الجمعة 18 أكتوبر 2024 م - 14 ربيع الثاني 1446 هـ
أخبار عاجلة

فن الدبلوماسية وإتيكيت كاريزما المرأة باختيار الألوان «1»

فن الدبلوماسية وإتيكيت كاريزما المرأة باختيار الألوان «1»
الثلاثاء - 08 أكتوبر 2024 03:45 م

د. سعدون بن حسين الحمداني

40

لِتُثبتَ المرأةُ جدارتَها بصفاتِ القيادة المثاليَّة بالمُجتمع عَلَيْها أوَّلًا الاطِّلاع والالتزام الكامل بالمهارات الدبلوماسيَّة بمختلف أنواعها، ومِنْها إتيكيت اختيار الألوان، وليس المقصود به الملابس فقط، وإنَّما تبدأ بإتيكيت وبروتوكول التَّصميم الدَّاخلي لغُرفتِها وبَيْتِها وسيَّارتها ومكتبِها الَّتي تعمل فيه، ثمَّ ملابسها وطبيعة مكياجها وإكسسواراتها وحقيبتها وحذائها.. وغيرها من الأمور الأخرى الَّتي تجعلُها بالمقدِّمة. تتفاخَرُ المدارس الدبلوماسيَّة، وخصوصًا الإنجليزيَّة، بأنْ تُدرِّبَ موظَّفيها الدبلوماسيِّين على اختيار ألوان الملابس بكُلِّ دقَّة وتفانٍ استنادًا إلى عدَّة عوامل، ومِنْها (المناسبة والوقت والمكان وحتَّى الفصول الأربعة) سواء بالمناسبات الرَّسميَّة النَّهاريَّة أو اللَّيْليَّة، الفعاليَّات الاجتماعيَّة، مراسم توقيع اتفاقيَّات، تسليم أوراق اعتماد، حضور مؤتمرات، زيارة سفارات، زيارة مجاملة.. وغيرها من المناسبات المُدرَجة في قاموس الدبلوماسيَّة. حقَّقتِ المعاهدُ الدبلوماسيَّة عدَّة لقاءات واجتماعات مع أرقَى مدارس الموضة الَّتي تعتمد على (عِلم الفيزياء وعِلم النَّفْس الاجتماعي) حَوْلَ كيفيَّة اختيار الألوان، حيث يوضِّح عِلم الفيزياء البُعد الموجي للَّوْنِ وتأثيرَه على قزحيَّة العَيْنِ، بَيْنَما يُعطينا عِلم النَّفْس الاجتماعي نمطَ الشَّخصيَّة لهذه المرأة. إنَّ شخصيَّة وكاريزما المرأة لا تأتي من اختيار ملابسها فقط، وإنَّما في أكثر الأحيان تذهبُ المدارس التَّخصُّصيَّة إلى جميع مفردات حياتها اليوميَّة أيضًا. ونحنُ في مقالِنا هذا لا نتطرَّق إلى أعمدة الأخلاق الكريمة، أصالة الأخلاق، الثَّقافة العامَّة، لُغة الجسَد ونبرة الصَّوت، الشَّهادات الأكاديميَّة والخبرات المتراكمة، الكفاءة في قيادة الأُسرة والعمل، وإنَّما سوف نُركِّز فقط على إتيكيت اختيار الألوان، سواء بالتَّصميم الدَّاخلي للمنزلِ أو العملِ أو لهَا بصورةٍ شخصيَّة. إتيكيت اختيار ألوان الملابس من أهمِّ سِماته أنَّه يعتمد على نَوْعِ ووقتِ ومكانِ وحضورِ المناسَبة، سواء كانتْ رسميَّة أو اجتماعيَّة، طبيعة الجسم المتين أو الرَّشيق، وكذلك القوام، الوزن، المرأة الحامل وشكل الجسم، سواء للمرأة المُحجَّبة أو غيرها، العمر وطبيعة البيئة، المِهنة والوظيفة، طبيعة الوَجْه الَّذي ينقسم إلى (12) نَوْعًا استنادًا إلى تقسيمات عالِم النَّفْس فرويد ولَوْن البَشرة ولَوْن الشَّعر. كاريزما المرأة القياديَّة هو الاهتمام بجميع مفاهيم ونظريَّات وسِمات البروتوكول والإتيكيت من هندام جميل وراقٍ وبسيط، ومثاليَّة باختيار ألوان الملابس بالمناسبات، وطبيعة المكياج والحقيبة النِّسائيَّة والإكسسوارات، وإتيكيت