احسمها يا الأحمر
استغلال الفرص والتركيز والانضباط وتنوع الحلول أبرز مفاتيح الانتصار
رسالة الدوحة ـ صالح البارحي:
يدخل منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم في السابعة مساء اليوم مباراة الرمق الأخير والأمل الذي ما زال الأحمر متمسكا به، وذلك عندما يواجه نظيره منتخب قرغيزستان ضمن منافسات الجولة الأخيرة للمجموعة السادسة بنهائيات أمم آسيا الحالية بالدوحة، حيث تقام هذه المباراة على ساحة استاد عبدالله بن خليفة والذي شهد مجريات المواجهة الماضية أمام تايلند والتي انتهت سلبية في مشهد حزين عاشته جماهير الأحمر القادمة بكثافة من مسقط.
مباراة اليوم ليس بها أي مطلب آخر سوى الفوز فقط، فيما سيكون التعادل بمثابة الخسارة وحينها سيجد برانكو نفسه رفقة منتخبنا خارج حسابات البطولة وعليه العودة مبكرا إلى مسقط في حدث لن يتقبله الوسط الرياضي بأي حال من الأحوال نظرا للقدرات الفنية التي يمتكلها الأحمر مقارنة بمنافسيه بالمجموعة باستثناء السعودية، وبات على لاعبينا التيقن بأن الصعود هو الأمر الوحيد الذي أمامهم فيما عدا ذلك هو إخفاق لن يمر مرور الكرام.
الفوز فقط
ليس هناك لغة أخرى تتحدث بها مباراة اليوم للطرفين إلا لغة الفوز فقط، فكلاهما على أعتاب الخروج إذا لم يحقق أي منهما الانتصار وحصد النقاط الثلاث رغم أفضلية منتخبنا بوصوله للنقطة الرابعة إذا ما حقق الفوز، فيما المنتخب القرغيزستاني سيصل برصيده إلى ثلاث نقاط ومن يدري فلربما تكون كافية لصعوده مع الكبار إذا ما ساندته نتائج المباريات المتبقية خاصة وأن المجموعة الأولى خرجت من سباق أفضل ثالث في وقت مبكر، وانحصرت المنافسة على هذا المركز بين خمس مجموعات من ضمنها مجموعة منتخبنا بطبيعة الحال.
مباراة صعبة
كما أسلفت أعلاه، فإن منتخب قرغيزستان سيعمل على التمسك بفرصته الأخيرة في التأهل في حال حقق الانتصار على منتخبنا وخدمته نتائج المجموعات المتبقية لصراع المركز الثالث، وهذا في حد ذاته سيجعل من المباراة صعبة للغاية ومثيرة بين الطرفين، وهذا في حد ذاته سيكون بمثابة التحدي الكبير لمنتخبنا في تحقيق الفوز والتأهل، وهذا ما حدث في أبوظبي 2019 بعد أن وجد الأحمر نفسه أمام مباراة مشروطة من أجل التأهل للدور الثاني أمام تركمانستان وهي الفوز بثلاثة أهداف فأكثر، وهذا ما حدث في الرمق الأخير من المباراة التي صعد من خلالها المنتخب لمواجهة ايران بثلاثية احمد كانو ومحسن الغساني ومحمد المسلمي.
وباعتقادي أن تأهل فلسطين وطاجيكستان التاريخي سيصنع من قرغيزستان فريقا شرسا في لقاء اليوم، حيث التأهل بالنسبة له يعتبر حلما لم يكن يتوقعه قبل الوصول إلى الدوحة، وبالتالي سيعمل عليه دون أي تحفظ، فإن حصل له ذلك فهذا يعتبر إنجازا غير مسبوق، وإن لم يحصل فتحسب له المحاولة وتمسكه بالامل حتى الرمق الأخير، وبات على لاعبينا التيقن بصعوبة المباراة عبر هذا الجانب في المقام الأول.
