كتب ـ سيف بن خلفان الكندي:
تشتهر الولايات الساحلية بمحافظة جنوب الباطنة بمسابقات فن (الزمط) وهو أحد الفنون الساحلية التي ترخر بها ولاية بركاء وتحديدًا قرية البلة. ويجتمع مُحبُّو هذا الفن العريق أسبوعيًّا في الساحة المخصصة للمسابقة للاستمتاع بعذوبة هذا الفن العريق. وقد كانت هذه الفنون منذ زمن بعيد تقام على طول الخط الساحلي؛ في كل من ولايات السيب وبركاء والمصنعة والسويق والخابورة، فيما اقتصرت حاليًّا على ولايات بركاء والمصنعة والسويق في عدة أماكن مخصصة لمثل هذه المسابقات.
فن (الزمط) هواية تستهوي الكثير من أهالي ولايات شمال وجنوب الباطنة الذين يتجمعون أسبوعيًّا حول موقع الزمط لمتابعة هذه المسابقة الأسبوعية التي تقام عادة؛ إما ليلة الجمعة أو ليلة السبت، وتبدأ من بعد المغرب وتستمر حتى طلوع الفجر حينها يعلن الحكم الذي يطلق عليه اسم عقيد المسابقة نتيجة المنافسة بين الفريقين.
كما أنه يحدد منجور أي الفريقين ينزل وأيهما يظل مواصلًا للزمط، وهناك فريقان تشتهر بهما ولاية بركاء لا ثالث لهما هما فريق (العريش) وفريق (الخيمة) يتزامطان في اليوم المخصص لتلك المسابقة التي تعرف محليًّا بيوم (المسحاب). ولكل فريق عدَّة مناجير يتم تثبتها ورفعها بواسطة الحبل والبكرة، كما أن لكل فريق منهما رابطة من المشجعين والداعمين له الذين يساندونه ويتابعون أداءه بشكل مستمر في جوٍّ من الحماس والبهجة.
والفريق الفائز يذيع صيته بالولاية والولايات المجاورة ويصبح حديث المجالس واللقاءات بين المهتمين بهذا الفن. يتحدث عن فن الزمط محمد بن سويد الحراصي أحد المهتمين بهذا الفن العريق قائلًا: هذا الفن توارثناه من الأجداد منذ عقود من الزمن، ويقام بمنطقة البلة، وفي هذا المكان المعروف لدى أهالي ولايات شمال وجنوب الباطنة. مشيرًا إلى أن هناك نوعين يستخدم فيهما المنجور الأول هو الزمط، وهذا الفن يستخدم للتنافس بين فريقين على عذوبة الصوت وحركة المنجور والتناغم بين المشاركين من أعضاء الفريق، أما النوع الثاني من المناجير فهو يعرف محليًّا باسم الزيجرة لسحب وزجر الماء من الآبار ويستخدم في المزارع لاستخراج الماء وري المزروعات، وأضاف: يتنافس المشاركون في جمالية صوت المنجور ومدى ملامسة أنغامه العذبة لذائقة الجمهور الذين أصبح لديهم مهارة سمعية دقيقة للتمييز بين الصوت المتناغم من الصوت النشاز للمنجور، ويقوم الحكم بالفصل بين الفريقين بالفوز أو الخسارة.
