السبت 13 ديسمبر 2025 م - 22 جمادى الآخرة 1447 هـ

النحات السوري مناف الحسن: النحت وسيلة للتعبير عن الذات واكتشاف العالم من حولي

الأحد - 27 أكتوبر 2024 04:59 م
10

دمشق ـ من وحيد تاجا:

تحت عنوان (عوالم ضيقة) افتتح النحات السوري مناف الحسن معرضه الفردي الأول في جاليري (زوايا) في قلب العاصمة السورية دمشق. ضمَّ المعرض 20 عملاً نحتياً بأشكال وأحجام مختلفة، بتقنية معدن البرونز. شَكل الإنسان بحالات ووضعيات مختلفة محور جميع الأعمال، وكان للشبابيك والكراسي والشبكة فيها اكثر من منحوتة، فهي رمز للحلم والقيد في آن واحد ، كما يقول.

(الوطن) التقت النحات مناف وكان هذا الحوار حول أعماله ورسالته.

عن سبب توجهه نحو النحت وبمن تأثر من الفنانين يقول: النحت بالنسبة لي هو أكثر من مجرد فن، إنه وسيلة للتعبير عن الذات واكتشاف العالم من حولي. أتذكر أول مرة أمسكت بأداة النحت، شعرت باندفاع قوي للتعبير عن كل ما بداخلي. أحب عملية النحت نفسها، تحويل كتلة من المادة الخام إلى عمل فني يحمل معنى عميق، وتأثرت بالعديد من الفنانين في مسيرتي، بدأت مع أستاذي غزوان علاف، الذي أعجبت بأعماله وبوجوهه المعبرة، كما اكتشفت جماليات النحت بالبرونز مع الفنان مصطفى علي والخشب مع الفنان أكثم عبد الحميد، واعجبت بأعمال النحاتين العالميين مثل جاكوميتي وهنري مور.

وعن سبب اطلاق اسم (عوالم ضيقة) على معرضه يقول: عنوان (عوالم ضيقة) مستوحى من التجربة المريرة لأبناء مجتمعي الذين يعيشون تحت وطأة الصراع والحرب، إنهم محاصرون في (عوالم ضيقة)، لا يتسع فيها الحلم ولا الأمل، يجدون أنفسهم يعيشون في سجون داخلية، حيث يقتصر عالمهم على حدود ذكرياتهم وأحلامهم المتلاشية (الماضي بعيد، والحاضر قاسٍ، والمستقبل غامض ومجهول). وعن مصادر إلهامه يضيف: الإنسان مصدر إلهام لا ينضب، هو ابن الحقبة التاريخية التي انتمي إليها، شريكي في مجتمع ينازع للبقاء تحت الشمس وفوق الأرض، أستلهم من صراعاته اليومية، من أحلامه وآماله، ومن علاقته بالطبيعة والتاريخ والمجتمع، وجوده في الحي وعلى الكرسي وخلف النافذة وبالقرب من الجدار، هو الانسان عندما يقسو عليه الوجود والحلم أيضا، والنحت هو الوسيلة الأقوى للتعبير عن هذه التجربة الإنسانية المعقدة.

وحول تكرار النافذة والكرسي والشبكة في أعماله، ولماذا كان هناك شبكة 1 وشبكة 2 ، قال: لطالما استوقفني هذه الأشكال (الشباك.. الكرسي.. الشبكة ) وكيف استطاع الإنسان تحويل الخطوط المتوازية البسيطة إلى أشكال معقدة تحمل في طياتها دلالات عميقة. فالشبكة هي رمز للحلم والقيد في آن واحد، إنها تعبر عن تطلعات الإنسان وأسره لنفسه في ذات الوقت، والمرأة في منحوتاتي هي تجسيد لهذه التناقضات، فهي تسعى إلى الحرية وفي الوقت نفسه تشعر بالحصار، قررت تنفيذ عملين فنيين بعنوان (شبكة 1) و(شبكة 2) لأن الفكرة كانت أعمق من أن تتسع في عمل واحد، كل شبكة تمثل مرحلة جديدة في استكشاف هذه الرمزية المعقدة، وأعتقد أن هناك الكثير من الشبكات التي يمكن استكشافها في المستقبل.

وعن المراحل التي تمر بها المنحوتة قال: يمثل النحت بالنسبة لي رحلة طويلة وشائقة تبدأ من ومضة فكرة عابرة، قد تستوحي من مشهد يومي، أو كلمة مقروءة، أو حتى من عاطفة عميقة. هذه الفكرة تتطور وتتشكل تدريجيًا، وتسلك طريقًا طويلًا عبر تقنيات النحت المختلفة، مع مواجهة تحديات تحويلها إلى شكل ملموس، ولكن هذه الصعوبات هي جزء لا يتجزأ من العملية الإبداعية، فهي تدفعني إلى البحث عن حلول مبتكرة وتجارب جديدة، في النهاية، المنحوتة هي نتيجة حوار مستمر بيني وبين المادة.

وحول الرسالة التي يريد إيصالها من خلال منحوتاته: النحت هو وسيلة للتعبير عن رؤيتي للعالم والحياة، أسعى أن تكون أعمالي مرآة تعكس تجاربي الخاصة، وتتفاعل مع قلوب ووجدان الآخرين، وتكون في الوقت نفسه صورة صادقة وواقعية للمجتمع، وهدفي هو أن أثير مشاعر المتلقي وأن أدعوه إلى التفكير والتأمل في العالم من حوله، وأن أترك بصمة دائمة في وجدانه، فالفن ليس مجرد ترفيه، بل هو وسيلة للتعبير عن الهوية الثقافية، والبحث عن معنى للحياة في ظل الظروف الصعبة، الفنان هو ابن بيئته وهو المسؤول عن نقل همومها وآمالها إلى الأجيال القادمة.

النحات السوري مناف الحسن: النحت وسيلة للتعبير عن الذات واكتشاف العالم من حولي
النحات السوري مناف الحسن: النحت وسيلة للتعبير عن الذات واكتشاف العالم من حولي
النحات السوري مناف الحسن: النحت وسيلة للتعبير عن الذات واكتشاف العالم من حولي