نقاط مهمة
بعيدا عن نتائج المباراتين الماضيتين والتي دفعت بمنتخبنا لهذا الوضع، فهناك نقاط مهمة يجب السير عليها في مباراة اليوم أمام قيرغيزستان، وهي ومن خلال متابعة مباريات قرغيزستان سواء في التصفيات المزدوجة أو في مباراتيه بالبطولة الحالية، فإن قيرغيزستان لا يمثل ذلك البعبع القوي الذي بإمكانه خطف نقاط مباراة اليوم من منتخبنا، وبالتالي علينا أولا تسريع اللعب وعدم منح قيرغيزستان فرصة للتحكم بزمام المباراة، وثانيا علينا الابتعاد عن لعب الكرات العالية والتي ستذهب لمصلحة لاعبي قيرغيزستان طوال القامة مقارنة بلاعبينا، وثالثا لعب الكرات الأرضية بصورة مباشرة دون الاعتماد على الكرات العالية إلا في حالة صعوبة الموقف، ورابعا اللعب من العمق أكثر من الاعتماد على الأطراف لأن قلبي دفاع قيرغيزستان يرتكبان الكثير من الأخطاء على حافة منطقة الجزاء، إضافة إلى رعونتهم في التعامل مع الكرة بشكل جيد ما يسبب أخطاء كثيرة أمام حارس المرمى، وخامسا والأهم هو استغلال الفرص مهما كان عددها لأن ما شاهدناه في مباراتينا السابقتين وقبلها التصفيات المزدوجة وودية الامارات ليس بالامر المقبول اطلاقا من منتخب يأمل في الوصول مع الكبار. كما يجب على خط دفاعنا ومن خلفه حارس المرمى أن يكون يقظا ومركزا ومنضبطا طيلة المباراة، وعدم الاعتماد على الدفاع من داخل منطقة جزاء منتخبنا لأن ذلك يعني ارتباكا غير مبرر كما حدث أمام السعودية وبالتالي اتكالية وكذلك في مباراتنا امام قيرغيزستان بالتصفيات المزدوجة عندما سجل مهاجم قيرغيزستان هدفا سهلا في شباك منتخبنا، ناهيك عن التحلي بالهدوء والثقة بالنفس وبناء اللعب من الخلف بدلا من لعب الكرات الطويلة التي تعود علينا بالضرر بسبب طول قامة لاعبي المنافس وبالتالي الاستفادة من الكرة الثانية التي تتحول إلى هجمة على مرمى منتخبنا.
إلى برانكو
أغلب الوسط الرياضي اتفق على أن برانكو ارتكب أخطاء كثيرة في المباراتين السابقتين سواء في تشكيلة البداية أو التغييرات كذلك، فما قام به تجاه أرشد العلوي والزج به في مركز الظهير الأيمن هو حرمان منتخبنا من واحد من أهم الحلول في فك شفرات الخط الدفاعي للفريق المنافس من خلال التسديد القوي والمركز من خارج منطقة الجزاء والتي يمتاز بها ارشد وله الكثير من الأهداف الحاسمة سابقا، رغم أن (برانكو) ذاته لعب بجميل اليحمدي في خليجي 25 وعدد من المباريات السابقة في هذا المركز وقدم أداء هجوميا ودفاعيا رائعا للغاية، ناهيك عن وجود الخميسي والمشيفري والغيلاني والثلاثة يجيدون اللعب في هذا المركز بشكل أساسي. إضافة إلى تأخره في إجراء التغييرات لوقت متأخر من عمر المباراة، وهذه عادة سار عليها برانكو وأضاعت علينا الكثير من الفرص، وهذا ما شاهدناه في المباراة الأخيرة امام تايلند بعد التغييرات أمسك الأحمر بزمام الملعب تماما وأضاع فرصا وقام ببناء عدد من الهجمات وتنويع الوصول لمرمى المنافس بطرق مختلفة كذلك. ناهيك عن إصراره على ذات الأسماء في بداية المباراة رغم أن سلبية البعض مثل عصام الصبحي ومحسن الغساني واضحة للعيان، وبالتالي على برانكو أن يتجرأ وأن يركز في مجريات المباراة والتكيف مع حاجتها الفعلية مع مرور الوقت دون التقيد بوقت معين للتغييرات التي اعتدنا عليها متأخرة جدا، ونأمل أن نرى بداية مختلفة عما يبدأ به سابقا.
برانكو: مباراة مهمة وصعبة للغاية ولكننا حتما جاهزون
قال برانكو إيفانكوفيتش مدرب منتخبنا الوطني في المؤتمر الصحفي للحديث عن مباراة اليوم: نحن بصدد مباراة مهمة وصعبة للغاية ولكننا حتما جاهزون، لافتا في السياق ذاته بأن جميع المنتخبات المشاركة في هذه النسخة قوية ويحسب لها ألف حساب، لدينا رغبة جامحة في التأهل واحترم تماما قدرات وإمكانات منتخب قرغيزستان الذي نعرف عنه كل شيء وهو منتخب قوي خسرنا أمامه اللقاء الأخير في التصفيات الآسيوية المزدوجة المؤهلة لنهائيات كأس العالم وكأس آسيا القادمة. واستطرد برانكو قائلا: نملك فرصة التأهل كوصيف أو ثالث المجموعة على الرغم من أننا لعبنا جيدا في المباراتين السابقتين أمام السعودية وتايلند ولكن لم يحالفنا الحظ في الخروج بنتيجة إيجابية، خسارة اللقاء الماضي أمام قرغيزستان لحساب التصفيات المزدوجة كانت تعد بمثابة مفاجأة مدوية ولكن لكل مباراة ظروفها وسنسعى جاهدين لتحقيق الفوز، وتأكيد أحقيتنا في التأهل عن المجموعة السادسة، بطبيعة الحال لن نغير من أسلوبنا وطريقة لعبنا بالرغم من الانتقادات الجماهيرية والإعلامية الواسعة التي طالت اللاعبين والجهاز الفني للمنتخب الوطني في هذه البطولة، مشيرا إلى أن موقف صلاح اليحيائي وإبراهيم المخيني غير واضح من المشاركة في المباراة من عدمها وسنرى مدى جاهزية المخيني وسنقيم حالته البدنية. مشيرا إلى أنه يخضع لإشراف ومتابعة الجهاز الطبي للمنتخب، بالنسبة لي وفي المقام الأول هو التأهل بغض النظر عن المركز الذي سنحتله، فليس هناك خصم ضعيف. وأضاف برانكو: أحمد الخميسي تحامل على إصابته في لقاء الجولة الثانية أمام منتخب تايلند ونأمل أن يكون لائقا بدنيا لخوض موقعة قرغيزستان الحاسمة نظرا لتأثيره الواضح في تأدية الواجبات الدفاعية داخل أرضية الملعب، ومن الصعب بمكان حماية اللاعبين من الانتقادات التي تطالهم في مواقع التواصل الاجتماعي لأنها مفتوحة أمام اللاعبين.
