السبت 23 نوفمبر 2024 م - 21 جمادى الأولى 1446 هـ

رأي الوطن : نهضة ترنو دائما إلى مستقبل أجمل

الأحد - 17 نوفمبر 2024 03:50 م

رأي الوطن

30


يُمثِّلُ الاحتفالُ بالعيدِ الوطني المَجيدِ في الثَّامن عشر من نوفمبر في الوجدانِ الوطني العُماني رمزًا وطنيًّا يَشعُرُ به أبناءُ عُمان الأبرارُ بالفخرِ والعزَّةِ والكرامة، فهو مناسبةٌ سنويَّة أضْحَتْ وقفةَ تأمُّلٍ للماضي وأملٍ في المستقبل، يستذكرُ فيها الشَّعبُ العُماني منجزاتِه على مدَى (54) عامًا، ويستمدُّ مِنْها الدَّافعَ نَحْوَ غدٍ أفضل. لذا فمِنَ الطَّبيعي أنْ تعمَّ البلادَ والعبادَ مظاهرُ الاحتفاءِ والاحتفالِ في كافَّةِ رُبوعِ الوطنِ، وتكُونَ فرصةً لالتقاطِ الأنفاسِ ومواصلةِ رحلةِ البناءِ الشَّاقَّة والانطلاقِ بالبلادِ نَحْوَ الهدفِ المنشود، وهو كما أكَّدَ عاهلُ البلادِ المُفدَّى حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه اللهُ ورعاه ـ تجديدَ شبابِ مَسيرةِ النَّهضةِ المُباركة، والمُضي قُدُمًا في تحقيقِ ما يتواكبُ مع تطلُّعاتِ وطموحاتِ الشَّعبِ العُماني المُخلِصِ لوطنِه وقائدِه.

إنَّ هذه المناسبةَ الغالية الَّتي بِها يحتفلُ العُمانيُّونَ عامًا بعدَ عامٍ، كرمزٍ لنهضةٍ حديثةٍ مباركةٍ أسَّسها المغفور له بإذن الله تعالى السُّلطان قابوس بن سعيد ـ طيَّب الله ثراه ـ، ويسعَى جلالةُ السُّلطانِ المُعظَّم إلى تجديدِ شبابِها؛ بهدفٍ سامٍ يعمل على تعزيزِ أمجادِ عُمان، والارتقاءِ بِها نَحْوَ مكانتِها العظيمة الَّتي تستحقُّها. ولم يكُنْ بلوغُ هذه المكانةِ بالأمْرِ السَّهلِ، سواء كانَ في بدايةِ عصرِ النَّهضةِ، أو منذُ تسلُّمِ قائدِنا المُفدَّى مقاليدَ الحُكم الحادي عشر من يناير 2020م، فقَدِ اقتضَى الوصولُ إلى المُكتسباتِ والمُنجزاتِ، الَّتي نعيشُها ونَعِيها، جهدًا وعرقًا وتخطيطًا حتَّى نصلَ إلى ما تمَّ إنجازُه، والاقتراب من آمالِ المستقبلِ المُقدَّسةِ الَّذي نطمحُ إلى الوصولِ عَبْرَه إلى غاياتٍ وطموحاتٍ يستحقُّها الشَّعبُ العُماني، الَّذي يُشمِّرُ عن سواعدِ الجِدِّ ويُلبِّي النِّداءَ ثقةً في قائدِه، وحُبًّا في وطنِه.

ولعلَّ الحرصَ السَّامي لجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم على مشاركةِ أبناء شَعبِه الاحتفالَ بالعيدِ الوطني الـ(54) المَجيد، برعايةِ العَرضِ العسكريَّ بميدانِ الاستعراضِ العسكريِّ بمعسكرِ الصُّمودِ بقوَّةِ السُّلطانِ الخاصَّة، يؤكِّدُ على اعتزازِ جلالةِ القائدِ الأعلى بأبنائِه من قوَّاتِ السُّلطانِ المُسلَّحة وكافَّةِ الأجهزةِ الأمنيَّة، وذلك تقديرًا لِدَوْرهِم العظيمِ في حمايةِ منجزاتِ النَّهضةِ المباركة، وصيانةِ مكتسباتِ الوطنِ، بكُلِّ زخَّةِ عَرقٍ تنطلقُ مِنَ الإخلاصِ لقائدِها ووطنِها، والتَّفاني في أداءِ المهامِّ المنوطةِ بِها دائمًا، حيث تُعَدُّ قوَّاتُ السُّلطانِ المُسلَّحةِ أحَدَ الشَّواهدِ العظيمةِ لمُنجزاتِ النَّهضةِ الحديثة، وستبقَى دائمًا متمسِّكةً بالعهدِ تَحمِي تُرابَ الوطنِ الغالي، وتَذودُ عن مقدَّساتِه الطَّاهرةِ، وإنجازِ المشاريعِ الوطنيَّةِ الطَّموحة إلى جانبِ تأهيلِ منتسبِيها لِتكُونَ دائمًا وأبدًا الدَّاعمَ الرَّئيسَ لجهودِ التَّنميةِ الشَّاملةِ في البلادِ، والحاميَ العتيدَ لمنجزاتِ نهضتِها الشَّامخةِ المُتجدِّدة.

إنَّ مشاركةَ جلالةِ القائدِ الأبِ شَعْبَه في احتفالِهم بعيدِهم الوطني المَجيد يأتِي للتَّأكيدِ على ما تمَّ إنجازُه طوالَ عصرِ النَّهضةِ العُمانيَّةِ المباركة، خصوصًا في سنواتِها الأربعِ الأخيرة، الَّتي أكَّدتْ ثباتَ هذه النَّهضةِ أمامَ أصعبِ التَّحدِّياتِ والأزماتِ العالَميَّة، فتلك المنجزاتُ الَّتي تمَّتْ على أرضِ هذا الوطنِ العزيزِ ماثلةٌ للعيانِ شهدَ بِها القاصي والدَّاني، ولا تحتاجُ إلى أيِّ برهانٍ، فهي رؤيةٌ ساميةٌ تنطلقُ بسلطنةِ عُمان نَحْوَ المستقبلِ الَّذي تستحقُّه عَبْرَ التَّذكيرِ بأهميَّةِ المحافظةِ على شجرةِ النَّهضةِ الوارفةِ وصونِها وحمايتِها؛ لكَيْ يتمكَّنَ الجيلُ القادمُ والأجيالُ ـ الَّتي تأتي من بعدِه من أبناءِ وبناتِ عُمان ـ من مواصلةِ المَسيرةِ، كما صنعَ الآباءُ، لِتكُونَ هذه النَّهضةُ مُتجدِّدةً ومستمرَّةً ويستمرَّ بنيانُها في الارتفاعِ القائمِ على أساسٍ متين، تؤطِّرُها العلاقةُ الخاصَّة بَيْنَ شَعبٍ وفِيٍّ وقائدٍ عَميقِ الرُّؤيةِ حريصٍ على مصلحةِ شَعْبِه.