بطموح يعانق عنان السماء
الفوز مفتاح «المونديال».. وتذاكر الدخول تنفد.. والجماهير العراقية تتوافد بكثافة
متابعة ـ صالح البارحي:
بمعنويات النصر وطموحات المونديال، ووسط فرحة بلادنا الحبيبة بأيام نوفمبر المجيد، ورفقة جماهير وفية تحط رحالها أينما حل الأحمر العماني وارتحل، ودعوات صادقة بأن يكون طريق المخيني ورفاقه مكللا بالنجاح، وكما يقال (دربك أخضر)، ينهي منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم مساء اليوم استعداداته المكثفة لمواجهة العراق غدا ضمن تصفيات المرحلة الثالثة المؤهلة لكأس العالم 2026م، وذلك عبر حصته التدريبية الرئيسية على ساحة مجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر، وهي الحصة التي ستحدد الكثير من ملامح خطة اللعب التي سيخوض بها منتخبنا مواجهته الصعبة والهامة للغاية أمام اسود الرافدين..
حيث التطلعات والأماني كلها تنصب على تحقيق النقاط الثلاث حتى يستمر المشوار نحو التواجد بين كبار العالم للمرة الأولى بإذن الله تعالى.
حصة اليوم، لن تخلو من الكثير من النقاط الرئيسية والتي ستحدد مهام كل لاعب، ومكامن قوة وضعف المنتخب العراقي، وأسلوب اللعب الذي قد يربك حسابات كاساس ويدخله في حسابات معقدة في المباراة وبعد المباراة، ناهيك عن معالجة الأخطاء التي وقع فيها لاعبونا سواء في الخط الخلفي أو الخط الأمامي في مباراة فلسطين ... والتي فتحت لنا بل أعادت لنا الأمل من جديد في صراع الكبار نحو المونديال العالمي الذي سيكون خير خاتمة للعديد من اللاعبين في القائمة الحالية، وهم الذين يقودون هذا الحلم بطبيعة الحال لما يمتلكونه من خبرات وقدرات وآمال في أن تكون آخر محطاتهم هي المونديال العالمي والتواجد بين الكبار.
دروس من لقاء فلسطين
هناك دروس كثيرة يجب الاستفادة منها حدثت في مباراة فلسطين، وباعتقادي أنها واضحة المعالم وباتت مكشوفة للوسط الرياضي والجماهير جميعا، وبات من المهم الإسراع بشتى الطرق في التعامل معها بالصورة المناسبة قبل خوض مباريات الإياب في التصفيات، ولعل ما صاحب مباراة فلسطين أمرين تكررا للمرة الثانية بعد مباراة الأردن في العاصمة عمّان، حيث تراجع الأداء بشكل واضح في الشوط الأول تحديدا دون تدخل من الجهاز الفني الذي ظل واقفا وكانت تدخلاته بمثابة توجيهات من أجل التوجيهات فقط،لكنها لم تظهر نتائجها إطلاقا بل استمر الوضع كما هو عليه خاصة وأن تلك التوجهيات (إن حدثت) لم تكن جوهرية لحل المشكلة.
اضف إلى ذلك، فإن مباراة الأردن شهدت تراجع عطاءات عدد من كبير من اللاعبين ساهم في ذلك الظهور الباهت في الشوط الأول على وجه التحديد، وهو ما تكرر في الشوط الأول بمباراة فلسطين لولا تألق إبراهيم المخيني والخميسي على وجه التحديد لكان الوضع قد تغير، العامل المشترك بين الحدثين هو عدم قدرة المدرب في الخروج من ذلك الوضع والاستمرار فيه بذات الوضع ، ناهيك عن التشكيل الذي دخل به المدرب المباراة كان مستغربا خاصة في ظل وجود ارشد العلوي خارج التشكيلة وهو أحد مفاتيح اللعب الرئيسية في الفريق، فهو يصنع التوازن المطلوب في وسط الملعب ويصنع الفرص التهديفية كذلك، ولا أعلم ما هي قراءة المدرب للشوط الأول من فلسطين حتى يظهر المنتخب بذلك الشكل الذي تسبب في مغادرة عدد من الجماهير لمدرجات المباراة.. فهل يستمر التخبط كما هو في لقاء العراق !! خاصة وأن نزول ارشد أحرج المدرب بعد أن صنع 3 فرص سهلة للتسجيل من لمسة واحدة وبدون تكلف وعناء.
فيما تواصل مسلسل ضياع الفرص في اللقاء وهو ما كاد يفقدنا أهم ثلاث نقاط، وأعتقد بأن هذا الجانب يحتاج إلى الكثير من الجهد لكي تنجح في تسجيل الأهداف في شباك المنافسين، أهمها ثقة اللاعب في نفسه وعدم الارتباك، بالإضافة إلى التركيز قبل لعب الكرة، ناهيك عن اختيار الزاوية والمكان الصحيح لوضع الكرة، أما ما يحدث أمامنا فهو أمر محبط واستمراره يعني أنه ليس هناك أي تدخل فني لإصلاح ما نراه أمامنا يتكرر وفي مناسبات كثيرة سبق وأن ضاعت معها أحلامنا هباء منثورا!.
