برعاية «الوطن» إعلاميا
كتب ـ عبدالله الجرداني:
تصوير ـ سعيد البحري
نظَّمت الرابطة العُمانية للروماتيزم مؤتمرًا طبيًّا حول أمراض الروماتيزم بهدف تبادل المعارف والاطلاع على آخر مستجدات هذا المرض برعاية «الوطن» إعلاميًّا وذلك في فندق (موفنبيك غلا مسقط) قدمت خلاله حوالي (30) ورقة عمل مختصَّة بمشاركة (150) من الخبراء والقيادات الطبية من سلطنة عمان وبقية دول الخليج وعدد من الدول العربية والأجنبية.
ناقش المؤتمر ـ الذي استمر ثلاثة أيام واختتمت أعماله أمس ـ أحدث التطورات والابتكارات في مجال التهاب المفاصل والعضلات (الروماتويد المفصلي)، والذئبة الحمراء لدى الأطفال، واضطراب النسيج الضام، إلى جانب التحدِّيات التي تواجه العاملين في القطاع والعديد من الموضوعات وحلقات العمل المتعلقة بتقنيات التشخيص والعلاج ذات الصلة بأمراض الروماتيزم.
وقد قدَّم الدكتور أحمد بن محمد السعيدي في الجلسة الافتتاحية رؤى قيّمة حول أمراض الروماتيزم، حيث أشار إلى أن أمراض الروماتيزم تعتبر من الأمراض الشائعة، ولكنها من الأمراض المتجاهلة من عامة الناس وبعض الأطباء في القطاع الصحي، مؤكدًا على أن المؤتمر يأتي بمشاركة كفاءات طبية من المنطقة وخارجها، بهدف تكثيف الدورات التعليمية واطلاع القائمين على المؤسسات الطبية على ما هو جديد في هذا المجال.
وقال الدكتور السعيدي: لله الحمد فإنَّ القطاع الصحي في السلطنة في تطور مستمر بفضل دعم جلالة السُّلطان هيثم بن طارق ـ حفظه الله ورعاه ـ ومن قبله المغفور له السُّلطان قابوس ـ طيَّب الله ثراه ـ ولكن لا يزال هناك الكثير الذي يجب عمله لدعم العاملين في القطاع الصحي، إذ إن تخصص الروماتيزم قبل عام 2001م كان شِبه معدوم في سلطنة عمان، واليوم يوجد عشرات الأطباء المختصين في هذا المرض أنهوا دراستهم التخصصية في عدة دول ويقدمون خدمات جليلة للمصابين بأمراض الروماتيزم.
وأضاف: إنَّ أحد الأخطاء الشائعة على المستوى المحلي والإقليمي هو أن أمراض الروماتيزم هي أمراض الشيخوخة، وهي ليست كذلك وهذا المؤتمر يغطي أمراض الروماتيزم التي تصيب الأطفال والكبار، فهذه الأمراض من الممكن أن تصيب الأشخاص من بعد الولادة حتى قبل الوفاة، فهي منتشرة والبعض منها خطيرة جدًّا، ولكن هناك تحسُّن كبير في الاهتمام بهذه الأمراض في السلطنة، وأنا فخور بالكفاءات العُمانية القائمة على أمراض الروماتيزم.
وأكَّد الدكتور حميد بن عوض الوحشي رئيس الرابطة العُمانية للروماتيزم، على أهمية المؤتمر الذي يُعدُّ حدثًا بارزًا في المنطقة، حيث تم فيه مناقشة آخر المستجدات في نتائج البحوث السريرية في مختلف الجوانب المتعلقة بالروماتيزم، وأوضح بأنَّ أمراض المفاصل والروماتيزم في مقدِّمة الأمراض التي ناقشها المؤتمر وينبغي أن تحظى بالمزيد من الاهتمام لما يعانيه المصابون بها من الآلام الجسدية والنفسية وتعطيل لقدرتهم على العمل والإنتاج.
من جانبها قالت ماريا سيسيليا مالاري مديرة شؤون المؤتمر: يعَد مؤتمر الجمعية العُمانية لأمراض الروماتيزم منصَّة رئيسية لتطوير أمراض الروماتيزم في المنطقة، حيث جمع الخبراء المحليين والإقليميين لتبادل المعرفة والأبحاث وأفضل الممارسات، إذ إنه يعزز التعاون ويعزز المهارات السريرية ويضمن أعلى معايير رعاية المرضى، ويؤدي هذا التجمع السنوي دورًا حاسمًا في تشكيل مستقبل أمراض الروماتيزم في عمان وخارجها، كما أكّدت الدكتورة فريدة بنت يوسف البلوشية استشارية أمراض روماتيزم ونائبة رئيس الرابطة على الدور الذي تؤديه الجمعية في التزامها بتعزيز فهم وعلاج أمراض الروماتيزم، مشيرة إلى أن الرابطة تأسست عام 2018م، ولها دور فعال في الجانب التثقيفي لزيادة الوعي عن أمراض الروماتيزم، حيث تنظم فعاليات دورية في المناسبات الطبية منها اليوم العالمي لأمراض الروماتيزم واليوم العالمي للذئبة الحمراء لنشر الوعي للمرضى ونوزع لهم كتيبات تثقيفية، كما تنظم الرابطة مؤتمرات دورية للأطباء لمناقشة المستجدات من البحوث والأدوية لهذا المرض، ونعطي فرصة لنشر أبحاث الأطباء العمانيين على المستوى الإقليمي والعالمي. وأوضحت في حديثها أن مرض (الروماتويد المفصلي) يُعدُّ من أكثر أمراض الروماتيزم شيوعًا في السلطنة، فهو يصيب (1%) من السكان إلى جانب مرض الذئبة الحمراء وأمراض المناعة الذاتية وهي الأقل شيوعًا، فلا بد من زيادة الوعي حول أهمية اكتشاف المرض في المراحل المبكرة، وأهمية الالتزام بأخذ الأدوية والمتابعة المستمرة.


