الخميس 21 نوفمبر 2024 م - 19 جمادى الأولى 1446 هـ
أخبار عاجلة

العيد الوطني الـ54 فرحة شعب ونهضة وطن

العيد الوطني الـ54 فرحة شعب ونهضة وطن
الأحد - 17 نوفمبر 2024 02:48 م

محمد بن سعيد الفطيسي

20


«العيد الوطني لبلادنا، والأعياد الوطنيَّة للأُمم رمزٌ وعزَّةٌ وكرامة، ووقفةُ تأمُّلٍ وأمَلٍ للماضي والمستقبل، ماذا فعَلْنا؟ وماذا سنفعل؟ وليستِ المهرجاناتُ والاحتفالاتُ والأفراح سوى نقطةِ استراحةِ والتقاطِ الأنفاسِ لمواصلةِ رحلةِ البناء الشَّاقَّة والانطلاقِ بالبلادِ نَحْوَ الهدفِ المنشود» هكذا قال القائد المؤسِّس السُّلطان قابوس بن سعيد (طيَّب الله ثراه) في خِطاب العيد الوطني الثَّاني في العام 1972.

نَعم، إنَّنا نعيشُ في هذه الأيَّامِ الجميلةِ فرحةَ شَعبٍ، مناسبةً وطنيَّةً غالية على قلبِ كُلِّ عُماني، مناسبةَ العيد الوطني، حيث يكملُ البناء (54) عامًا من عمر نهضتنا المباركة «أطال الله عمرها وعمر قائدِها وطيَّب الله ثَرى بانِيها ومؤسِّسها».

إنَّ الوطنَ اليوم إذ يحتفلُ بهذه المناسبةِ السَّنويَّةِ الجميلة فإنَّه يواصلُ إكمالَ المَسير وراء الأثَرِ الخالد الَّذي سِرنا على إثرِه لعقودٍ طويلة، ومن بعده تسلَّم الرَّاية قائدٌ من ذات الفِكر والمدرسة القابوسيَّة الَّتي ألْهَمتِ العالَم بأسْرِه سُبل السَّلام والاستقرار والرَّحمة والحكمة والإنسانيَّة، حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق (أعزَّه الله وحفظه).

من أجْلِ ذلك نقول: اِمْضِ مولايَ السُّلطان وكُلُّ دقَّةِ قلْبٍ في جسدِ عُمان تنبضُ بالولاء وتعاهدُك على السَّير وراءك وعيًا وحُبًّا، اِمْضِ وشَعبك الوفيُّ يَسير خلفَك لا شقاقَ ولا فِتَن، اِمْضِ وكما عهدتَ هذا الوطن سيكُونُ لك السَّند والعَون في السرَّاء والضرَّاء.

وطني العزيز: إنَّ الاحتفالَ بِك اليوم وأنتِ تكملُ العامَ الرَّابع والخمسين من عمرِ نهضتِك المباركة لهُوَ دليلٌ واضح على النَّجاح الَّذي حقَّقته قياداتنا الوطنيَّة، وما هذه المناسبةُ إلَّا سويعاتُ استراحةٍ لإعادةِ التقاطِ الأنفاسِ والاستعداد لمرحلةٍ وطنيَّة قادمة، وهو ما عهدناه طيلةَ الأعوامِ الماضية من عمرِ النَّهضةِ المباركة. وبكُلِّ تأكيدٍ سنستمرُّ عَلَيْه في ظلِّ القيادة الحكيمة لعاهلِ البلادِ حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق «أعزَّه الله».

وإنْ كان من رسالةٍ وطنيَّة يَجِبُ أن توَجَّهَ للجميعِ في هذه المناسبةِ الغالية هي: إنَّ عُمانَ غالية تستحقُّ مِنَّا كُلَّ التَّضحيات، فلْنكُنْ على قدرِ تلك المسؤوليَّة الوطنيَّة التَّاريخيَّة لهذا الوطنِ العظيم، ولْنكُنْ أهْلًا لأنْ نكُونَ امتدادًا لمَسيرةِ قائدِ نهضةِ هذا الوطنِ الَّذي بذلَ عمرَه وشبابَه لكَيْ يصلَ بعُمانَ إلى ما وصلتْ إِلَيْه اليوم، مُحافِظِين على منجزاتِ نهضتِنا المباركة في ظلِّ القائدِ الإنسانِ والأبِ الرَّحيم حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق (أعزَّه الله).

من أجْلِ عُمانَ الغاليةِ، لِنُوحِّدْ أصواتَنا وصفوفَنا، ولْنُصَفِّ نفوسَنا في مواجهةِ كُلِّ أشكالِ الفُرقةِ والتَّقزُّم والانقسامات والاختلافاتِ الدَّاخليَّة، ولْنَعملْ معًا في تشاركٍ وتفاهمٍ حيال قضايانا الوطنيَّة، لا غالِبَ بَيْنَنا ولا مغلوب، لا منتصرَ ولا مهزوم، بل جسدٌ واحد ووطنٌ واحد إذا اشتكَى مِنْه عضوٌ تداعَى له سائرُ الجسدِ، مُتعاونِينَ معًا على مواجهةِ الأزمات والصِّعاب الَّتي تواجِهُنا ووطنَنا العزيز. فاليَدُ الواحدُ لا تُصفِّقُ، يقول الحقُّ سبحانه وتعالى (وَأَطِيعُوا اللَّه وَرَسُوله وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَب رِيحكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّه مَعَ الصَّابِرِينَ) صدَق اللهُ العظيم.

ختامًا. أسألُ اللهَ العليَّ القدير أن يُعِيدَ هذه المناسبةَ وأمثالَها على عُمان الأرض والوطن، وعلى القائدِ المُجدِّد حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق (أعزَّه الله) وعلى الشَّعب العُماني الكريم بالخير والبركات والتقدُّم، وأن يُيسِّرَ لجلالتِه البطانةَ الصَّالحة الَّتي تُعِينُه على أمْرِ دِينِه ودُنياه وخدمةِ وطنِه، وأن يحفظَ عُمانَ وأهلَها من شرِّ الكائدِ الحاقدِ الفاسدِ، كما أسألُ العليَّ القدير أن يرحمَ برحمتِه الواسعةِ باني نهضةِ عُمانَ الحديثةِ السُّلطان قابوس بن سعيد (طيَّب الله ثراه).

محمد بن سعيد الفطيسي

باحث في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية

رئيس تحرير مجلة السياسي – المعهد العربي للبحوث والدراسات الاستراتيجية

[email protected]

MSHD999 @