يجمع رؤساء وأعضاء أكثر من 50 صندوقا سياديا تتجاوز أصولها الـ 8 تريليونات دولار
- اختيار "المندوس" شعار للمنتدى يبرز بمفهومه التاريخي كصندوق للثروة عبر الأزمان الثقافة والتراث العُماني
ـ إصدار العملة التذكارية تعكس جوهر الفن العربي الأصيل وتاريخ عمان البحري العريق
ـ المؤتمر المصاحب سيستعرض أحدث الموضوعات المتعلقة بالتغيرات العالمية في قطاع الاستثمار
كتب ـ عبدالله الشريقي:
تستضيف سلطنة عمان ممثلة في جهاز الاستثمار العُماني المنتدى العالمي لصناديق الثروة السيادية الذي يعتبر أكبر اجتماع في تاريخ الصندوق منذ تأسيسه في عام 2009م، حيث سيجتمع رؤساء وأعضاء أكثر من خمسين صندوقًا سياديًا من ست وأربعين دولة حول العالم في مسقط خلال الفترة من 3 إلى 6 نوفمبر المقبل. حيث سيشارك في المؤتمر المصاحب للاجتماع نخبة من أبرز المتحدثين على المستويين العالمي والإقليمي منهم معالي المهندس سالم العوفي وزير الطاقة والمعادن، ومعالي عبدالسلام المرشدي رئيس جهاز الاستثمار العماني ،وإيلون ماسك الرئيس التنفيذي لشركتي سبيس إكس وتسلا الذي سيشارك بصورة افتراضية (عن بُعد)، وروبرت سميث أثرى أميركي من أصول أفريقية، وانطونيو كراسيس الرئيس التنفيذي لشركة فالور ويان يو المستشارة القانونية في صندوق النقد الدولي.
وكشف جهاز الاستثمار العُماني خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده اليوم عن استعداداته لاستضافة الحدث مؤكدا أن استضافة سلطنة عمان لهذا الحدث العالمي يساهم في تعزيز مكانتها البارزة على خارطة العالم، ودورها المحوري عبر جهاز الاستثمار العماني في تعزيز العلاقات الدولية، وتكوين الشراكات الإستراتيجية؛ حيث فاز الجهاز بالاستضافة بأغلبية أصوات أعضاء المنتدى وبنسبة بلغت (٦٣.٦٤٪) في مرحلة تنافسية جرت في نوفمبر من عام ٢٠٢٢م، بعد الارتكاز على مجموعة من الممكنات من أهمها الموقع الإستراتيجي لسلطنة عمان الذي يبعد أقل من 7 ساعات عن نصف سكان العالم، وتمركزها في منطقة محورية ذات تاريخ وحاضر في صناديق الثروة السيادية، إلى جانب المقومات الطبيعية والتاريخية التي تؤهلها لتقديم تجربة سياحية فريدة، وكذلك وجود البنية الأساسية والمرافق المطلوبة ذات المعايير العالمية فيها.
وأكد اللقاء أن المؤتمر المصاحب للاجتماع سيستعرض أحدث الموضوعات المتعلقة بالتغيرات العالمية في قطاع الاستثمار، مثل تحول الطاقة والذكاء الاصطناعي وسلاسل الإمداد والحوكمة، بالإضافة إلى البُعد الاجتماعي في توجيه هذه الاستثمارات. كما يعد الاجتماع فرصة للاجتماع مع كبار التنفيذيين من مختلف صناديق الثروة السيادية لمناقشة أبرز القضايا العالمية المعاصرة وتبادل وجهات النظر حول موضوعات استثمارية واقتصادية مختلفة والحديث حول التحديات التي تواجه صناديق الثروة السيادية.
وسيوثق جهاز الاستثمار العُماني استضافة سلطنة عمان للمنتدى العالمي لصناديق الثروة السيادية من خلال إصدار عملة تذكارية بالتعاون مع البنك المركزي العماني والتي تعكس جوهر الفن العربي الأصيل وتاريخ سلطنة عمان البحري العريق، من خلال تصميم استثنائي يُبرز إبداع العمانيين وتراثهم الثقافي الغني، وهي تعد أول عملة تذكارية يصدرها البنك المركزي العماني منذ أربع سنوات، والأولى التي تحمل رقما تسلسليا فريدا؛ مما يجعلها تحفة نادرة يتسابق عليها هواة جمع العملات، ويهدف إصدارها إلى أن تكون تذكارا مميزا لضيوف المنتدى، يحفزهم على اكتشاف المزيد من كنوز عمان الفريدة، ويعكس الطابع البريدي الذي سيصدره الجهاز بالتعاون مع (بريد عمان) بتصميم إبداعي رسالة "عُمان أرض الفرص"، ويعزز الهوية العمانية المتأصلة في الترحيب بالضيوف، حيث يحوي مجموعة معالم تُجسّد جميعها الثراء الثقافي والتاريخي والتجاري لسلطنة عمان.
