صلالة ـ «الوطن »:
استعرض الدكتور هاني بن أحمد القاضي استشاري جراحة أول جراحة عامة وجراحة إصابات تجربته الشخصية في علاج المصابين الفلسطينيين خلال العدوان الإسرائيلي والذي جاء إثر عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر من عام 2023، وذلك بقاعة الاجتماعات الرئيسية بمستشفى السُّلطان قابوس بصلالة. في البداية تحدَّث الدكتور عن بواكير فكرة المشاركة في تقديم العلاج لضحايا العدوان الإسرائيلي بقطاع غزَّة والتي أرجعها إلى مبادرة ابنته وصديقتها في التعريف بالحرب الغاشمة ونشرهما عنها في التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى مراسلاته مع زملائه الأطباء الأردنيين القريبين من الحدث.
وأشار إلى التقسيم الجغرافي للقطاع المنكوب والوضع الإنساني هناك خاصة بعد قيام الاحتلال بإقامة معبر نتساريم وفصل الشمال عن الجنوب، وذكر أنه منذ ٧ أكتوبر تعرضت المؤسسات الصحية إلى ٤٤٣ هجوم، وأن ٣١ مستشفى تم تدميرها. كما تطرق القاضي إلى التحدِّيات التي واجهت الفريق الطبي الإنساني بالقطاع والتي تعددت بين انتشار العدوى بين المصابين وقلة المياه الصالحة للشرب وانعدام الكهرباء بعض الأوقات بالمستشفيات مما يؤدي إلى صعوبة التشخيص والعلاج. ولا يخفي الدكتور هاني هوله من مجزرة مُخيَّم النصيرات (٢٧٦شهيدًا) والتي شهدها وكيف شكلت ضغطًا على الخدمة الصحية حينها، فقد استمرت العمليات الجراحية للمصابين ٢٠ ساعة متواصلة حيث وصف طبيعة الإصابات معظمها بشظايا صغيرة جدًّا.
وأكد خلال سرده أن الأطفال يعدون العنصر المستهدف الأساسي في قطاع غزَّة وذلك باستخدام طرق مختلفة منها تفخيح الألعاب والدمى.
وقد أبدى الدكتور إعجابه الشديد بإيمان أهل غزَّة وصبرهم على الوضع الكارثي بالقطاع حيث يندر أن يستمع لشكوى عن الوضع القائم أو الجزع عند فقدان الأهل والأحبة.