فايز الرشيدي: متفائل ونأمل أن نحظى بدعم الجماهير
قال فايز الرشيدي حارس مرمى منتخبنا: هي مباراة صعبة ولا تقبل القسمة على اثنين وهي بالتأكيد مباراة مهمة بالنسبة لنا ونأمل أن نحظى بثقة الجماهير في هذه المباراة، فأنا متفائل جدا، لم نكن سيئين خلال اللقاءين الماضيين أمام السعودية وتايلند ونحن جاهزون تماما للقاء قرغزستان وهدفنا الفوز وحجز بطاقة التأهل للدور القادم، الوقت ليس ملائما لتوجيه الانتقادات للاعبين لأننا في خضم البطولة وعلى الإعلام والجماهير مراعاة هذا الجانب، من حق الجماهير أن تسخط وتعتب على أداء ونتائج المنتخب الوطني في هذه البطولة ولكننا بحاجة ماسة لدعمهم في مواجهة قرغيزستان المصيرية، خاصة وأن معظم اللاعبين جدد ولم يعتادوا تحمل مثل هذه الضغوط والظروف. وختم الرشيدي: طبيعة اللاعب العماني معروفة وهو أنه عندما يلعب تحت تأثير الضغوط يعطي ويبدع داخل المستطيل الأخضر، ونحن نتعهد بأن نتكاتف كلاعبين ونكافح لإسعاد الجماهير العمانية بالتأهل للدور المقبل.
الأغبري: نوعد الجماهير بأداء مختلف وسنفرحهم بالتأهل
قال لاعب منتخبنا زاهر الأغبري عن مواجهة اليوم: الكل جاهز ومستعد وحاسين بالمسؤولية، مباراة مهمة وبإذن الله نقدم الأداء المطلوب والنتيجة المطلوبة في مباراة اليوم، نوعد الجماهير بأن نقدم مستوى طيبا ونفوز بالثلاث نقاط ونفرحهم بإذن الله من خلال هذه المباراة، مباراتنا الماضية أمام قرغيزستان في التصفيات المزدوجة منحتنا معرفة نقاط الضعف والقوة في الفريق وكذلك متابعة الجهاز الفني للمباراتين السابقتين للمنافس في النهائيات الآسيوية الحالية وستسهل لنا الوضع اليوم. وأضاف الأغبري: رسالتي للجماهير العمانية بأننا نوعدهم بتقديم كل ما لدينا في الملعب وأنا متفائل جدا بالمباراة وسنسعى لتقديم فرحة منتظرة لهم بإذن الله تعالى.
علي البوسعيدي: علينا أن نكون فـي قمة مستوانا وأكثر شراسة
تحدث علي البوسعيدي ظهير أيسر منتخبنا عن مباراة اليوم الحاسمة قائلًا: الحمد لله، خرجنا من جو المباراة الماضية أمام تايلند بحصة استشفاء متكاملة، نعلم بأن النتائح المحققة إلى الآن لا ترضي الطموحات، مباراة اليوم لا بد أن نكون في قمة قتاليتنا ومستوانا ونحقق النقاط الثلاث، نحن كلاعبين لا بد أن نعمل على فرحة الجماهير الموجودين في عمان لأننا كلنا نمثل الوطن في النهاية، سواء كلاعبين أو جهاز فني أو جماهير، ومباراة اليوم لا بد أن نكون أكثر شراسة في الملعب ونقلل الاخطاء التي ارتكبناها في الملعب بالمباراتين الماضيتين وأن نستغل انصاف الفرص لأن مثل هذه المباريات لا بد أن تقتنص كل الفرص.
طاقم التحكيم
سيدير لقاء اليوم بين منتخبنا ونظيره قرغيزستان ضمن مباريات الجولة الأخيرة بدور المجموعات بنهائيات آسيا طاقم تحكيم كويتي مكون من الدولي أحمد العلي (حكم ساحة)، وعبدالهادي العنزي وأحمد الصادق (مساعدين)، وعبدالله جمالي (حكمًا لتقنية الفيديو المساعد).