فـي أمسية نوفمبرية مجيدة
الهدوء والثقة وتقليل الأخطاء عوامل الانتصار .. وجماهير الوفاء جاهزة .. وصافرة صينية تدير اللقاء
متابعة ـ صالح البارحي:
على بركة الله.. ووسط دعوات مئات الآلاف من الشَّعب العُماني العاشق لمسيرة الأحمر.. وبدءًا من الثامنة مساء اليوم.. وعلى ساحة مجمَّع السُّلطان قابوس الرياضي ببوشر.. تنطلق صافرة مواجهة منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم ونظيره المنتخب الفلسطيني الشقيق ضمن منافسات الجولة الخامسة من تصفيات المرحلة الثالثة لكأس العالم 2026م.. حيث المباراة المفصلية التي ستحدد الكثير من الملامح للفريقين في وجودهما للمنافسة على التأهل المباشر للمونديال من عدمه.. فالوضع الحالي للفريقين يدلل بأننا على موعد مع مباراة مثيرة بكل تفاصيلها.. لن تخضع لما سبق في مشوار الطرفين.. فاليوم الفوز هو مطلب الفريقين ولا أمر سواه.. فهو الأمل الوحيد الذي سيبقي الفائز على مقربة من صراع الشقيقين الأردني والعراقي بعد أن أكد المنتخب الكوري الجنوبي علو كعبه وسطوته وقدراته الفارقة والمرشح لصدارة المجموعة في نهاية المطاف.. أما التعادل فإنه بمثابة الخسارة ولن يحقق الأمل المنتظر.. خصوصًا في حالة فوز الأردن أو العراق في مواجهتهما اليوم..
الأحمر العُماني.. نفض غبار الخسارة الكبيرة في العاصمة الأردنية (عمَّان) سريعًا.. رغم الآثار الجانبية التي خلفتها.. لكنه اعتبرها للنسيان.. وركز تفكيره بشكل مباشر على مباراة اليوم أولًا وعلى مواجهة العراق مساء الثلاثاء في بداية الدور الثاني للتصفيات.. حيث إن النقاط الست ستعيد لمنتخبنا الكبرياء وتدفعه بقوة نحو صراع الكبار.. وسيبدأ في رسم سيناريو مختلف عما كان عليه قبل المواجهتين دون شك.. مع تبقي (4) مباريات في شهري مارس ويونيو 2025م بإذن الله تعالى.
الفوز فقط
بطبيعة الحال، فإن الفوز بالمباراة وحصد النقاط الثلاث هو العنوان الرئيس لها ولكلا الطرفين كما أسلفت، ومن هنا تنبع قوة وإثارة المباراة طيلة دقائقها التسعين، فالأخطاء التي ظهرت في صفوف منتخبنا بلقاء الأردن يجب أن لا يكون لها وجود إطلاقًا إذا ما أردنا الحفاظ على حظوظنا قائمة في التأهل حتى النهاية، وعلى لاعبينا بذل أضعاف جهدهم لأسباب عديدة أولها المحافظة على فرصة التأهل، وثانيها مصالحة الجماهير والوسط الرياضي الذي صدم من نتيجة مباراة الأردن، وفي كلتا الحالتين فإن تحقيقهما يحتاج إلى نظام وإتقان وتركيز وتفانٍ وانضباط في أرضية الملعب، ويحتاج إلى اقتناص أنصاف الفرص التي تسنح للتسجيل ولا يجب أن نرى تلك السيناريوهات الغريبة سواء في خط الدفاع أو الهجوم على حد سواء، والتي كلفتنا خسائر لم تكن لتحدث لولا هذان الجانبان.
موقع الفريقين في جدول الترتيب يفرض عليهما أن يقدِّما مباراة قوية ومتكافئة ومثيرة إلى أبعد الحدود، حيث يحتل منتخبنا المركز الرابع بالمجموعة الثانية برصيد (3) نقاط من فوز وحيد على الكويت برباعية نظيفة بمسقط، ولديه فارق أهداف ليس في صالحه بعد أن وصل إلى (-3) بعد تلك الخسارة الكارثية أمام الأردن، فيما يحتل المنتخب الفلسطيني المركز السادس والأخير برصيد نقطتين، وبالتالي فإن الفوز مطلبهما حتى يبدأ في الخروج من دائرة الظل إلى دائرة المنافسة قبل ضياع الفرص تباعًا، إلا أن منتخبنا يسجل نفسه كأضعف خط دفاع في المجموعة بعد أن ولجت شباكه (8) أهداف كاملة وهو رقم لم يسجله حتى المنتخب الفلسطيني صاحب المركز الأخير، هذا الأمر يتضح من خلاله كثرة الأخطاء في دفاع منتخبنا والتي أسهمت في تسجيل هذه الأهداف وضياع الكثير من علامات الإجادة التي يحتاجها كل منتخب في مثل هذه المنافسات التي لا تعرف القسمة على اثنين إطلاقًا.
