السبت 21 ديسمبر 2024 م - 19 جمادى الآخرة 1446 هـ
أخبار عاجلة

رأي الوطن : عام من الجرائم المتواصلة دون وقف أو حساب

الأربعاء - 09 أكتوبر 2024 05:02 م

رأي الوطن

40

مرَّ عامٌ على الإبادة الجماعيَّة الَّتي تقومُ بها دَولة الاحتلال الصهيوني ضدَّ الشَّعب الفلسطيني الخاضع لاحتلالها غير القانوني منذُ عقودٍ طويلة، دُونَ أنْ يوقفَ العالَم والمُجتمع الدّولي هذه الحمْلة الإرهابيَّة الجنونيَّة الَّتي قرَّر القادة السِّياسيُّون والعسكريُّون الصَّهاينة شنَّها بشكلٍ متعمَّد على أبناء فلسطين العُزَّل، في ظلِّ كراهيتهم المُتجذِّرة لكُلِّ ما هو فلسطيني أو عربي، وسط صمْتٍ دوليٍّ وتواطؤ مستمرٍّ أسْهَم في مزيدٍ من الإفلات من العقاب الممنوح للكيان على مدَى عقود، رغم وضوح المسألة، ما أسْهَم في مزيدٍ من العقاب الجماعي الصَّادم، الَّذي ينتهكُ جميع المعايير القانونيَّة والإنسانيَّة والأخلاقيَّة، من خلال استهداف قوَّات الاحتلال «الإسرائيلي» المناطق المَدَنيَّة بشكلٍ عشوائي، وذبح الأطفال والنِّساء والرِّجال، وتدمير جميع العناصر الأساسيَّة لبقاء الإنسان وكرامته.

لقدِ ارتكبتْ دَولة الاحتلال الصهيونيّ جميع الموبقات والجرائم خلال حربها القذرة الَّتي شملت كافَّة الأراضي الفلسطينيَّة، وخصوصًا في قِطاع غزَّة، حيث قامت بإلقاء بعشرات الآلاف من القنابل والصَّواريخ، بما في ذلك القنابل المُحرَّمة دوليًّا، الَّتي تجعل من الحياة في قِطاع غزَّة تكاد تكُونُ مستحيلةً، وحمْلتها الشَّرسة المُكثَّفة في تجريد الفلسطينيِّين من حقوقهم الإنسانيَّة، بما في ذلك التَّهديدات بالقضاء على وجودهم الوطني، واستخدام التَّجويع كأُسلوب حرب بشكلٍ علني، إلى جانب مطالبة بعض المسؤولين بإلقاء قنبلة نوويَّة على غزَّة، بهدفٍ معلَنٍ لم يخجلْ القادة الصَّهاينة الإرهابيُّون من التَّصريح به، وهو تحويل غزَّة إلى جزيرةٍ مهجورة غير صالحة للسَّكن وخالية من الحياة البَشَريَّة. كُلُّ هذا يحدُث على مرأى ومسمع من العالَم، رغم المطالبات المُتكرِّرة بوقفِ إطلاق النَّار، لكنَّ الفيتو الأميركي حالَ دُونَ اتِّخاذ مجلس الأمن الدّولي قرارٍ بوقفِ إطلاقِ نارٍ فَوري رغم المناشدات العالَميَّة، ما جعل الكيان الصهيوني يواصل انتهاكاته الصَّارخة لميثاق الأُمم المُتَّحدة وجميع مبادئ القانون الدّولي، بما في ذلك القانون الإنساني وقانون حقوق الإنسان، وقرارات الأُمم المُتَّحدة ذات الصِّلة، والتَّدابير المؤقتة الَّتي أمرَتْ بها محكمة العدْل الدّوليَّة في قضيَّة جنوب إفريقيا ضدَّ هذا الكيان الإرهابي، وغاب الحساب والمساءلة عن الوحشيَّة الَّتي يتعرَّض لها الشَّعب الفلسطيني، ما خلَق وضعًا كارثيًّا، ليس للشَّعب الفلسطيني فحسب، لكن سينعكس ذلك على المنطقة والعالَم، بالإضافة ما يُشكِّله ذلك من انتهاكٍ للنِّظام القانوني الدّولي، ولمصداقيَّة مجلس الأمن وسُلطته، ولآفاق التَّوصُّل إلى حلٍّ عادلٍ وسلمي لهذا الظُّلم التَّاريخي الخطير. إنَّ هذا الصَّمْتَ الدّولي يُسهم بصورةٍ أو أخرى في حرب الإبادة الجارية الَّتي تجاوز فيها عدد الضحايا الفلسطينيِّين (42000) شهيد، و(97000) جريح، ثُلثاهم من الأطفال والنِّساء، حيث تمَّت إبادة (902) أُسرة بالكامل، إذ أصبحت غزَّة فعليًّا مقبرةً للأطفال، بعد أن قتلتْ دَولة الاحتلال (16) ألفَ طفلٍ فلسطيني في غزَّة، إضافةً إلى أنَّ هناك أكثر من (10) آلاف فلسطيني في غزَّة ما زالوا في عداد المفقودين، ومصيرهم مجهول، في حين يُواجِه جميع سكَّان غزَّة، بمن فِيهم المرضَى والجرحَى، انعدام الأمن الغذائي الكارثي، والأمراض المُزمِنة والمُعْدية، حيث دمَّرتْ دَولة الاحتلال نظام الرِّعاية الصحيَّة في غزَّة، ما أدَّى إلى حرمان السكَّان المَدَنيِّين العُزَّل من الرِّعاية المنقذة للحياة، كما خلَّف الهجوم الصهيوني على الضفَّة الغربيَّة، بما فيها القدس المُحتلَّة، أكثر من (713) شهيدًا فلسطينيًّا، من بَيْنِهم (163) طفلًا، وإصابة أكثر من (6000) شخص، إلى جانب مواصلة قطعان المستعمِرِين المُتطرِّفين مطاردة المَدَنيِّين الفلسطينيِّين في جميع أنحاء القُرى والبلدات الفلسطينيَّة، وقتْلَهم وتدميرَ مملكاتهم وتشريدَ الآلاف مِنْهم قسريًّا، ما يؤكِّد ضرورة إنهاء هذه الإبادة الجماعيَّة والعقاب الجماعي وعمليَّات التَّهجير القسري والتَّطهير العِرقي، بل يجِبُ إنهاء استعمار الأراضي الفلسطينيَّة، بالإضافة إلى إجراء تحقيق دولي مستقلٍّ، لِيتمَّ المساءلة عن كُلِّ الجرائم الَّتي ترتكبها دَولة الاحتلال المارقة، بما فيها القدس الشَّرقيَّة، بما يشمل إصدار المحكمة الجنائيَّة الدّوليَّة مذكّرات اعتقال بحقِّ المُجرِم نتنياهو وباقي مُجرِمي جيش الاحتلال.