الجمعة 18 أكتوبر 2024 م - 14 ربيع الثاني 1446 هـ
أخبار عاجلة

شق صدر الرسول «عليه الصلاة والسلام» «1»

الأربعاء - 02 أكتوبر 2024 04:40 م
10

أيها الأحبة الكرام.. أسرد معكم اليوم ـ بعد بحث وأخذ ورد ـ موضوعًا يتعلق بأشرف الخلق وحبيب الحق سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم).. ألا وهو شق صدره الشريف، وما دعاني أن أبحث عنه وأسرده لكم كونه من المعلومات التي قد تخفى على البعض، خاصة أن شق الصدر حدث له أربع مرات، سنتحد عنها فيها يلي، يقول صاحب) سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد، (2/ 59 :(كان موسى ـ صلى الله عليه ـ مريدًا إذ قال: «رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي»، وكان نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ مُرادًا، إذ قيل له:»أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ» (الشرح ـ 1)، وروى الإمام أحمد والدارمي والحاكم وصححه والطبراني والبيهقي وأبو نعيم، وصاحب (صفة الصفوة):(1/ 24 عن حليمة ابنة الحارث، أم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ التي أرضعته، السعدية قالت: خرجت في نسوةٍ من بني سعد نلتمس الرضعاء بمكة فخرجت على أتانٍ لي قَمْراء قالت: وخرجنا في سنة شهباء لم تبق لنا شيئًا أنا وزوجي، وقالت: ومعنا شارف لنا والله إنْ تبض علينا بقطرة من لبن، ومعي صبي لنا والله ما ننام ليلنا من بكائه ما في ثديي لبنٍ يغنيه ولا في شارِفنا من لبنٍ يغذّيه، إلا أنّا نرجو الخصب والفرج. فلما قدمنا مكة لم تبق منا امرأة إلا عرض عليها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فتأباه، وكان يتيمًا ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقلنا ما عسى أن تفعل بنا أمه؟ فكنا نأبى حتى لم تبق من صواحباتي امرأة إلا أخذت رضيعًا، غيري. قالت: فكرهت أن أرجع ولم آخذ شيئًا وقد أخذ صواحباتي، فقلت لزوجي الحارث: والله لأرجعنَّ إلى ذلك اليتيم فلآخذنّه، قالت: فأتيته فأخذته ثم رجعت به إلى رحلي، قالت: فقال لي زوجي: قد أخذتِه؟ قلت: نعم، وذلك أني لم أجد غيره، قال: قد أصبت عسى أن يجعل الله فيه خيرًا، قالت: والله ما هو إلا أن وضعته في حجري فأقبل عليه ثدياي بما شاء من لبن فشرب حتى روي، وشرب أخوه حتى روي، تقصد ولدها، وقام زوجي الحارث إلى شارِفنا من الليل فإِذا هي تحلب علينا ما شئنا، فشرب حتى روي، وشربت حتى رويت، قالت: فبتنا بخير ليلة شِباعًا رِواءً، قالت: فقال زوجي: والله يا حليمةُ ما أراك إلا قد أصبت نسمةً مباركةً، قد نام صبياننا وقد رِوينا ورَوِيا، قالت: ثم خرجنا، قالت: فوالله لخرجت أتاني أمام الركب قد قطعتهم حتى ما يتعلق بها منهم أحد، حتى إنهم ليقولون: ويحكِ يا بنت الحارث، كفّي علينا، أليست هذه أتانك التي خرجت عليها؟ فأقول بلى والله. فيقولون: إن لها لشأنًا. حتى قدمنا منازلنا من حاضر منازل بني سعد بن بكر، قالت: فقدمنا على أجدب أرض الله، قالت: فو الذي نفس حليمة بيده إن كانوا ليسرحون أغنامهم إذا أصبحوا، وأسرح راعي غنمي وتروح غنمي حفلًا بطانًا وتروح أغنامهم جياعًا هالكة مالها من لبن، فنشرب ما شئنا من اللبن وما من الحاضر من أحد يحلب قطرة ولا يجدها، قالت: فيقولون لرعاتهم: ويلكم ألا تسرحون حيث يسرح راعي غنم حليمة؟ فيسرحون في الشِّعْب الذي تسرح فيه غنمي وتروح أغنامهم جياعًا مالها من لبن وتروح غنمي حفلًا لبنًا، قالت: وكان يشب في اليوم شباب الصبي في شهر، ويشب في الشهر شباب الصبي في سنة، قالت: فبلغ سنين وهو غلام جفر، قالت: فقدمنا به على أمه فقلت لها أو قال لها زوجي: دعي ابني فلنرجع به فإِنا نخشى عليه وباء مكة قالت: ونحن أضنّ شيء به لِما رأينا من بركته (صلى الله عليه وسلم) فلم نزل به حتى قالت: ارجعا به، قالت: فمكث عندنا شهرين، قالت: فبينما هو يلعب يوما من الأيام هو وأخوه خلف البيت إذا جاء أخوه يشتد فقال لي ولأبيه: أدركا أخي القرشي فقد جاءه رجلان فأضجعاه فشقّا بطنه، قالت: فخرجت وخرج أبوه يشتد نحوه فانتهينا إليه وهو قائم منتقع لونه فاعتنقتُه واعتنقه أبوه وقال: مالك يا بني؟ قال: أتاني رجلان عليهما ثياب بيض فأضجعاني فشقّا بطني، والله ما أدري ما صنعا، قالت: فاحتملناه فرجعنا به، قالت: يقول زوجي: والله يا حليمة ما أرى الصبي إلا قد أصيب، فانطلقي فلنرده إلى أمه قبل أن يظهر به ما نتخوف عليه، قالت: فرجعنا به إلى أمه، فقالت: ما ردّكما به فقد كنتما حريصين عليه؟ فقلنا: لا والله إلا أنا كفلناه وأدينا الذي علينا من الحق فيه، ثم تخوفنا عليه الأحداث فقلنا: يكون عند أمه، قالت: فوالله ما زالت عند أمه فقالت: والله ما ذاك بكما فأخبراني خبركما وخبره، قالت: فوالله مازالت بنا حتى أخبرناها خبره، قالت: أتخوفتما عليه؟! لا والله إن لابني هذا شأنًا ألا أخبركما عنه: إني حملت به فلم أحمل حملًا قط هو أخف منه ولا أعظم بركة منه، لقد وضعته فلم يقع كما يقع الصبيان، لقد وقع واضعًا يده في الأرض رافعًا رأسه إلى السماء، دعاه وألحقا بشأنكما(.. وأما عن المرة الثانية فستأتي إن شاء الله تعالى .

محمود عدلي الشريف

 [email protected]