الهدوء والثقة
من أبرز مطالب مباراة اليوم لتحقيق الانتصار جوانب كثيرة، إلا أن هناك أمرين آخرين يعودان إلى اللاعبين أنفسم في أرضية الميدان، وأجدني أفندهما في الهدوء والثقة بالنفس، حيث إن التسرع في تسجيل الأهداف في شباك المنتخب الفلسطيني سيكون مردوده سلبيًّا على اللاعبين أنفسهم، حيث يغيب التركيز ويظهر الاستعجال في التعامل مع الكرات التي تصل للمهاجم أو أي لاعب آخر بإمكانه زيارة شباك الفدائي، إضافة إلى العامل الثاني وهو الثقة بالنفس وبقدرات كل لاعب في الميدان، فلا ضير في أي جانب سلبي قد يصاحب مجريات المباراة حتى وإن تقدم الضيوف بنتيجة اللقاء، فعلينا التمسك بالثقة في قدراتنا من أجل العودة، وعدم إظهار ذلك الاهتزاز والارتباك الذي ظهر عليه اللاعبون في مباراتي الأردن وكوريا الجنوبية كذلك، فالهدف يأتي في ثوان لكن ليس بالشد والاستعجال وانعدام الثقة، وعلى مدافعينا مراقبة المهاجم وسام أبو علي المحترف بالنادي الأهلي المصري وعمر فرج مهاجم نادي الزمالك المصري كذلك. لاعبو منتخبنا يدركون تمامًا بأن هناك جماهير ستملؤ الملعب، وستكون في أهبة الاستعداد للقيام بواجبها على أكمل وجه، وقد تكون هذه الجماهير عاملًا مربكًا إذا ما تعاملت مع تأخر تسجيل الأهداف لمنتخبنا بطريقة غير محفزة، خصوصًا وأن مع مرور الوقت ولجوء الفلسطيني للدفاع أطول وقت ممكن قد يحدث في مباراة اليوم، وعلى الجماهير التعامل مع هذه الدقائق بحذر شديد وليس بضغط كبير على اللاعبين والتي قد يصعب المهمة ويخرج اللاعبين من دائرة التركيز، وتبقى مؤازرتها بالشكل الإيجابي الذي اعتدناه عليها مهما مرت من تقلبات في المباراة.
صافرة صينية
مباراة منتخبنا اليوم مع فلسطين أوكلت مهمة إدارتها تحكيميًّا للطاقم الصيني المكوَّن من الدولي فو مينج حكمًا للوسط ويساعده كاو يي وما جي والحكم الرابع زهانج لي، بينما سيكون حكم تقنية الفيديو «الفار» الصيني شين يين هاو ودو يانكسين، وسيتولى القطري عبدالله البلوشي مهمة مراقب الحكام، بينما يراقب المباراة اللبناني طارق حيدر.
محسن الغساني: نحن فـي أتم الجاهزية ونطمح للفوز
قال محسن الغساني مهاجم منتخبنا ونادي يونايتد بانكوك في المؤتمر الصحفي الخاص بمباراة اليوم: مباراة لن تكون سهلة، لكننا نطمح للفوز، أعددنا العدة للقاء ونحن في أتم الجاهزية، تعلَّمنا من المباراة السابقة وتفكيرنا منصبٌّ في مباراة اليوم على أرضنا وبين جماهيرنا وعلينا أن نظهر بشكل مختلف، سنبذل كل ما لدينا وبإذن الله النتيجة في صالحنا وهدفنا وحلمنا إسعاد جماهيرنا. من جانبه قال مدرب منتخبنا، نلعب أمام فريق بنفس ظروفنا وعلى أرضنا وبين جماهيرنا، الصراعات الفردية مهمة جدًّا وهي تحدد مصير المباريات وفلسطين قوي.
خالد الرواس: مباراة مفترق طرق ولا بد أن نكسب
قال الكابتن خالد الرواس مدير منتخبنا الوطني عن مواجهة اليوم: بلا شك هي مباراة مهمة جدًّا، ومفترق طرق، سواء من ناحية المنافسة أو الذهاب لتحقيق الحلم الذي ننتظره، لا بد من أن نكسب المباراة على ارضنا وبين جماهيرنا واستعدادنا جيد، نريد محو الصورة التي ظهرت في مباراة الأردن، اللاعبون لديهم الإحساس بالمسؤولية، هناك أخطاء كثيرة في تلك المباراة نحاول أن نتفاداها، ليس لدينا ما يعيقنا لتقديم أفضل ما عندنا، والجميع حاضر وستكون مباراة ممتازة للمنتخب وسنبذل كل جهدنا من حصد النقاط الثلاث، وبعدها نفكر في مباراة العراق القادمة التي ستكون مهمة جدًّا خصوصًا إذا ما حققنا الانتصار اليوم، فالمشوار أمام كل المنتخبات وعلينا التمسك بالفرصة حتى الرمق الأخير واللاعبون قادرون بإذن الله تعالى.