وخلال المؤتمر الصحفي الذي عقد في مقر جهاز الاستثمار العُماني ،قال الشيخ ناصر بن سليمان الحارثي نائب رئيس جهاز الاستثمار العماني للعمليات: إن الاستضافة تجسد سعي سلطنة عمان إلى فتح آفاق جديدة من التكامل الاقتصادي مع صناديق الثروة السيادية العالمية، وتعزيز الاستثمارات معها، خصوصًا وأن الاجتماع سيحضره مسؤولو أكبر الصناديق السيادية على مستوى العالم الذين يديرون أصولًا يتجاوز إجمالي قيمتها ثمانية تريليونات دولار أميركي، وهو ما يمثل فرصة لتعريفهم بالمقومات الاستثمارية التي تحظى بها سلطنة عمان، وإيجاد شراكات معهم للاستثمار في القطاعات المستهدفة، وفتح آفاق لبناء علاقات استثمارية طويلة المدى ستُسهم إيجابًا في جهود التنويع الاقتصادي وتنمية الاقتصاد الوطني.
بدوره أكد دونكان بونفيلد الرئيس التنفيذي للمنتدى الدولي لصناديق الثروة السيادية أن البرنامج الذي أعده جهاز الاستثمار العماني للاجتماع يحوي مجموعة واسعة من الاجتماعات والجلسات الحوارية. كما سيُنتخب في الاجتماع مجلس إدارة جديد للمنتدى الدولي من بين عدد قياسي من المرشحين للانتخابات.
وقال: أعتقد أن هذا المستوى من الاهتمام بالمنتدى يظهر أن المنظمة في حالة جيدة، ومن حسن الطالع أن تكون مسقط تجسيدًا رائعًا لذلك؛ فهي مدينة رائعة وسيستمتع أعضاؤنا برؤية المناظر الخلابة في سلطنة عمان، والالتقاء بالشعب العماني والتعرف إلى ثقافته.
واستثمارا لهذا الحدث العالمي ليحقق القيمة المحلية المضافة، ويجسّد مبدأ "البُعد العماني"؛ عمل جهاز الاستثمار العماني على تضمين (15) متحدثًا من الكفاءات العمانية في أجندة المؤتمر؛ مما يعطيهم الفرصة للالتقاء بمتحدثين عالميين، والتشارك معهم في الأفكار والأطروحات التي تخدم عمل صناديق الثروة السيادية. كما اختيرت موضوعات أجندة المؤتمر لتكون ذات صلة واهتمام بالأجندة الاقتصادية العمانية، ومن ذلك تطور ونمو أدوار صناديق الثروة السيادية، وتأثير تحولات الطاقة على المشهد الاستثماري في الاقتصادات النامية، والحاجة إلى تعزيز الحوكمة في صناديق الثروة السيادية، وسلاسل الإمداد في ظل عالم متغير، إلى جانب الفرص الاستثمارية في الهيدروجين الأخضر، والاستثمار والتمويل المشترك في أطر عمل صناديق الثروة السيادية، وبهدف الاطلاع على المقومات السياحية والاقتصادية والتاريخية التي تزخر بها سلطنة عمان؛ فقد أعد جهاز الاستثمار العماني برنامجا حافلًا لضيوف المنتدى يتضمن زيارات إلى قلعة نزوى وحارة العقر، ومتحف عمان عبر الزمان، وقلعة الميراني، ودار الأوبرا السلطانية مسقط.
وإبرازًا لجذور الثقافة والتراث العُماني فقد اختار جهاز الاستثمار العماني "المندوس" شعارا للاجتماع السنوي؛ حيث يبرز مفاهيم الازدهار، والاكتفاء، والثقة، والتواصل، والإبداع، وهي من أهم المفاهيم التي تسهم في تحقيق رؤى المنتدى الدولي لصناديق الثروة السيادية ورسالته، وتعزز التوجهات الاستثمارية لسلطنة عمان نحو تحقيق النمو المستدام وحماية ثروات الأجيال. كما يجمع الشعار من خلال الرموز والنقوش التقليدية الأهمية التاريخية والحضارية لسلطنة عمان وتطلعها للمستقبل بما يوازن بين عراقة وأصالة الماضي والتقدم بقيم حديثة في اقتصاد عالمي سريع التطور.
ويعمل جهاز الاستثمار العماني منذ انضمامه عضوًا مراقبًا في المنتدى الدولي لصناديق الثروة السيادية عند تأسيسه في عام 2009م، ثم حصوله على العضوية الكاملة في عام 2015م على تجسيد الدبلوماسية الاقتصادية العمانية، وتعزيز دوره بين جميع الصناديق الاستثمارية العالمية، والالتزام بمبادئ سنتياغو المنبثقة عن المنتدى والتي تختص بتعزيز الشفافية والمساءلة في إدارة الأصول، إلى جانب اهتمام الجهاز بالمشاركة في الاجتماعات الدورية للمنتدى الهادفة إلى تعزيز التعاون الدولي، وتبادل المعرفة والخبرة، وتسهيل وتبادل النقاشات حول التحديات والفرص التي تواجه الصناديق، وتبادل أفضل الممارسات في مجالات الاستثمار والإدارة.
وانطلاقًا من مبدأ التعاون الذي يستهدف إنجاح هذه الاستضافة المهمة؛ فقد تعاون جهاز الاستثمار العماني مع مجموعة من المؤسسات الحكومية والخاصة لإكمال الاستعدادات لها من أبرزها وزارة التراث والسياحة وبنك الاستثمار العماني ومجموعة عمران ومجموعة أسياد وعمانتل وشركة أومنفيست ومجموعة أوكيو وشركة هايدروم ومجموعة إذكاء، إلى جانب مكتب محافظ الداخلية ومتحف عمان عبر الزمان وشرطة عمان السلطانية ووزارة الصحة ودار الأوبرا السلطانية والبنك المركزي العماني.