تنسيق فاعل ومتواصل مع مجلس الوزراء لتحقيق الأولويات الوطنية
أدوار مجتمعية لتعزيز الوعي حول العمل التشريعي وثقافة المشاركة التشريعية
مسقط ـ « الوطن»:
أسْهَمَ مجلس الدولة في دعم مسيرة التنمية الوطنية الشاملة، واستشراف المستقبل لتحقيق الإنجازات التي ينعكس أثرها الإيجابي على البلاد، وذلك من خلال ممارسة مهامه واختصاصاته التشريعية.
كما أسْهَمَ خلال فتراته المتعاقبة في تعزيز الركائز الأساسية لبناء التنمية الشاملة في مختلف المجالات، وعمل كإحدى المؤسسات التشريعية متكامل مع أجهزة الدولة المختلفة التي يرعاها حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ ويعتبر شريكًا أساسيًّا في منظومة الدولة.
وبناءً على الأوامر السامية لحضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم - حفظه الله ورعاه - افتتح مجلس الدولة يوم الأحد الموافق 10 نوفمبر الجاري أعمال دور الانعقاد العادي الثاني من الفترة الثامنة (2023-2027م)، عملًا بأحكام المادة (38) من قانون مجلس عُمان، التي تنص على أن (يكون لمجلس عُمان دور انعقاد عادي لا يقل عن ثمانية أشهر في السنة، ويُعقد بدعوة من السُّلطان خلال شهر نوفمبر من كل عام).
نشاط وتعاون
يضطلع مجلس الدولة الذي عقد خلال دور الانعقاد الأول من الفترة الثامنة (5) جلسات، بمسؤولية ودور مهم من خلال المساهمة في تعزيز النهج التشريعي في صنع القرار، وتفعيل التعاون مع الحكومة للإسهام في دعم المسيرة التنموية، لتحقيق الأولويات الوطنية التي رسمتها الرؤية المستقبلية (عُمان 2040).
وقد ناقش مجلس الدولة خلال جلساته الخمس التي عقدها خلال دور الانعقاد الأول من الفترة الثامنة، (مــشروع الميزانية العامة للدولة للسنة المالية 2024م)، و(مشروع قانــون حماية الودائع المصرفية)، و(مشروع قانون تنظيم الاتجار في الاحياء الفطرية)، و(مشروع قانون الإعلام)، كما عقد مجلس الدولة جلسة مشتركة مع مجلس الشورى، تم خلالها مناقشة المواد محل الاختلاف في عدد من مشروعات القوانين المحالة من الحكومة، وذلك إعمالًا لحكم المادة (49) من قانون مجلس عُمان رقم:(7/2021).
وضمن اجتماعات مكتب المجلس خلال دور الانعقاد العادي الأول من الفترة الثامنة، فقد عقد المكتب (6) اجتماعات استعرض فيها (59) موضوعًا، واستضاف خلال دور الانعقاد الأول عددًا من رؤساء اللجان الدائمة بالمجلس؛ وناقش ردود مجلس الوزراء بشأن بعض الموضوعات المحالة من مجلس الدولة، وجملة من التقارير والرسائل الواردة للمجلس من عدد من الجهات، وبلغ إجمالي القرارات المتخذة من قبل مكتب المجلس (34) قرارًا في الموضوعات التي ناقشها، و(6) استضافات.
كما قرر مكتب المجلس تشكيل ثلاث لجان خاصة منها: اللجنة الخاصة لدراسة (مضامين الخطاب السامي في افتتاح دور الانعقاد الأول من الفترة الثامنة لمجلس عُمان)، واللجنة الخاصة لدراسة (آلية تنويع مصادر الدخل في سلطنة عُمان)، واللجنة الخاصة لدراسة (دور المستنبطات النباتية في تعزيز الاقتصاد المحلي، تحليل الفرص والتحديات)، ووافق مكتب المجلس على (5) مقترحات تقدمت بها اللجان الدائمة لدراستها خلال الفترة الثامنة.
وعقدت اللجان الدائمة بالمجلس والخاصة واللجان الفرعية المنبثقة عنها، خلال دور الانعقاد العادي الاول من الفترة الثامنة، أكثر من (163) اجتماعًا، وناقشت العديد من الموضوعات المحالة إليها، إضافة الى المقترحات المقدمة من قبلها، وتخلل هذه الاجتماعات (38) استضافة لعدد من المسؤولين والمختصين بالجهات ذات العلاقة بالموضوعات التي تدرسها اللجان. وعقدت اللجان المشتركة مع مجلس الشورى (3) اجتماعات ناقشت خلالها مواد الاختلاف بشأن (مشروع قانون حماية الودائع المصرفية)، و(مشروع قانون تنظيم الاتجار في الأحياء الفطرية)، و(مشروع قانون الإعلام).
