السبت 23 نوفمبر 2024 م - 21 جمادى الأولى 1446 هـ

العلاقة بين القيادة والشعب نموذج نهضة تتجدد

العلاقة بين القيادة والشعب نموذج نهضة تتجدد
إبراهيم بدوي
الاثنين - 18 نوفمبر 2024 04:01 م

إبراهيم بدوي

يأتي الاحتفال الرَّسمي والشَّعبي بالعيد الوطني العُماني المَجيد، في الثامن عشر من نوفمبر من كُلِّ عام، تأكيدًا على حالة التَّرابط والتَّلاحم والتَّضافر الَّتي يعيشها الشَّعب العُماني مع قيادته، فأنا كمُقيم في هذه الأرض الطيِّبة لسنواتٍ طويلة، ومتابعٍ للاحتفالات الَّتي تصاحبُ المناسَبة العظيمة، أعدُّ أكثر مَن يلمسُ هذه الحالة الفريدة، سواء أثناء حُكم المغفور له بإذن الله تعالى السُّلطان قابوس بن سعيد ـ رحمة الله عَلَيْه ـ أو في ظلِّ القيادة الحكيمة لجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ. فمنذُ أن وطئتْ قدَمي سلطنةَ عُمانَ وأنا أرَى الفرحةَ المتفرِّدة في نفوس الزملاء والأصدقاء العُمانيِّين، وأراهم يُعبِّرون عن انتمائهم وحُبِّهم لهذا الوطن المعطاء، حاملين أسْمَى مَعاني الشُّكر والعرفان لقيادتهم السَّابقة واللاحقة.

إنَّ العُماني وهو يحتفلُ بهذه المناسبة أراهُ يمزجُ الشُّعور بالعزَّة والكرامة، مع الامتنان الكبير للقيادة، على ما تُقدِّمه من رؤى وجهود تحرصُ على بناء المواطن العُماني، خصوصًا وأنَّ نهضته المباركة، قامت على بناء الإنسان كأداةٍ وغايةٍ لِيستمرَّ التقدُّم، ويعلوَ البنيان، فصدقًا رأيتُ هذه الدَّولة بقيادتها طوال الوقت تمنحُ مواطنيها وتستثمرُ فيهم بالجهد والمال والعِلم النَّافع؛ بهدفِ بناء الشَّخصيَّة العُمانيَّة الَّتي تُواكبُ العصر وتتمسَّك بموروثاتها، لذا فلهُمُ الحقُّ أن يفخروا بالإنجازات الكبيرة الَّتي حوَّلتْ وطنَهم من حالةٍ إلى حالةٍ أُخرى من التَّقدُّم والتَّحضُّر والرُّقي، لا ينكرُها إلَّا جاحد أو غير مُنصِف، خصوصًا وهي نهضة تتواصل برسوخٍ، لكنَّها تتجدَّد بتطوُّرٍ ملحوظ، في ظلِّ القيادة الحكيمة لجلالة السُّلطان المُعظَّم، الَّذي يسعى انطلاقًا من رؤية «عُمان 2040» لِتَحقيقِ مستقبلٍ أفضلَ لأبناءِ عُمان في كافَّة القِطاعات والأصعدة.

لقد أضحَى الـ(18) من نوفمبر على مدار (54) عامًا ذِكْرَى محفورةً في نفوسِ أبناءِ عُمان؛ نظرًا لِمَا تمَّ إنجازُه من طفراتٍ كُبرى على كافَّة الأصعدةِ السِّياسيَّة والاجتماعيَّة والاقتصاديَّة، على الرَّغم من كافَّة التَّحدِّيات والأزمات، إلَّا أنَّ الإرادة العُمانيَّة ـ قيادةً وشَعبًا ـ أبَتْ إلَّا أن تُحقِّقَ أهدافها، خصوصًا في السَّنوات القليلة الماضية، الَّتي لا يخفَى على الجميع حجمُ المعضلات الَّتي شهدَها العالَم أجمع خلالها، لكن بفضلِ التَّناغم والثِّقة المتبادلة بَيْنَ القيادة العُمانيَّة وشَعبِها الأبي، وهي جوهرُ الإنجاز وأساسُه، الَّذي لم يختلفْ طوال عصرِ السُّلطان قابوس ـ طيَّب الله ثراه ـ وبَيْنَ عصرِ قائد البلاد السُّلطان المُعظَّم هيثم بن طارق، فاللحمة كانت ولا تزال العنوان الرَّئيس الَّتي تَقُودُ البلاد من ضيق الأوضاع لرحابةِ الإنجاز. ولعلَّ هذه العلاقةَ الخاصَّة هي الَّتي جعلتِ الشَّعبَ العُماني يؤمن بقابوسه حيًّا، وفي اختياره لخليفتِه مَيتًا، ولم يخلفِ القائدُ الجديد ظنَّ شَعبِه فيه، حيث حرص جلالته ـ أبقاه الله ـ منذُ تسلُّمه مقاليدَ الحُكم على المُضي بنَفْسِ الخُطَى النهضويَّة، وتعهَّد ـ أعزَّه الله ـ بالمُضيِّ قُدُمًا نَحْوَ تجديد مَسيرة النَّهضة المباركة، بما يملكُه من رؤى سديدة، تدرك معضلات الحاضر وتحدِّياته، وتستشرف المستقبل حاملةً طموحات الشَّعب العُماني الأبي صوبَ أعْيُنِها، مدركةً لاحتياجاتِه وتطلُّعاته. وتخطَّى تأثير التَّخطيط السَّامي السَّليم والتَّنفيذ المُتقن الَّذي تمَّ بسواعدِ شَعبِه الفتيَّة سقفَ الطُّموحات والتوقُّعات في الدَّاخل والخارج؛ لِتنطلقَ عُمانُ الحبيبةُ مجددًا نَحْوَ طريقِ النُّهوض الوطني الَّذي يصنع المستقبل المأمول.

فكُلُّ عامٍ وسلطنةُ عُمان وسلطانُها وشَعبُها الأبي بخير وسعادة وسلام واستقرار.

إبراهيم بدوي

[email protected]