تدريب وحيد
اكتفى كاساس مدرب المنتخب العراقي بإجراء حصة تدريبية واحدة في مسقط استعدادا لمواجهة منتخبنا، حيث سيخوض اسود الرافدين حصة التدرب اليوم على ساحة مجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر وهو التدريب الرئيسي الذي حدده كاساس، علما بأنه خاض حصة تدريبية مساء امس على ملاعب المدينة الرياضية بالبصرة قبل المغادرة إلى مسقط، والتي تابعها النائبُ الثاني لرئيسِ الاتحاد يونس محمود، وعضو الاتحاد العراقيّ أحمد الموسوي، وشارك فيها جميعُ اللاعبين الـ 26.
المنتخب العراقي سيخسر مجهودات مصطفى سعدون بسبب تراكم الإنذارات، فيما عدا ذلك فهو في قمة الجاهزية التي خاض بها مباراته الأخيرة امام الأردن والتي انتهت سلبيا في البصرة، وصاحبت نتيجة المباراة سخط جماهيري وإعلامي كبير على عطاءات الفريق وبالأخص مدربه الأسباني كاساس الذي كان مذعورا في المباراة كما وصفه الاعلام العراقي هناك.
جاهزية تامة
الأحمر في جاهزية تامة، معنويا أو فنيا، لا إصابات ولا قلق، الكل على أهبة الاستعداد وينتظر شارة البدء لمواجهة تحديد المصير الهامة جدا أمام اسود الرافدين، الجميع في التدريبات يبذل قصارى جهده، حتى يضمن له مقعدا في التشكيلة، وهذا هو الأمر المحفز للوسط الرياضي وللمسؤولين واللاعبين أنفسهم، خاصة وأن العطاءات أصبحت متصاعدة مع كل اختبار، وباعتقادي أن الاختبار العصيب الذي مر به منتخبنا في مواجهة فلسطين كان كفيلا بأن يخرج اللاعبين من دائرة الشك، وبالتالي يجب البناء عليه بأنه مفتاح رئيسي للتواجد بين الكبار، خاصة وأن لقاء المنافسين المباشرين بالنسبة للأحمر العماني وهما العراق والأردن سيكونان على ساحة مجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر، وهذا في حد ذاته عامل مهم للغاية في كسب النقاط الست وبالتالي خلط الأوراق تماما في مجموعة العرب. مواجهة الغد واحدة من أهم المواجهات التي تمر بها الكرة العمانية لأسباب عديدة، فأولها هي مع واحد من المنافسين المباشرين على وصافة المجموعة وتخطي عقبته يعني أنك تقترب من حلمك أكثر فأكثر، حيث ترفع رصيدك إلى (9) نقاط وسيتوقف رصيد منافسك عند نقاط (8)، ثانيا ستدخله في دائرة الشك وتزيد عليه عامل الضغط النفسي وعلى مدربه ولاعبيه وجماهيره على حد سواء، إضافة إلى أن مواجهة الطرف الآخر وهو المنافس المباشر لك -–كذلك -–وهو الأردن ستكون على ملعبنا وبين جماهيرنا، وهذا أمر في قمة الأهمية بالنسبة للأحمر العماني في مشواره الذي نتمنى أن يكلل بالنجاح في نهاية المطاف، لذا فإن ما علينا فعله هو التمسك بالحلم حتى النهاية والعمل على الاستفادة من كل النقاط الممكنة على ارضنا وبين جماهيرنا..
نفاد التذاكر
أهمية المباراة والنقاط الثلاث، إضافة إلى الفوز الذي حققه الأحمر في مباراة فلسطين وعودة الحلم، تسببت في نفاد تذاكر دخول مباراة الغد أمام العراق بالنسبة للجماهير العمانية التي تهافتت لضمان تذكرة الدخول للمباراة، فالكل يدرك أهمية النقاط الثلاث خاصة وأنها مع فريق منافس مباشر لمنتخبنا في حلم التأهل، ناهيك عن لقاء العراق له طابع خاص بسبب تواجد جالية عراقية كبيرة في السلطنة، ستساند أسود الرافدين بقوة ما يجعل اللقاء مثاليا للغاية داخل وخارج الملعب، اضف إلى ذلك وجود المباراة في منتصف الأسبوع، أي أن من يعمل في مسقط من الولايات الأخرى سيكون متواجدا إضافة إلى التوقيت الجيد لموعد المباراة.
كل هذه العوامل، ستكون مساندة للفريق الأحمر بإذن الله تعالى، وسيكون الجميع نبضا واحدا لتحقيق الحلم التاريخ الذي طار من بين أيدينا في مناسبات سابقة رغم اقترابنا منه.
الجمهور العراقي يصل
الجماهير العراقية قدمت إلى ارض السلطنة خلال اليومين الماضيين، وظهرت بكثافة في محافظة مسقط، خاصة بعد التسهيلات التي منحتها سلطنة عمان للأخوة العراقيين القادمين إلى السلطنة لمساندة منتخب بلادهم في مباراة هامة ومفصلية، ناهيك عن الجالية العراقية المتواجدة في مختلف مناطق السلطنة والتي ستشكل رفقة الرابطة الرسمية دعما كبيرا لأسود الرافدين في مباراة الغد .