الثلاثاء 05 نوفمبر 2024 م - 3 جمادى الأولى 1446 هـ
أخبار عاجلة

يوم نتنياهو الثاني فـي غزة

يوم نتنياهو الثاني فـي غزة
الأحد - 03 نوفمبر 2024 03:35 م

هيثم العايدي

10

منذُ اليوم الأوَّل للعدوان «الإسرائيلي» على الفلسطينيِّين في قِطاع غزَّة بدا واضحًا أنَّ رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو يَنظر لليوم الثَّاني للقِطاع بعد انتهاء الحرب من منظور يختلف عن الصِّيغة الَّتي كان عَلَيْها القِطاع قَبل السَّابع من أكتوبر 2023 مستخدِمًا العديد من الأوراق الَّتي فشلتْ واحدةً تلْوَ الأخرى على مدار عام من العدوان.

وبدأتْ هذه الأوراق بالأحاديث عن تهجير الفلسطينيِّين من القِطاع واقتطاع جزءٍ من شمال سيناء بدعوى إنسانيَّة لحينِ انتهاء العمليَّات، وهو أمْرٌ أفشلَه في المقام الأوَّل الموقف المصري المسنود عربيًّا وفلسطينيًّا والرَّافض قطعيًّا لأيِّ تهجير، ثمَّ جاءتِ الورقة التَّالية والمتمثلة في إسناد إدارة القِطاع للعشائر الفلسطينيَّة، وهو الأمْرُ الَّذي أجهضَ أيضًا برفضِ العشائر.

وجاءتِ الورقة الثَّالثة بكشفِ عدَّة صحف «إسرائيليَّة» وأجنبيَّة عن مقترحٍ لتسليم إدارة القِطاع لمرتزقة من شركة أمنٍ خاصَّة، حيث تتلخَّص الخطَّة في تكليف شركة عسكريَّة أميركيَّة خاصَّة تُدْعَى جلوبال ديلفري كومبني (GDC) بإدارة القِطاع حيث تتسلل هذه الخطَّة من خلال نقلِ الشَّركة المساعدات الدوليَّة وتوزيعها على الفلسطينيِّين في القِطاع ليتماشَى ذلك مع ما دأبَ عَلَيْه الاحتلال خلال العدوان من تدمير ممنهجٍ للقِطاع وتعطيل منظوماته الصحيَّة والغذائيَّة لتهيئة المجال لبدءِ عمل المرتزقة الَّذين سيزيلون عن «إسرائيل» أيَّة مسؤوليَّات تجاه القِطاع حيث إنَّ هذه المسؤوليَّات تنبع من كونها قوَّة احتلال مسؤولة عن إعاشة سكَّانه، وأيضًا مساعدة الاحتلال على التملُّص من أيَّة جرائم حرب أو جرائم ضدَّ الإنسانيَّة.

ووفقًا لِمَا نشرتْه صحيفة «يديعوت أحرونوت» فإنَّ خطَّة GDC تتمثل في إنشاء «فقاعات إنسانيَّة» في غزَّة، وسيُكلف الجيش «الإسرائيلي» بـ»تطهير» أيِّ فقاعة من أيَّة عناصر ثمَّ يُقيم حَوْلَ كُلِّ منطقة سكنيَّة مُحدَّدة، جدارًا فاصلًا ويُحظر الدُّخول إلى هذه المُجمَّعات، باستثناء السكَّان الَّذين يعيشون في الحي.

والملاحظ أنَّ كُلَّ أوراق «إسرائيل» لإدارة غزَّة تُظهر استماتة «إسرائيليَّة» في عدم إدارة الفلسطينيِّين للقِطاع، وهو الأمْرُ الَّذي ينبغي أن يُواجهَ بالتَّسليم الفَوري لإدارة القِطاع للسُّلطة الفلسطينيَّة؛ كونها الممثِّل الشَّرعي والوحيد للشَّعب الفلسطيني، وهي المسؤولة أيضًا عن التَّفاوض حَوْلَ كُلِّ ما يخصُّ القِطاع، وهو أمْرٌ يستدعي إجماعًا ومساندةً من كافَّة مُكوِّنات الدَّاخل الفلسطيني.

 هيثم العايدي

كاتب صحفي مصري

[email protected]