تعزيز التنسيق بين المجلس والحكومة
سعيًا لاستمرارية مسيرة البناء التي تشهدها سلطنة عُمان في كافة المجالات وصولًا إلى المزيد من النماء للوطن، وفي إطار التنسيق المشترك لمجلس الدولة مع مجلس الوزراء الموقر يعقـــد المجلســان في كل دور انعقـــاد اجتماعـــات تشاورية، وذلك لبحث أوجه التعـــاون بينهما.
وفي هذا الجانب فقد عقد اللقاء المشترك بين مجلس الوزراء وأعضاء مكتب المجلس خلال دور الانعقاد العادي الأول، والذي تم خلاله التأكيد على أهمية تضافر كافة الجهود الرامية إلى إعلاء المصلحة العليا للوطن، وضرورة تعزيز الشراكة بين الحكومة والمجلس، كما تم الاتفاق على مواصلة قيام المجلس بالتوعية المجتمعية الهادفة. وهذا ما يتناسق مع دور مجلس الدولة الوطني الذي يعمل باتساق مع مؤسسات الدولة الأخرى بما يكفل التعاون المشترك.
مشاركات خارجية
وبمشاركة مجلس الدولة وأعضائه في الاجتماعات والمؤتمرات التي تنظمها المنظمات والاتحادات البرلمانية فقد سجل المجلس حضورًا فاعلًا في المحافل الإقليمية والدولية، وذلك في إطار مدّ جسور التواصل وتطوير التعاون مع الدول، واستقبل المجلس كذلك مسؤولين ووفودًا من الدول الشقيقة والصديقة.
وبتكليفٍ سامٍ من جلالة السُّلطان المُعظَّم - حفظه الله ورعاه ـ شارك معالي الشيخ عبدالملك بن عبدالله الخليلي رئيس مجلس الدولة في افتتاح أعمال (القمة التاسعة عشرة لقادة دول وحكومات حركة عدم الانحياز) في العاصمة الأوغندية (كمبالا)، التي شارك فيها أكثر من 148 من قادة الدول والحكومات إلى جانب رؤساء المنظمات الدولية، وفي الإطار ذاته ترأس معالي الشيخ رئيس مجلس الدولة وفد سلطنة عُمان المشارك في (القمة التاسعة عشرة لقادة دول وحكومات حركة عدم الانحياز) و(الجنوب الثالثة لمجموعة الـ»77») التي عقدت في العاصمة الأوغندية (كمبالا).
كما قام معالي الشيخ رئيس المجلس بزيارة رسمية إلى روسيا الاتحادية تلبية للدعوة المقدمة من مجلس الاتحاد بالجمعية الفدرالية الروسي، وفي إطار ذلك وقَّع معالي الشيخ رئيس المجلس مذكرة تفاهم مع معالي فالنتينا ماتفيينكو رئيسة مجلس الاتحاد بالجمعية الفدرالية في روسيا الاتحادية وذلك في مجال تعزيز التعاون الثنائي، كما عقد معالي الشيخ جلسة مباحثات مشتركة تم خلالها استعراض التعاون بين المجلسين، والقضايا التي تخدم العمل المشترك، والتقى معالي الشيخ رئيس المجلس خلال الزيارة بنائب وزير خارجية روسيا الاتحادية والممثل الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، كما ألقى معالي الشيخ كلمة أمام أعضاء مجلس الاتحاد بالجمعية الفيدرالية بروسيا الاتحادية في الجلسة العامة للمجلس، كما استقبل معالي الشيخ الرئيس عددًا من الوفود العسكرية ورؤساء المجالس والبرلمانات.
تعزيز ثقافة المشاركة التشريعية
حرص مجلس الدولة خلال دور الانعقاد العادي الأول من الفترة الثامنة على نشر وتعزيز الوعي حول طبيعة العمل التشريعي وثقافة المشاركة التشريعية في المجتمع، وهذا ما يسهم في تحقيق رؤية رشيدة لخلق بيئة واعية ومواطن قادر على المشاركة في عملية صنع القرار، وفي هذا الصعيد فقد استقبل المجلس عدد من الوفود وطلبة الجامعات والكليَّات والمدارس، بهدف التعريف بمهام المجلس واختصاصاته وتسليط الضوء على التفاعل الإيجابي بينه وبين المواطنين، كما تعمل وسائل التواصل المجتمعي (حسابات المجلس) المختلفة على نشر ورصد جميع أنشطة وفعاليات المجلس وهذا ما يسهم في زيادة الوعي بمهام واختصاصات مجلس الدولة.