ظنَّ أنَّه البطل الوحيد، وكُلُّ مَن حَوْلَه والعدم سواء، فأطلقَ الكثير من الوعود للمستوطنين بالكيان المُحتلِّ في المُقدِّمة، مِنْها تحقيق الأمن للكيان المُحتلِّ، وإعادة الأسرَى والقضاء على المقاوَمة الإسلاميَّة في غزَّة، والعمل على تحقيق حلم «إسرائيل» الكبرى، فهل تحقَّقت هذه الوعود من رئيس وزراء الكيان المُحتلِّ (النتنياهو)؟ أم أنَّها كذبة كبيرة، أراد بها أن يتجملَ لِيستمرَّ على مقعد رئاسة الوزراء بعد عامٍ مضَى غلى بزوغ نجم طوفان ثائر، كاشفٍ، تسمع معه أصوات أسود ثائرة، هو «طوفان الأقصى»، ويمرُّ العام ولم يتحقَّق أيٌّ من أكاذيب ووعود «النتنياهو»، بل إنَّه أفرطَ في الوعود واهمًا بتحويلِ المنطقة إلى شِبه تايكونات يملك مفاتيح وأقدار شعوبها في جعبته بعد أن استعانَ بوحوشٍ كاسرة وكلاب متملِّقة مُتذلِّلة وثعالب ماكرة ونسور شرهة ضارية. مستخدمًا هذه الأدوات المصحوبة بالعناية الأميركيَّة والغربيَّة كأداة تجميل وترهيب ولكنَّها من النَّوْع الرَّديء، لِتتحوَّلَ أكاذيبه وأحلامه مع الأيام إلى صرح من خيال فهوَى على رأسه ورأس مَن ساندوه، وستأتي الأيَّام القريبة القادمة بالنِّهاية المتوقَّعة.
ماذا حقَّق منذُ بداية الطوفان من وعود تجمَّل بها؟
النَّتائج كانت تدمير كُلِّ مفردات الحياة في غزَّة الصَّامدة، بعدما أشبعَ شهوته من دماء العجائز والأطفال، بعد أن كفرَ بالإنسانيَّة والتَّاريخ وصحبته لعنة الدَّم فأصبح لا يهتمُّ إلَّا بشهوات السُّلطة وحلم بن جفير! فكانت هزيمته بعدم استطاعته فك قَيْد الأسرَى لدَى المقاوَمة الفلسطينيَّة بغزَّة، والَّتي ما زال يسمع زئير رجالها وتصل رسائلها كُلَّما أرادت ذلك وكان مِنْها صيد جنود الاحتلال وإرسال دفعات صاروخيَّة إلى المستباحة «تل أبيب»، انتقال المقاوَمة الإسلاميَّة في جنوب لبنان من المُسانَدة إلى تدمير مُدُن الشَّمال وتهجير المستوطنين، واستخدام القوَّة الصَّاروخيَّة الَّتي جعلتْ صافرة الإنذار تدوِّي (24) ساعةً ليهرعَ سكَّان الأراضي المُحتلَّة إلى المخابئ خوفًا من فقدانهم للحياة، الهروب الجماعي من الكيان إلى الخارج. وتُشير استطلاعات الرأي إلى أنَّ (65%) من سكَّان الكيان لا يشعُرون بالأمان لذلك فضَّلوا الهجرة والهروب بعدما تبخَّر حلم الأمن والأمان والرَّفاهيَّة في وطن لليهود، تدفَّقت الصَّواريخ على الأراضي المُحتلَّة، وخصوصًا تل أبيب من إيران المُرعبة والمقاوَمة الإسلاميَّة الباسلة في العراق واليمن السَّعيد الدَّائم النهوض لنصرةِ أخيه وكُلّها استهدفت الخطوط الحمراء في الكيان مِثل مطار بن جوريون ومبنى الموساد وقواعد الطَّائرات الحربيَّة، وغيرها ممَّا لم يُعلنْ عَنْه من قِبل الكيان. اعتراف بعض الدوَل الأوروبيَّة بالدَّولة الفلسطينيَّة ومِنْها أيرلندا وآيسلندا والعديد من دوَل العالَم بعد أن عادتِ القضيَّة الفلسطينيَّة لتتصدرَ أخبار العالَم، تعرِّف الأجيال القادمة في أميركا وأوروبا على حقيقة الكيان المُحتلِّ وكشف سرديَّته الكاذبة وأنَّه كيان محتلٌّ مُجرِم، يرتكب جرائم إبادة جماعيَّة فخرجتِ المظاهرات في الجامعات الَّتي تُندِّد بمجازر الاحتلال الصهيوني ومطالبة المسؤولين في تلك الدوَل بإيقاف المساعدات والشَّراكة الاقتصاديَّة والمُسانَدة السِّياسيَّة لحكومة الكيان.
هذه هي بعض المكاسب الَّتي حقَّقها (النتنياهو) رئيس وزراء الكيان المُحتلِّ، والمطلوب من قِبل العدالة الدّوليَّة بعد الاتِّهامات الَّتي نالَتْه من قِبل محكمة العدلِ الدوليَّة على الصَّعيد الدّولي والدَّاخلي، وما زال يكذب ويتجمَّل وهو يحلم بتحقيق الحلم المُتطرِّف بتصفيةِ الشَّعب الفلسطيني وتحقيق حلم «إسرائيل» الكبرى ظانًّا أنَّ المجازر الدمويَّة الَّتي يرتكبها في غزَّة ولبنان وقصفه لسوريا سيُحقِّق ما يرنو إِلَيْه وهو يغضُّ الطَّرف عن الهزائم البَرِّيَّة الَّتي يتلقَّاها من المقاوَمة الإسلاميَّة في غزَّة وجنوب لبنان. المُحصِّلة النِّهائيَّة تقول إنَّ شَعب (إسرائيل) يهرب من الأراضي المُحتلَّة، وإنَّه مُهجَّر من الشَّمال، وإنَّ «تل أبيب» لم تَعُدْ بأمان.. الحرب تطوَّرت بانضمام أعداء جُددٍ للكيان، كُلَّما طال الأمد زادتِ المقاوَمة قوَّة وزادَ الكيان انهيارًا، ولا عزاء إلَّا للشُّهداء الأبرياء.
جودة مرسي
من أسرة تحرير « الوطن»