المجاملة وإدارة الحديث.. وغيرها من مكمِّلات مفردات القيادة والمرأة المثاليَّة، فتُعَدُّ الألوان الفاتحة هي الأمثلَ في فترات النَّهار والألوان الدَّاكنة باللَّيْل. تمرُّ عَلَيْنا مناسَبةٌ عزيزة وغالية على قُلوبِنا ألَا وهي (يوم المرأة العُمانيَّة) والَّتي تُوافِق يوم السَّابع عشر من أكتوبر من كُلِّ عامٍ وما حظِيَتْ به منذُ بدءِ مَسيرة النَّهضة العُمانيَّة الحديثة، من عنايةٍ ورعايةٍ فائقة وتكريمٍ متميِّز، وتجسَّد ذلك عَبْرَ الرِّعاية السَّامية للمغفور له بإذن الله تعالى السُّلطان قابوس بن سعيد ـ طيَّب الله ثراه ـ وخِطاباته الَّتي ركَّزت دائمًا على دَوْر المرأة الحيَوي والمُهمِّ، وأنَّها الشَّريك الأساس الَّذي بِدُونِه لا تكتمل التَّنمية في البلاد، وكذلك في الخِطابات السَّامية لجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه: (إذ نؤكِّد على دَوْر المرأة ومشاركتها في سياق المُجتمع ككُلٍّ والمواطنة الحديثة، ونحرصُ على أن تتمتَّعَ فيه المرأة بحقوقها الَّتي كفَلَها القانون، وأن تعملَ مع الرَّجُل جنبًا إلى جنبٍ في مختلف المجالات خدمةً لوطنِها ومُجتمعها، مؤكِّدين على رعايتِنا الدَّائمة لهذِه الثَّوابت الوطنيَّة الَّتي لا نحيدُ عَنْها ولا نتساهَلُ بشأنها). مَن قالَ إنَّ المرأة نِصفُ المُجتمع فهو على خطأ كبير؛ لأنَّ المُجتمع ليس معادلةً حسابيَّة ولا توجد في كُلِّ أبجديَّات العالَم الفلسفيَّة وعِلم المنطق والاجتماع أنَّ الرَّجُل له أحقيَّة النِّصف والمرأة لهَا النِّصف الآخر. من وجهة نظري الشَّخصيَّة، كما أتَّفق مع الكثير، أنَّ المرأة هي الدَّاعم الأساس للمُجتمع ابتداءً من العائلة وصولًا إلى العمل والإنتاجيَّة العالية، وحرصها على الإبداع والتميُّز والاختراع لِتكُونَ المنافِس للرَّجُل في كثيرٍ من المجالات. وتتميَّز المرأة العُمانيَّة بالتزامها العالي بالإتيكيت الاجتماعي الرَّاقي الأصيل تحت مظلَّة السِّيرة النبويَّة الشَّريفة ودِيننا الحنيف والعادات العربيَّة الأصيلة، لذلك كان جُلَّ اهتمام المرأة العُمانيَّة بتطوير وصقل شخصيَّتها بأحدَثِ مفاهيم البروتوكول والإتيكيت الحكومي والاجتماعي وصولًا إلى هرمِ سِمات القيادة. وفي الختام، على المرأة العربيَّة الإسلاميَّة قدر الإمكان الالتزام بالحشمة والتَّواضع، والابتعاد عن التَّباهي بما تملكه من جَمال ومال، والحجاب ليس بالملابس فقط، وإنَّما حجاب اللِّسان والقلبِ والرُّوح، والعمل بكُلِّ إخلاصٍ وجديَّة، والتَّقرُّب إلى عامَّة النَّاس بحُسن النيَّة لغرضِ الاستفادة والإفادة بِنَفْسِ الوقت، بالإضافة إلى اهتمامها بمبادئ وأخلاقيَّات وقِيَم دِيننا الحنيف، التَّحصيل العِلمي، الثَّقافة العامَّة والكفاءة العمليَّة والعلميَّة، القيادة والبروتوكول والإتيكيت.. سوف نتطرق بالمقال القادم حول اختيار ألوان الملابس بالمناسبات الرَّسميَّة والاجتماعيَّة.

د. سعدون بن حسين الحمداني

دبلوماسي سابق والرئيس التنفيذي للأكاديمية الدولية للدبلوماسية والإتيكيت