الأحد 24 نوفمبر 2024 م - 22 جمادى الأولى 1446 هـ
أخبار عاجلة

رأي الوطن : المجازر تتكرر والدعم والصمت إلى متى؟

السبت - 19 أكتوبر 2024 05:15 م

رأي الوطن

40

تتكرَّر المجزرةُ تلْوَ الأخرى في الأراضي الفلسطينيَّة، ولا يزال العالَم يقفُ مكتوفَ الأيدي أمام هذا الإجرام والإرهاب الصهيوني. فقد شهدتْ مدينةُ جباليا في قِطاع غزَّة مجزرةً جديدة أقْدَمَ عَلَيْها جيش الاحتلال بعد قطعِه للاتِّصالات والإنترنت عن شمال غزَّة، حيثُ ارتقَى (30) شهيدًا بَيْنَهم عشرون امرأةً جرَّاء قصفِ الاحتلال عددًا من المنازل في منطقةِ تل الزعتر خلْفَ تقاطُع نصار بمُخيَّم جباليا شمال قِطاع غزَّة، وقدِ استطاعتِ الطَّواقم الطبيَّة الفلسطينيَّة انتشالَ (25) شهيدًا، وهُنَاك العديد من المفقودين، بعد أن مارسَ كيان الاحتلال الإرهاب إجرامَه وقصفَ عدَّة منازل لعائلةِ الحواجري ونصار وأبو العيش في جباليا شمال قِطاع غزَّة، مأهولة بالسكَّان، ويوجد فيها عددٌ كبيرٌ من النَّازحين من الأقارب.

إنَّ هذه المجزرة الدمويَّة الَّتي ارتكبَها جيش الاحتلال في مُخيَّم جباليا شمال قِطاع غزَّة، وما سبقها من جرائم مستمرَّة منذُ أكثر من عام، تضعُ العالَم أجمع أمام مسؤوليَّاته لوقفِ حربِ الإبادة الصهيونيَّة على الشَّعب الفلسطيني الأعزل، ومحاسبة دَولة الاحتلال والإرهاب المارقة على جرائمها وإرهابها. فالمجزرة وما سبَقَها من مجازر وما سيليها تُدلِّل على مآرب حكومة الاحتلال الإباديَّة، الَّتي تمارس القتل، والإرهاب، والمجازر، والتَّجويع، والحرمان من أبسط مُقوِّمات الحياة، لِتَنفيذِ ما تُعرف بخطَّة الجنرالات ضِمْنَ مُخطَّطاتها للتَّهجير والتَّرحيل، خصوصًا وأنَّها تأتي بعد سلسلةٍ من المجازر الَّتي اقترفها جيش الاحتلال باستخدام الأسلحة الأميركيَّة تُعبِّر عن الطَّبيعة الفاشيَّة لمنظومةِ الاحتلال الاستعماريَّة الَّتي تجدُ في الإبادة الجماعيَّة وسيلةً لِتَطبيقِ مشاريعِها التَّصفويَّة لحقوق أبناء فلسطين على أرضهم المُحتلَّة.

الغريب أنَّ هذه الجرائم المستمرَّة تأتي وسط تأكيدٍ مستمرٍّ من قِبل عددٍ من المسؤولين الأُمميِّين أنَّ الجميع في قِطاع غزَّة يتضوَّرون جوعًا، خصوصًا وأنَّ قوَّات الاحتلال تمنعُ إيصال المساعدات الإنسانيَّة إلى الأطفال الَّذين يُعانون من سُوءِ التَّغذية الحادِّ والَّذين يحتاجون إلى علاجٍ عاجل. ولكن يمنعُ الفيتو الأميركي مجلس الأمن الدّولي من التَّحرُّك ضدَّ دَولة الاحتلال المارقة، وبالتَّالي لم يتمَّ اتِّخاذ أيِّ خطوةٍ لوقفِ الإبادة الجماعيَّة ضدَّ الفلسطينيِّين، فأبناء فلسطين يُقتلون في قِطاع غزَّة والأطفال يموتون من الجوع أمام العالَم، وبعض دوَل الغرب تَسير خلْفَ الإدارة الأميركيَّة في مشاهدةِ ما يحدُث في فلسطين لبالغ الأسف، وفوق ذلك تستمرُّ الولايات المُتَّحدة الأميركيَّة في تزويد الكيان الصهيوني بالسِّلاح والمال الَّذي يُسهمُ في استمرارِ الإبادة والتَّطهير العِرقي، الأمْرُ الَّذي أدَّى إلى استشهادِ عشرات الآلاف، وجرح أكثر من مئةِ ألف، وتدمير قِطاع غزَّة بالكامل بهذا الشَّكل السَّافر، لِتخلقَ تلك المساعدة الأميركيَّة نظامًا عنصريًّا فاشيًّا.

إنَّ ما يجري من حرب إبادة مستمرَّة ضدَّ الشَّعب الفلسطيني بدعمٍ وشراكةٍ أميركيَّة مستمرَّة، وعجزِ المُجتمع الدّولي عن لجْمِ هذه الجرائم المُتصاعدة في ظلِّ حرب تدمير ممنهج، خصوصًا لقِطاع غزَّة الصَّامد، وفي كُلِّ الأرض الفلسطينيَّة المُحتلَّة، واستمرار سياسة القتل للأطفال وللنِّساء والمَدَنيِّين، لم ولن يعفيَ المُجتمع الدّولي من مسؤوليَّاته الأخلاقيَّة، بل هو مُطالَبٌ اليوم بالارتقاء إلى مستوى تحدِّي هذا الإجرام الصهيوني الملتحف بالدَّعم الأميركي، والتَّدخُّل فورًا لضمانِ عدم تنفيذ مِثل هذه الخطوات التَّدميريَّة وإنقاذ احتمالات السَّلام العادل، والحفاظ على سلامة النِّظامين القانوني والسِّياسي العالميَّيْنِ. فمحاسبة دَولة الاحتلال وإنصافُ فلسطين هو أُولى خطوات إنقاذ السَّلام العالَمي، وإنفاذ القانون الدّولي الَّذي يُنتهك بمجازر يندَى لهَا الجبينُ يومًا بعد يوم.