الأربعاء 14 مايو 2025 م - 16 ذو القعدة 1446 هـ
أخبار عاجلة

وطني بالعربي : «حواء عمان».. فـي حضرة الثقافة

وطني بالعربي : «حواء عمان».. فـي حضرة الثقافة
الأربعاء - 16 أكتوبر 2024 05:09 م

جميلة بنت علي الجهورية

170


تشهد سلطنة عُمان اليوم الاحتفال السنوي لذكرى يوم المرأة العُمانية الذي يأتي تقديرًا وتثمينًا لإنجازاتها.. وتذكيرًا لدورها المستدام في التنمية الشاملة ومشاركتها في صناعة المكتسبات الوطنية والإرث الحضاري وإسهامها محليًّا وإقليميًّا ودوليًّا عندما كانت وما زالت متفاعلة ومتناغمة مع نداءات النهضة المتجددة وحاضرة بثقلها الثقافي والمعرفي والحقوقي الذي كان وما زال مفتاحها للعالمية والانطلاق بكل ثقة في (الفعل الثقافي) والذي يُعَدُّ السفير الأول لحضورها في كل مشهد ومحفل تمثل فيه نفسها ووطنها.

لتحتفل (حواء عُمان) هذا العام بهذه المناسبة وتكون حاضرة في سجل (المنجز الثقافي والأدبي والفني وتدوين المخطوطات) تجسيدًا للرؤية السامية لحضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق ـ حفظه الله ورعاه ـ في تمكين المرأة ودعمها وتأصيل أدوارها في مختلف قطاعات العمل والإنتاج والإبداع.

وتحرص وزارة التنمية الاجتماعية على أن يكون هذا العام الذي تطلقه تحت شعار (حواء عُمان) أن يختص بالذكرى السنوية المثقفة والأديبة والكاتبة والفنانة والمدونة، ليثمّن جهودها في صناعة المنجز الثقافي والمشاركة في إدارة الحراك بالساحة الادبية والفكرية.

والمشهد الثقافي يفصح عن التجربة العُمانية وملامح نهضتها ومجالات ريادتها حينما ما زالت (حواء عُمان) تبدع في تحرير طاقاتها وامكاناتها وصياغة انتاجها الفكري وصناعة القرار الذي هو حصيلة لخبراتها المؤثرة ومشاركاتها إقليميًا ودوليًا، فالساحة العُمانية مزدهرة برائدات الادب في الشعر والرواية والقصة والتدوين، والناشطات في قطاع الثقافة والفنون والحراك المعرفي.

اليوم نحتفل ونقول: شكرًا لـ(حواء عُمان).. أمهات الأدب والتاريخ العُماني بدءًا من دولة اليعاربة وما قبلها، ووصولًا لدولة البوسعيد، وأمهات الثقافة منذ النهضة الحديثة والمتجددة اللاتي نعتز ونفخر بهن والقائمة بهن تطول والوثائق والمحفوظات والتاريخ يشهد على بصماتهن وحضورهن ورحلة كفاحهن في تشكيل حضارة متناسقة ومبهرة بالوجود والشراكة المؤثرة في تكوين الأمم.

فعن أي منجز سأتحدث وأي رائدة، وأي مجال، فالنماذج المعاصرة كثيرة والانجازات بليغة في كل محفل، فهل أحدثكم عن أميرة الشعراء عائشة السيفية وقصة (شاعر المليون)، أم عن رواية (دلشاد) وسيرة الجوع والشبع للروائية بشرى خلفان، أم عن بدرية البدرية و(قنديل الغار)، وشرف لقب شاعر الرسول (صلى الله عليه وسلم)، أم عن ريادة أدب الطفل واحتفاء خديجة المفرجية بالكتابة للطفولة، أم عن (شبابيك زيانة) لبشاير السليمية، وصولًا إلى حيث كفاح البقاء لـ(الصالونات الثقافية) التي شكلت ظاهرة صحية لإحتواء الابداع واسهامات فاطمة العلياني كنموذج في ريادة هذا الفعل الثقافي والقائمة طويلة من الناشطات والمبدعات والمنجزات في ميادين الثقافة والادب والفنون.

في الختام.. لا يسعنا إلا أن نقول: شكرًا لـلسلطان (قابوس) مؤسس هذا التاريخ والوصي على المرأة العُمانية، وشكرًا لـلسلطان (هيثم) الأمين على المرأة ووقود انجازاتها والصانع لطموحاتها، الذي في عهده نشهد مزيد من الاهتمام ونحظى بتقدير عالمي مشهود بالحكمة الرشيدة، وشكرًا للسيدة الجليلة (أم الوطن) الحاضنة لمبادراتها والراعية لفكرها، وشكرًا لـلوطن (عُمان) الذي نستمد منه قيم المواطنة الفاعلة وصحة الفكر وسلامة المنهج في خضم التحولات المعاصرة.

جميلة الجهورية