الجمعة 18 أكتوبر 2024 م - 14 ربيع الثاني 1446 هـ
أخبار عاجلة

شق صدر الرسول «عليه الصلاة والسلام» «2»

الأربعاء - 09 أكتوبر 2024 04:26 م
10

أيها الكرام الأحباب.. وأما عن المرة الثانية التي شق فيها صدر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فكانت وهو ابن عشر سنين، فقد روى عبد الله بن الإمام أحمد في زوائد المسند بسند رجاله ثقات، وابن حبان والحاكم وأبو نعيم وابن عساكر والضياء، في (المختارة) عن أبي بن كعب ـ رضي اللَّه تعالى عنه ـ أن أبا هريرة ـ رضي اللَّه تعالى عنه ـ قال:(يا رسول اللَّه ما أول ما ابتدئت به من أمر النبوة؟ قال: إني لفي صحراء أمشي ابن عشر حجج إذا أنا برجلين فوق رأسي يقول أحدهما لصاحبه: أهو هو؟ قال نعم. فأخذاني فاستقبلاني بوجوه لم أرها لخلق قط وأرواح لم أرها من خلق قط، وثياب لم أرها على أحد قط، فأقبلا إليَّ يمشيان حتى أخذ كل واحد منهما بعضدي لا أجد لأخذهما مسًّا، فقال أحدهما لصاحبه: أضجعه. فأضجعاني بلا قصر ولا هصر، وفي لفظ: فقلباني لحلاوة القفا ثم شقا بطني، وفي لفظ فقال أحدهما لصاحبه: افلق صدره، فخوى أحدهما إلى صدري ففلقه فيما أرى بلا دم ولا وجع فكان أحدهما يختلف بالماء في طست من ذهب والآخر يغسل جوفي فقال أحدهما لصاحبه: افلق صدره فإذا صدري فيما أرى مفلوقًا لا أجد له وجعًا، ثم قال: شق قلبه فشق قلبي فقال: أخرج الغل والحسد منه، فأخرج شبه العلقة فنبذ به، ثم قال: أدخل الرأفة والرحمة في قلبه، فأدخل شيئاً كهيئة الفضة، ثم أخرج ذرورا كان معه فذره عليه ثم نقر إبهامي ثم قال: اغد واسلم، فرجعت بما لم أغد به من رحمتي للصغير ورأفتي للكبير)، (الهيثمي في مجمع الزوائد 8/‏ 226)، وأخرج صاحب (إمتاع الأسماع 3/‏ 32): (وقد أخرج في الصحيحين أنه شق صدره ليلة المعراج، وخرج الحافظ أبو نعيم من حديث معاذ بن محمد بن معاذ بن محمد بن أبيّ بن كعب قال: حدثني أبي عن أبيه عن جده أبيّ بن كعب أن أبا هريرة سأل رسول اللَّه ـ صلّى اللَّه عليه وسلّم ـ وكان حريًّا أن يسأله عن الّذي لا يسأله غيره، فقال: يا رسول اللَّه! ما أول ما ابتدئت به من أمر النبوة؟ فقال: إذا سألتني إني لفي صحراء أمشي ابن عشر حجج، إذا أنا برجلين فوق رأسي، يقول أحدهما لصاحبه: أهو هو؟ قال: نعم، قال: فأخذاني فلصقاني بحلاوة القفا، ثم شقا بطني، وكان جبريل يختلف بالماء في طست من ذهب، وكان ميكائيل يغسل جوفي، فقال أحدهما لصاحبه: افلق صدره، فإذا صدري فيما أرى مفلوقًا لا أجد له وجعا ثم قال: اشقق قلبه، فشق قلبي، فقال أخرج الحسد والغل منه، فأخرج شبه العلقة فنبذ به ثم قال: أدخل الرأفة والرحمة قلبه، فأدخل شيئًا كهيئة الفضة، ثم أخرج ذرورًا كان معه فذرّ عليه ثم نقر إبهامي ثم قال: أغد، فرجعت بما لم أغد به من رحمتي على الصغير ورقتي على الكبير)، قال أبو نعيم: وهذا الحديث مما تفرد به معاذ ابن محمد عن آبائه، وتفرد بذكر السن الّذي شق فيه عن قلبه، والّذي رواه عبد اللَّه بن جعفر عن حليمة السعدية وعبد الرحمن بن عمرو السلمي عن عتبة ابن عبد، اتفقا على أنه كان مسترضعًا في بني سعد، فأما رواية أبي ذر، فرواه الزهري عن أنس عنه، قال كاتبه: معاذ مما يروى عن أبيه وعن أبي بكر بن محمد ابن عمرو بن حزم، وأبي الزبير المكيّ وجماعة، ويروى عنه معاوية بن صالح الحضرميّ وعبد اللَّه بن لهيعة، ومحمد بن عمر الواقدي وآخرون، ذكره ابن حبان في الثقات، وأكد هذا صاحب (ألفية السيرة النبوية ـ نظم الدرر السنية الزكية، ص: 36) فقال: (وأما المرّة الثانية: فقد شق صدره الشريف ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو ابن عشر سنين، وقد ذكر العلماء أن الشق الأول كان لنزع العلقة التي قيل له عندها هذا حظ الشيطان منك، والشق الثاني للاستعداد للتلقي الحاصل له ليلة الإسراء)، والثالثة كما روى الطيالسي والحارث في مسنديهما من حديث عائشة:(أن الشق وقع مرة أخرى عند مجيء جبريل له بالوحى في غار حراء، والله أعلم)، ومناسبته ظاهرة لتلقى الوحى، كما روى أنه شق صدره أيضًا وهو ابن عشر سنين أو نحوها في قصة له مع عبد المطلب أخرجها أبو نعيم في الدلائل، وروى مرة خامسة، ولكنها لا تثبت، وذلك في (فتح الباري، لابن حجر 1/‏ 460).

.. وسيأتي الحديث عن المرة الثالثة في الأسبوع القادم ان شاء الله.

محمود عدلي الشريف

 [email protected]