الجمعة 18 أكتوبر 2024 م - 14 ربيع الثاني 1446 هـ
أخبار عاجلة

فتاوى وأحكام

فتاوى وأحكام
الأربعاء - 02 أكتوبر 2024 05:43 م
20

أصبحت عيادات الفحص قبل الزواج تكشف عن وجود بعض الأمراض الوراثية في أحد الزوجين، وقد يحكم الأطباء أن احتمال انتقال هذا المرض إلى الأبناء بنسبة مرتفعة.. ففي حال تعلق رجل وامرأة بعضهما ببعض فهل لهما أن يتزوجا مع هذه النتيجة من الفحص الطبي؟

هذه نتيجة فيها خطورة، إن كانت نسبة احتمال انتقال الأمراض إلى الذرية نسبة عالية فالإقدام على الزواج فيه تعريض للذرية للخطر، ولا ينبغي للإنسان أن يعرّض ذريته للخطر إنما عليه أن يحرص على سلامة الذرية، وإنما يُنظر في هذا التعلق، هل هو تعلق قد يفضي إلى ارتكاب الفحشاء، بحيث يكون بالزواج درء لمصيبة أكبر، فإن كان كذلك ففي هذه الحالة ليقدما على بركة الله ولكن مع التوقي من النسل خشية أن تكون الذرية كما يقول الأطباء ذرية معرضة للأمراض.

إلى أي حد يمكن أي يتكشف الطبيب على المرأة المريضة أو الطبيبة على الرجل المريض؟

عندما تكون المرأة مريضة مرضًا لا بد من علاجه بسبب خطورته وأن حياتها إن لم تعالج هذا المرض تكون عرضة للتلف، أو عندما يكون الرجل مريضًا كذلك مثل هذا المرض ولا يوجد لأحدهما طبيب من جنسه وإنما هو من الجنس الآخر، فلأجل إنقاذ النفس البشرية، والله تعالى يقول:(وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا) (المائدة ـ 32)، ولا حرج أن يكون العلاج عند الطبيب أو الطبيبة، بحيث تعالج الرجل امرأة ويعالج المرأة رجلًا، ذلك لأجل إنقاذ هذه الحياة والمحافظة عليها ودرء الأخطار عنها.

وعندما يتوقف ذلك على علاج الطبيب أو الطبيبة، إما مع وجود الطبيبة بالنسبة إلى المرأة، ووجود الطبيب بالنسبة إلى الرجل فلا يجوز لأحدهما أن يتعالج عند الجنس الآخر علاجًا يؤدي إلى كشف شئ من العورات لما في ذلك من انتهاك الحرمات، وهذه حرمات يجب أن تراعى ولا يجوز انتهاكها بحال.

ومع الضرورة بحيث يكون علاج المرأة أمرًا ضروريًا ولا توجد طبيبة تقوم بعلاجها فإنه يؤمر أن يحضر إما زوجها وإما ذو محرم منها، في حالة علاج الطبيب الأجنبي لها لا بد من حضور الزوج أو ذي محرم، وإن وجد علاج من قبل طبيب ذي محرم ففي هذه الحالة يحرم أن تتعالج عند طبيب أجنبي.

ماذا يلزمنا إن وجدنا اسمًا من أسماء الله الحسنى مكتوبًا في ورقة أو آية من آيات القرآن الكريم، هل يجوز لنا حرقها أو قص كل حرف منها؟

هي ولو قطعت حروفًا صغيرة فإن ذلك لا يقضي على حرمتها، حرمتها تكون باقية، ولذلك ينبغي في مثل هذه الحالة أن تؤخذ أسماء الله تعالى وما كان من الآيات القرآنية التي لا تمكن المحافظة عليها وما كان من كل ما هو مقدس أي بما فيه أسماء لله تعالى يجب أن يؤخذ ذلك ويتلف بطريقة إما أن يُرمى في بئر مهجورة بحيث تكون هناك طمأنينة بأنه لن يصل أحد إلى هتك حرمتها، وإما أن تدفن في أماكن بعيدة بعد وضعها في الأكياس، وإما أن تلقى في البحر، وإن تعذر ذلك كله فلا مانع من الإحراق.. والله تعالى أعلم .

يجيب عن أسئلتكم

سماحة الشيخ العلامة

أحمد بن حمد الخليلي

المفتي العام للسلطنة