صلالة ـ العُمانية: تُعَدُّ خطلة الإبل موروثًا عُمانيًّا ملازمًا لموسم الصرب بمحافظة ظفار، ومشهدًا سنويًّا من اعتزاز مُربِّي الإبل بقطعان إبلهم، وهم يسوقونها بعد انقشاع ضباب الخريف، يقطعون وديان الجبال صعودًا إلى مرتفعاتها، شيوخًا وشبابًا، يتغنون بصوت حدائهم للإبل التي ظلت فترة موسم الخريف في السهول بعيدًا عن الأمطار وحفاظًا عليها من الانزلاق في التربة المشبعة بمياه الموسم الماطر.
ويحرص رعاة الإبل مع بدايات بشائر موسم «الصرب»، الذي يُعَدُّ موسم الرعي الربيعي، على نقل الإبل في مجموعات من السهول أو مناطق خلف الجبال إلى أماكن الرعي التي يصعب فيها الرعي مع بداية موسم الخريف، مرددين عددًا من الفنون التقليدية المغناة منها «النانا، والدبرارت، والمشعير»، وتصاحبها بعض العادات الاجتماعية القديمة.
ويجتمع أهل المشورة وكبار السن؛ للاتفاق على تحديد يوم «خطلة الإبل»، وتبدأ بعد اتفاق أصحاب الإبل كلٌّ في منطقته، وفق سنن العُرف، ويظهر من خلالها التعاون للوصول بالإبل إلى مَبارِكها (مواضع جلوس الإبل)، ويتحلقون حول النار ويبيتون حولها في مجموعات تُسمى «مُجُّل» ومفردها «مجلُّت»، لتأتي كل مجموعة بإبلها الحلوب لتبرك قرب النار بحيث يستطيعون الوصول إليها إذا أرادوا حلبها، وجرت العادة على أن تُحلب كل الإبل في وقت واحد.