الأربعاء 16 يوليو 2025 م - 20 محرم 1447 هـ
أخبار عاجلة

رأي الوطن : التوسع فـي إنشاء المناطق الحرة والمدن الصناعية

الاثنين - 14 أكتوبر 2024 07:16 م

رأي الوطن

30

شهدتِ المناطق الاقتصاديَّة الخاصَّة والحُرَّة والمُدُن الصِّناعيَّة نُموًّا مُطَّردًا في السَّنوات القليلة الماضية، واستطاعتْ جذب المزيد من الاستثمار، حيث بلغتِ الاستثمارات الملتزمة في المناطق الاقتصاديَّة الخاصَّة والمناطق الحُرَّة والمُدُن الصِّناعيَّة بحلولِ نهاية النِّصف الأوَّل من عام 2024، حوالي (20.1) مليار ريال عُماني. ويُمثِّل هذا ارتفاعًا بنسبة (20%)، تعادل (3.4) مليار ريال عُماني، مقارنةً بنَفْسِ الفترة من عام 2023، وهو ما يؤكِّد أنَّ الجهود الَّتي تُبذَل لجذبِ الاستثمارات قد آتَتْ أُكُلَها؛ بفضلِ ما تتميَّز به تلك المناطق والمُدُن من بنية أساسيَّة متينة ممكّنة لإقامة مختلف المشاريع الصِّناعيَّة، بالإضافة إلى ما تُقدِّمه من حوافز وتسهيلات، أوجدتْ عددًا من المشاريع والصِّناعات أدَّت دَوْرًا في تعزيز القِيمة المُضافة للاقتصاد الوطني، وزيادة حجمِ الصَّادرات العُمانيَّة للأسواق العالَميَّة.

إنَّ الجهود الَّتي بُذلتْ في تطوير تلك المناطق الحُرَّة والاقتصاديَّة والمُدُن الصِّناعيَّة، بجانب ما قامت به من إسهامات في دخول المنتَج الوطني في سلاسل إمدادات الصِّناعات الكبيرة والتَّحويليَّة، عملتْ على تسهيل إدخال منظومة خدميَّة واسعة لِتَشغيلِ المؤسَّسات الصَّغيرة والمتوسِّطة، والخدمات اللوجستيَّة المُسانِدة للمشاريع الأجنبيَّة، واكتساب المعرفة والمهارة، لا سِيَّما التَّسارع المُتنامي في التَّوَجُّه نَحْوَ استخدام تقنيَّة الذَّكاء الاصطناعي في الصِّناعة، بالإضافة إلى وجود قوى عاملة وطنيَّة ماهرة لتقديمِ العديد من الخدمات لهذه المشاريع، وباتَتْ تلك الجهات المُتوزِّعة على مختلف محافظات سلطنة عُمان تحتضن عددًا كبيرًا من الصِّناعات الوطنيَّة، تستهدف السُّوق المحلِّي وأسواق دوَل مجلس التَّعاون لدوَل الخليج العربيَّة، وترتبط بالأسواق العالَميَّة، ما أسْهَم في تعزيز الميزان التِّجاري للبلاد.

وتأكيدًا على هذا التَّوَجُّه شرعت الجهات المسؤولة في تنفيذ الأعمال الإنشائيَّة للمنطقة الحُرَّة بمطار مسقط؛ بهدف تعزيز مكانتها باعتبارها مركزًا عالَميًّا للأعمال والاستثمارات الأجنبيَّة المباشرة، حيث يوفِّر المشروع بيئة عمل حديثة وجاذبة تُسهم في استقطاب الشَّركات العالَميَّة والإقليميَّة والمؤسَّسات الماليَّة وشركات التِّجارة العامَّة والشَّركات النَّاشئة؛ لِتَتحوَّل المنطقة الحُرَّة إلى مركزٍ عالَمي للأعمال يستقطب الاستثمار الأجنبي المباشر ويؤمِّن دعمًا لوجستيًّا ومرافق ذات مستوى عالَمي، ما سيكُونُ له دَوْر كبير في تحفيز النُّمو الاقتصادي في سلطنة عُمان، لِتكُونَ أداةَ ربطٍ تربط مختلف المنافذ البَرِّيَّة والبحريَّة والميناء البَرِّي والمناطق الحُرَّة والاقتصاديَّة الخاصَّة، وذلك لزيادةِ حجمِ الصَّادرات والواردات عَبْرَ الشَّحن الجوِّي للمنتَجات الَّتي تتطلب سلاسل إمداد سريعة مِثل المنتَجات الدوائيَّة والمواد الغذائيَّة وشحنات التِّجارة الإلكترونيَّة، حيث تُعَدُّ المنطقة الحُرَّة بمطار مسقط مشروعًا استراتيجيًّا لإنشاء مركز لوجستي متكامل يتميَّز بقدرات عالَميَّة في مجال الشَّحن الجوِّي، خصوصًا مع امتلاكها بيئة تجاريَّة متكاملة تُقدِّم حزمًا من الإعفاءات الضَّريبيَّة والجمركيَّة والتَّسهيلات التِّجاريَّة الَّتي ستجعل المنطقة إحدى أبرزِ الوجهات الاستثماريَّة في المنطقة ومركز أعمال دوليًّا في محافظة مسقط.

وتأكيدًا على التَّوَجُّه الخاصِّ بالتَّوَسُّع في إنشاء المناطق الاقتصاديَّة والحُرَّة والصِّناعيَّة في سلطنة عُمان، بدأ العمل على مشروع إنشاء مدينة صناعيَّة متكاملة بكُلِّ خدمات البنية الأساسيَّة في ولاية السّويق بمحافظة شمال الباطنة، كخطوةٍ تعمل على تطوير القِطاع الصِّناعي في مختلف محافظات السَّلطنة وتشجيع القِطاع الخاصِّ على المشاركة الحقيقيَّة في التَّنمية الاقتصاديَّة، وقد جاء اختيار إقامة مدينة صناعيَّة جديدة في ولاية السّويق بعد القيام بدراسة متكاملة تُراعي الجوانب الاقتصاديَّة والاجتماعيَّة، حيث تتوسَّط ولاية السّويق المسافة بَيْنَ محافظتَي مسقط وشمال الباطنة، وتُعَدُّ أحَد المراكز المُهمَّة للنَّشاطِ الاقتصادي، لِيَجعلَ مِنْها موقعًا استراتيجيًّا وحيويًّا ومطلًّا على سواحل بحر عُمان بما في ذلك ميناء السّويق الَّذي يعمل على تحقيق التَّكامل مع الموانئ الرَّئيسة الأخرى في سلطنة عُمان، ويُشكِّل قِيمة مُضافة للمدينة الصِّناعيَّة من خلال الاستفادة من الإمكانات الَّتي يتمتَّع بها قِطاع النَّقل البحري اللوجستي.