقَّقتِ الميزانيَّةُ العامَّة للدَّولةِ حتَّى شهرَ أغسطس 2024م فائضًا بنَحْوِ (447) مليونَ ريالٍ عُماني، مع انخفاضِ محفظةِ الدَّيْنِ العامِّ بنهايةِ الرُّبعِ الثَّالثِ من عام 2024م إلى (14.4) مليار ريال عُماني مقارنةً بـ(20.8) مليار ريال عُماني في عام 2021م، ونجحتْ في خفضِ نسبةِ الدَّيْنِ العامِّ إلى النَّاتجِ المحلِّي الإجمالي من (62.3) بالمئةِ في عام 2021م إلى (35) بالمئةِ في منتصفِ عام 2024م، وقد أدَّى ذلك إلى تحسُّنِ التَّصنيفِ الائتماني من قِبَلِ وكالاتِ التَّصنيفِ الائتماني بشكلٍ لافتٍ للمُراقِبِينَ والخبراءِ الاقتصاديِّين والماليِّين العالَميِّين، فما تمَّ إنجازُه في السَّنواتِ القليلةِ الماضية والَّذي أكَّدتْه الأرقامُ الموثوقة، سيكُونُ صفحةً مضيئةً أُخرى من صفحاتِ التَّاريخِ العُماني ونهضتِه المباركة.